رغم أن فترة الإجازة الصيفية هذا العام تعتبر قصيرة جدا، خصوصا أن شهر رمضان يأتي في وسطها، فإن الكثير من الطلاب يرونها فرصة ذهبية لا تعوض لتأهيل أنفسهم ولاكتساب مهارات معينة، استعدادا لمرحلة ما بعد انتهاء الدراسة والدخول إلى معترك سوق العمل. ويتوقع أن يكون موسم الصيف حافلا بالتوظيف في جدة مع تقديرات بتوفير نحو 25 ألف وظيفة صيفية تتراوح المكافآت فيها بين ألف وألفي ريال على الأقل شهريا. «عكاظ» سألت عددا من المسؤولين في جهات التوظيف ومسؤولي منشآت القطاع الخاص في جدة عن توقعاتهم لصيف هذه السنة، فأجمعوا على أن الإجازة الصيفية تمثل فرصة كبيرة لاستغلال أوقات فراغ الشباب بما ينفعهم، مشيرين إلى أن الكثير من مؤسسات القطاع الخاص تحرص على استقطاب أعداد كبيرة منهم، خصوصا الطلاب للعمل لديهم في مواقع مختلفة. وهو ما تحرص عليه أيضا وزارة العمل التي توجه دائما بالعمل على تدريب الطلبة وإكسابهم فرصا للتدريب وتهيئتهم لسوق العمل. أوضح مدير إدارة توظيف السعوديين في مكتب العمل في جدة محمد جلال الغامدي، أن الوزارة دأبت منذ فترة بعيدة على تنفيذ برنامج التوظيف الصيفي للطلاب خلال الإجازة، استنادا إلى القرار الوزاري رقم 503 في 17/11/1418 المبني على الأمر السامي رقم 7/ت/2942 في 1/3/1418. وأضاف أن فكرة البرنامج تقوم على أن ينسق مكتب العمل بين طالب الوظيفة وبين المنشأة المقدمة للوظيفة أو الفرصة التدريبية، والعمل على توفير فرص كبيرة تستوعب معظم الطلاب في الجامعات والمعاهد والثانوية العامة ابتداء من الطلاب الذين تجاوزوا الصف الثاني ثانوي. وشدد على الأهمية الكبرى للبرنامج الذي يساعد في استثمار أوقات الطلاب وشغل الفراغ الذي يتسبب في كثير من الإشكاليات، بما يعود عليهم بالنفع، إضافة إلى كونه تدريب عملي للطلاب على بيئة العمل وتهيئتهم لسوق العمل، خصوصا في ظل المنافسة القوية من العمالة الوافدة، مضيفا أن البرنامج يعمل على توسيع مدارك الطلبة ومساعدتهم في تحديد التخصص الذي يرغبون فيه، خصوصا طلاب الثانوية العامة، إذ أن البرنامج يمكنهم من اكتشاف ميولهم العملية لتحديد اتجاههم في المستقبل. وأوضح أن برنامج التوظيف والتدريب الصيفي يستهدف كل الشركات والجهات العاملة في القطاع الخاص، متوقعا أن يوفر البرنامج صيف هذا العام 25 ألف فرصة في جدة، استنادا إلى للعدد الكبير للطلاب المتوقع أن يتقدموا بطلبات توظيف. وذكر أن الآلية المتبعة في التوظيف هي تقسيم الطلبة إلى فئتين، فئة الجامعيين الذين يجري استقبالهم في بداية البرنامج، وفئة طلاب الثانوية العامة والمعاهد ومن في حكمهم الذين يخصص لهم بقية أيام البرنامج، مشيرا إلى تحديد طاقم كامل من موظفي مكتب العمل مؤلف من نحو عشرين موظفا للمساعدة في عملية توجيه الطلاب في البرنامج المقرر أن يستضيفه المعهد الثانوي الصناعي. وحول شروط الحصول على وظيفة قال: إنها تنحصر في اشتراطات أساسية مثل إحضار شهادة انتظام في الدراسة وصورة الهوية الوطنية، وأن يتجاوز عمر الطالب 17 سنة، وأن يكون اجتاز الصف الثاني الثانوية بالنسبة لطلبة الثانوية العامة بنجاح. وعن المكافآت التي يحصل عليها الطلاب خلال فترة عملهم صيفا قال إنها تتراوح بين 1000 و2000 ريال وقد تزيد عن ذلك حسب المرحلة الدراسية، مشيرا إلى أن المكتب يمنح كل طالب خطاب ترشيح للمنشأة التي يوجه إليها، على أن تكون قريبة من مقر سكنه، وتجري بعد ذلك متابعة الطلاب بعد توظيفهم في هذه المنشآت. وردا على سؤال حول المنشآت التي لا تستطيع التوظيف، قال إنه يطلب منها ببساطة توفير فرصا تدريبية للطلاب تتكفل بتدريبهم في أحد المعاهد أوالمراكز الخاصة، مشيرا إلى أن دور مكتب العمل في جدة ينحصر هنا في إرسال الطلاب إلى الشركة أو المؤسسة المعنية، وهي تقوم بدورها إما بتوظيفهم أو تدريبهم. وأوضح أن التوظيف سيبدأ اعتبارا من غد الاثنين 18/7/1432ونتوقع توفير 25 ألف وظيفة نظرا للزيادة الكبيرة في عدد الطلاب، مشيرا إلى أن قبول الطلبات سيستمر لعشرة أيام وسنعمل على استقبال الطلبة خلال الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصرا. استقطاب طلاب السياحة من جهته، دعا رجل الأعمال جمال يماني طلاب الكليات السياحية بشكل خاص، إلى الاستفادة من فترة التوظيف الصيفي خصوصا أنهم يستطيعون الالتحاق بالمطاعم والفنادق والعمل خلال الإجازة في نفس المجالات التي يدرسونها، وهو الأمر الذي يكسبهم خبرة عملية تؤهلهم للتقدم في المستقبل والدخول في الاختبارات الوظيفية بقوة، ونصح الطلاب خصوصا من عملوا في مجال المطاعم والضيافة، بالاستمرار في العمل خلال السنة وإن بوقت جزئي يستطيعون من خلاله مراكمة الخبرة وحجز وظيفة لهم فور تخرجهم، معتبرا أن فترة التدريب المستمر تعطي الطالب قوة في التفاوض ومعرفة في خفايا وأسرار المهنة. وأضاف أن المملكة تحتاج بشدة للموظفين السعوديين في قطاع الضيافة والمطاعم، خصوصا أن هذا القطاع تسيطر عليه العمالة الأجنبية بنسبة تتجاوز 98 في المائة. وأعرب عن اعتقاده بأن الكثير من مسؤولي الشركات الكبيرة التي تعمل في مجال التغذية، يرحب بالشاب السعودي، خصوصا أن الأجور للعمالة المدربة تدريبا عاليا في هذا القطاع مجزية جدا وقد يحصل الموظف على راتب يتجاوز كثيرا الرواتب الحكومية وبقية الأنشطة في القطاع الخاص، مشيرا إلى أن رواتب كبار الطباخين في الفنادق تتجاوز ال30 ألف ريال في الشهر. وقال إن هذا الراتب يعتبر هدفا واقعيا للشباب، ولكن شرط أن يحسنوا استغلال فترة التدريب الصيفي والاستمرار في العمل الجزئي، ولا شك أن هذا الأمر سيوصلهم إلى هدفهم هذا وأنهم سينافسون بقوة في هذا القطاع. وأضاف أن تدريب الطلاب خلال الإجازة الصيفية يعتبر أحد أشكال التدريب الهادفة إلى تعريف الطلاب بواقع البيئة العملية وما تحتاجه من جد وانضباط، كما أنه يتيح الفرصة لمؤسسات القطاع الخاص للتعرف على إمكانات الطلاب ومهاراتهم، إضافة إلى فوائده في ما يتعلق بتوجيه الشباب نحو الاستفادة من الإجازة الصيفية. اكتساب الخبرة أما عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة المهندس سليم الحربي، فقال إن أهداف التدريب الصيفي تتركز في إتاحة الفرصة أمام الطالب لكسب الخبرة العملية والتدريب قبل التخرج، وأهم من ذلك تعويد الطلاب على تحمل المسؤولية والتقيد بالمواعيد، ومعرفة التعامل مع أفراد المجتمع خارج المؤسسة التعليمية، وكذلك تعويدهم على احترام الآخرين والاستماع إلى آرائهم، وتزويد المؤسسات الصناعية بالمعلومات عن نوعية الموارد البشرية التي ستساهم في الصناعة مستقبلا، وإتاحة الفرصة لتلك المؤسسات لتقويم أداء الطالب أثناء فترة التدريب ومعرفة مدى الاستفادة منه وتوظيفه بعد تخرجه. وشدد على ضرورة تعاون القطاع الخاص وتحمل المسؤولية في هذا الشأن، مشيرا إلى أن هذا هو الدور الذي تضطلع به الغرفة التجارية إذ أننا نعمل جاهدين على المساهمة الفاعلة في دعم البرامج التي من شأنها المساهمة في تحقيق المزيد من التطور لهذا المجتمع، وأضاف كما أن برنامج التدريب والسعودة ضمن أولوياتنا واهتماماتنا في دعم الخطط الهادفة إلى تحقيق أعلى مستوياتها ضمن القطاع الخاص، مشيرا إلى أن رئيس مجلس إدارة الغرفة صالح كامل، ينادي دائما بتدريب وتوظيف السعوديين سواء خلال فترة الصيف أو بشكل مستمر.
