بنهاية بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال والتي حققها فريق النادي الأهلي أسدل الستار على نهاية المسابقات السعودية؛ لنودع موسما كرويا ناجحا بالرغم ما اعترض مسيرته من توقفات وتأجيل وتقديم لقاءاته وتداخل في بطولاته أفقدت المتابع متعة المتابعة، فكل تلك التخبطات اعتدنا عليها وأصبحت جزءا لا تتجزأ من مسابقاتنا وفقدنا الأمل بإصلاح هذا الخلل الذي أربك الأندية ومخططات الأجهزة الفنية والإدارية وأسهم بتشتيت أذهان الجماهير وأفقدت مواجهات دوري زين جزءا من نكهتها وبعضا من قوتها، برغم تأكيدات المسؤولين بحل هذه المعضلة مع نهاية كل موسم، وأعتقد والله أعلم بأن الموسم القادم لن يرى جديدا ولن يكون أفضل حالا مما سبقه من مواسم، فالسلبيات ستبقى والتخبطات ستدوم إلى أن يشاء الله. عموما كل تلك المؤثرات لم تقف في طريق نجاح موسم كروي مليء بالإثارة وقوة المنافسة وتعدد الأبطال، فعاد للكرة السعودية جزء من هيبتها وعنفوانها؛ ما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح لهذه العودة المنتظرة فحقق البطولات من يستحقها ودفع مهرها، فالليث الشبابي تربع على قمة دوري زين بجدارة، وواصل الفريق الهلالي تخصصه وأكد عشقه لبطولة كأس ولي العهد، واختتم الفريق الراقي الموسم بخطف بطولة كأس الأبطال كعربون استحقاق لهذا الفريق الذي قدم نفسه بشكل مختلف، كما شهد الموسم عودة الفريق النصراوي لمنصات التتويج وإن كانت على استحياء، وظهر الفريق الفتحاوي بمستويات لافتة توجها بتحقيقه المركز الثالث كإنجاز يحسب لأبناء الأحساء، واختتمت الفرق السعودية المشوار بإعلان تأهلها للدور ربع النهائي آسيويا؛ كل تلك المعطيات تدل على عودة قريبة للكرة السعودية.. تلك العودة التي تحتاج للعمل وتكاتف الجهود وتقديم مصلحة الكرة السعودية العامة على مصلحة الأندية الخاصة ونبذ نبرة التعصب التي تخصص بها عدد ممن ابتلوا الإعلام الرياضي؛ ليواصلوا بث سمومهم من خلاله، فنصروا فريقهم ظالما أو مظلوما فهم يمجدون حدثا ويبررون وقوعه اليوم، لأن المستفيد منه هو ناديهم المدلل ويهاجمون نفس الحدث ويرفضونه غدا لأنه لا يصب في مصلحتهم فانكشف مستورهم وأثبتوا للجميع تناقضهم وضحالة تفكيرهم وبحثهم عن مصلحة وقتية.