تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي أمس في عدن بمناسبة ذكرى الإعلان الفاشل لانفصال الجنوب عن شمال اليمن في 1994، فيما يبدو أن انتفاضة الشباب المطالبين بإسقاط النظام في صنعاء خلطت أوراق الحراك وأضعفت مطالب الانفصال. وتجمع أنصار الحراك، الذين توافدوا من محافظات الضالع وأبين ولحج وشبوة، في حي المنصورة ثم انطلقوا في مسيرة حاشدة جابت شوارع هذه المحلة مرددين شعارات تدعو إلى الانفصال مثل «ثورة ثورة يا جنوب» و «عهدا عهدا للشهداء والموت والعار للجبناء». كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «الجنوب هوية وتاريخ» و «لقاء القاهرة لا يمثل أبناء الجنوب المتمثلة بالاستقلال»، في إشارة إلى لقاء لقسم من قياديي الحراك في الخارج عقد قبل أيام في القاهرة. وتلا أحد أنصار الحراك بيانا سياسيا أكد فيه رفض «الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي) في الداخل للنتائج السياسية التي أسفر عنها لقاء القاهرة خلال الفترة من 9 إلى 13 مايو (أيار) برئاسة الرئيس الأسبق في الجنوب علي ناصر محمد»، والذي دعا إلى إيجاد نظام فيدرالي بعد رحيل نظام علي عبدالله صالح كحد أدنى لحل قضية الجنوب. وكان الحراك الجنوبي يرفع بوضوح مطلب الانفصال والعودة إلى دولة اليمن الجنوبي، التي كانت مستقلة حتى 22 مايو (أيار) 1990، إلا أن انتفاضة الشباب المطالبة بإسقاط النظام التي انطلقت في يناير (كانون الثاني) جعلت أقطابا في الحراك يخففون من حدة المطالبة بالانفصال أو يتخلون عنها. ونشرت وسائل إعلام يمنية أمس تصريحا للأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي عبدالله حسن الناخبي أكد فيه أن «ذكرى الوحدة اليمنية في ظل هذه الثورة والشباب يتواجدون في ساحات التغيير في كل محافظات اليمن يشعرنا بالوحدة الحقيقية، لأنهم هم من يجسدها حقيقة في الواقع». وأضاف أن «الوحدة بريئة من كل التصرفات التي حصلت في الفترة الماضية من قبل النظام وأن النظام الذي تعمد قتل الوحدة في حرب 1994 هو الذي أوجد في نفوس الجنوبيين الانفصال، لكن شباب التغيير اليوم أعادوا الوحدة إلى قلوب اليمنيين في الشمال والجنوب، لأن الوحدة في اليمن لم تفشل، بل من فشل هي إدارة الوحدة والذين لبسوا رداء الوحدة هم الذين تصرفوا تصرفات انفصالية».