التقت مكةالمكرمة بكل مقدساتها وإشراقاتها وعظمة مكانتها عند الله وعند الأنبياء.. مع المدينة.. مدينة النور والضياء التي سكبتها فى فجاج الأرض.. فكانت هديا وضياء ورحمة عمت الكون كله. التقت هاتان المدينتان العظيمتان في مضامين محاضرة الأمير خالد الفيصل بحضور الأمير عبدالعزيز بن ماجد.. وكانت الأمسية نسيجا من الحب وسمو التعبير وآيات الإبداع في البساطة والعفوية وانطلاقا في سماوات عليا من النشوة والانشراح.. تلك هي الطاقة الروحية التي تبثها مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فى كل من يزورها.. وأسهمت فعالية الأمسية التي نظمتها الجامعة الإسلامية تلك التي لا تغيب عنها الشمس.. فهي منتشرة انتشار الهواء والضياء والنور.. تغطي اهتماماتها ومخرجاتها نحو 165 من الجنسيات.. أحسب أن هذا الكم يأتي تفسيرا منطقيا وواقعيا يترجم القدرة الإنتاجية الخلاقة والمبدعة لهذه الجامعة ومدى تأثيرها. خالد الفيصل والاعتدال: كان فارس الأمسية وربانها خالد الفيصل الذي امتلك ناصية الإعجاب والتقدير من كل الحاضرين ومن كل الذين جلسوا تشدهم فصاحة وبلاغة الأمير وحيوية الموضوع وجدية الطرح والتناول.. ركز المحاضر على الاعتدال الذي هو منهج الدولة، وحلل كل الجوانب التي من شأنها أن تبرز هذا النهج وتقويه وفق ما جاء في القرآن الكريم «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهِيدا» وفى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول». يعنى ذلك أن هذا هو النهج الذي من شأنه أن يصلح ما اعوج من سلوكيات المجتمع ويغذى الحراك الاجتماعي فى كل جوانب الحياة.. ولعل المقولة المشهورة لعمر بن الخطاب (الفاروق).. لو أنصف الناس لاستراح القاضي.. وكأنما هو يرى الآن ما تركه الابتعاد عن الاعتدال فى أسلوب الحياة وطغيان الأنا وحب الذات مما يصادر كثيرا من حقوق الآخرين. الحصانة الفكرية والثقافية: ومن واقع التجربة والمعاناة والمعايشة الفعلية يذهب المحاضر إلى التركيز على البعد عن التلقين والتوجيه المباشر.. ويرى أن الحصانة الفكرية والثقافية تكمن فى تحصين الشباب.. فهذا أجدى، أما أن نحارب مصادر كالقنوات ووسائل الرأي التي لا تقيم وزنا للأمانة الأخلاقية، والمنع فى رأي سموه غير مجد.. إنما السبيل في الارتقاء بوعي أولادنا وشبابنا وشاباتنا وهو السياج الوحيد الذي يكفل لهم القدرة على التمييز ومعرفة الغث من السمين وينحاز بفطرته إلى ما ينفعه. كانت الأمسية حقيقة أمسية رائعة ومكتنزة بكل جوانب التوفيق وعناصر وفعاليات النجاح.. استطاع الشاعر الطالب محمد أبو بكر أن يحلق بنا وبالحاضرين فى سماء الروعة والإبداع.. وتناوب على المداخلات طلبة من اليمن ومن أمريكا ومن بريطانيا ومن جزر القمر.. وكذلك الحضور النسوى والمشاركة.. هؤلاء أثروا المحاضرة وزادوا فى القيمة الفكرية والأدبية والمعنوية لها. مفاجأة الحفل: كانت من خلال تلك الفقرة التي لعب فيها الفارسان فراس ومعن أبناء الدكتور حاتم الظاهرى عميد تقنية المعلومات دورا رائعا فاق إمكانات عمرهم الزمني من خلال المشهد التمثيلي التعبيري.. والاستعانة بفيلم وثائقي عن المغفور له الملك فيصل الذي يطلب فيه الاستشهاد فى سبيل الله (الصلاة فى القدس أو الاستشهاد فى سبيل الله) وكان رد المحاور وتعليقه على كل الفقرات موفقا وأكثر من رائع.. امتاز بالفورية والتوفيق والسداد. مدير الجامعة الذى نهض بها: أحسب أن تاريخ العلم والمعرفة والثقافة وبلا جدال سيفرد صفحة مشرقة ومضيئة لسعادة الاستاذ الدكتور محمد بن علي العقلاء مدير الجامعة الذي أخرجها بجهده المبارك إلى النور لتطل على العالم فى حالة من الرقى والاقتدار الذى أرهص لمستقبل كبير ينتظر الجامعة وأسرتها الكبيرة من طلبة وهيئة تدريس.. وحسبى الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة