آل حيدر: الخليج سيقدم كل شيء أمام النصر في الكأس    أجواء "غائمة" على معظم مناطق المملكة    إلزام موظفي الحكومة بالزي الوطني    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    تحت رعاية خادم الحرمين.. البنك الإسلامي للتنمية يحتفل باليوبيل الذهبي    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    بمشاركة جهات رسمية واجتماعية.. حملات تشجير وتنظيف الشواطيء    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    في الشباك    انطلاق بطولة الروبوت العربية    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتقاعدون .. عطاء متصل ومزايا مفقودة

تظل الصورة النمطية المرتسمة عن المتقاعدين في مخيلة الكثيرين أنهم أشخاص انتهت صلاحيتهم، فأصبحوا عالة على المجتمع، وفي المقابل يحظى نظراؤهم في بعض الدول بتقدير مجتمعاتهم، وبالعديد من الخدمات والمزايا، فيما تتسابق بعض المؤسسات والشركات للاستفادة من خبراتهم التي اكتسبوها طوال سنين عملهم.
فما هموم وآمال المتقاعدين، وما أبرز المشكلات والعقبات التي تواجههم للحصول على حقوقهم، بدءا من الإجراءات الروتينية وانتهاء بغياب المزايا والخدمات، وما دور مؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية وغيرهما من الجهات ذات الصلة في إعداد البرامج التي من شأنها خدمة هذه الفئة من المجتمع، كتسهيل حصولهم على مساكن وتخفيضات وأندية اجتماعية وترويحية.
عدد من المتقاعدين في مختلف المناطق تحدثوا ل«عكاظ» عن معاناتهم وهمومهم، مطالبين بإعادة النظر في السن النظامية للتقاعد، والعمل على تخفيضه إلى سن 55 (35 عاما خدمة) كحد أقصى، لما في ذلك من إحلال للقوى العاملة وإفساح المجال لدخول فئات عمرية جديدة إلى سوق العمل، وبالتالي احتواء جزء كبير من البطالة، والتسريع بترقية وتحفيز الموظفين الحاليين لما يحققه تقاعد أصحاب العمر (55 سنة فأكثر) من شواغر، مشيرين للفراغ الذي يعيشون فيه بعد التقاعد، وقضاء معظم الوقت في قراءة الصحف، ومتابعة القنوات الفضائية، فيما عبرت المسرحية الفكاهية الاجتماعية «قهوة ديلوكس» التي عرضت أخيرا في المنطقة الشرقية، عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه المتقاعد وصورت معاناته من الفراغ.
كارثة نفسية وجسدية
الدكتور محمود خان مسؤول القبول والتسجيل الذي تقاعد مبكرا في جامعة الملك فهد للبترول في المنطقة الشرقية، وعمل بعد تقاعده مديرا للموارد البشرية ومستشارا خاصا لدى إحدى الشركات إلى أن بلغ الستين، يؤكد أن أكثر ما يرهق المتقاعد مكوثه في المنزل، وبالذات إذا كان شخصا عمليا يحب العمل، إذ يمثل جلوسة في البيت كارثة نفسية وجسدية تبدأ بأمراض الكسل، ولهذا ينصح كل متقاعد بالبحث عن شيء يشغل به نفسه، بما يناسب خبرتة وتخصصة حتى لو بعمل جزئي على مدار ثلاثة أيام في الأسبوع، أو أن يفتح مؤسسة أو أن يدير مشروعا صغيرا برأس مال يمكن أن يحصل عليه من برامج تمويل المشاريع الصغيرة من أحد البنوك، لافتا لأهمية أن يحصل المتقاعد على مميزات وتخفيضات تعينهم على غلاء المعيشة وكثرة التزاماتها، وذلك من خلال منحه بطاقة متقاعد يستخدمها للأشياء الضرورية في حياته.
زيادة الرواتب
وتشير نجاة عبد رب الرسول المتقاعدة في قطاع التعليم في الشرقية، التي تشغل فراغها بالأعمال التطوعية، أن من أبرز مشكلات المتقاعدين تدني رواتبهم مطالبة برفع رواتبهم بما يتناسب وغلاء المعيشة، وإعادة النظر في راتب المتقاعد المتوفى، بحيث يستمر كما هو في حالة زواج الابنة أو عمل الأبناء دون استقطاع، إضافة للتأمين الصحي.
قروض عقارية
وأكدت زهرة المعبي مديرة العلاقات العامة في جمعية المتقاعدين في الشرقية، أن الراتب الذي تحصل عليه بدون زيادات أو علاوات أو أي مميزات، لا يكفي للظروف، وبالذات المرأة التي لا عائل لها، مطالبة بزيادة الراتب التقاعدي من 50 إلى 100 في المائة لأصحاب الرواتب المتدنية، مع التأمين الصحي، والحصول على تخفيضات في تذاكر الطيران والفنادق والمستشفيات وجميع الخدمات المعيشية، والحصول على القروض العقارية، حيث إن 80 في المائة من المتقاعدين بلا مساكن والإفادة من خبراتهم الوظيفية.
إهمال ولامبالاة
ويقول محمد الغامدي المتقاعد في جدة: بعد أن أحلت إلى التقاعد، فوجئت بأن معاناة المتقاعدين تصل حد الإهمال وعدم اللامبالاة ومراجعتي اليوم لمؤسسة مصلحة التقاعد لاستخراج شهادة تعريف حتى أتمكن من استقدام عاملة منزلية، متسائلا «هل يعقل أن يعامل مواطن عمل لأكثر من 25 عاما بمثل هذه المعاملة.. أين مراعاة كبار السن؟»، وفيما لو رغبت في شراء سيارة فإن أي شركة وبدون مراعاة تقول: لا نبيع سياراتنا بنظام الإيجار أو التقسيط للمتقاعدين، رغم أن رواتب بعضهم جيدة وباستطاعتهم التقسيط، فإلى متى يستمر هذا الحال.
أحلام لم تتحقق
ويقول أمين محمد بخش متقاعد في جدة: تقاعدت براتب 3500 ريال، ولدي ثلاثة أبناء مازالوا على مقاعد الدراسة، فهل يفي الراتب التقاعدي بأعباء الحياة اليومية، وكيف بتأمين مستقبل أبنائي وبالكاد أستطيع توفير المأكل والملبس وإيجار المنزل، في حين لم أتوقع أبدا ارتفاع تكاليف الحياة اليومية إلى هذا الحد الذي وصلت إليه اليوم، مشيرا إلى أنه تقدم لجميع البنوك المحلية للحصول على قرض لبناء شقة صغيرة بغرفتين، ولكنه لم يستطع الحصول عليه؛ لأن راتبه التقاعدي أقل من 4 آلاف ريال، فخرج منها محبطا وأحلامه قبل وبعد التقاعد لم تتحقق!.
اقتراح معقول
ويقول يحيى علي الباز متقاعد في جدة: تمت إحالتي على التقاعد بعد (40) عاما في العمل الحكومي، ومنذ عامين أحاول التكيف مع الوضع الجديد، وأنا أعلم في قرارة نفسي أنه لأمر صعب لشخص مثلي تعود على نظام معين طوال أربعين عاما، والمشكلة أننا لا نستطيع مزاولة أي نشاط تجاري إذ كل شيء ممنوع أمامنا من الشراء بالتقسيط إلى القروض، ولذلك أقترح تحويل بدل ال(18في المائة) الذي يستقطع من كل موظف للبنوك، لاستثماره بطريقة شرعية طوال فترة عمل الشخص إلى أن يتقاعد وحتى لو توفي يكون لورثته الحق في استلام حقوقه.
راجعنا بكره
أم حسين امرأة تجاوز عمرها ال 75 عاما، تقول: أراجع منذ ثلاثة أيام مؤسسة التقاعد لاستخراج كشف تعريف براتب ابني المتوفى، لتقديمه للضمان الاجتماعي للحصول على مبلغ بسيط يعينني على مصاعب الحياة، فأنا امرأة ليس لي دخل ثابت؛ ولكن مؤسسة التقاعد تفيدني دائما بعبارة «النظام عطلان راجعينا بكره».
ويضيف ابنها حسين: راتب أخي المتوفى الذي تستفيد منه والدتي لا يتجاوز ال 1900 ريال شهريا، يذهب نصفه لإيجار المنزل الذي نسكنه في حي غليل جنوب جدة والنصف الآخر لاحتياجاتنا المعيشية.
فراغ الفضائيات
عبد الرحمن الهندي وغازي المحمادي وفالح السلمي متقاعدون من مكة المكرمة، قالوا: إنهم كانوا فرحين في البداية بالتقاعد بعد عناء سنوات طوال من العمل والروتين اليومي، ثم ما لبثوا بعد مضي أربعة أوخمسة أشهر أن شعروا بالملل والبحث عن أي شيء يشغلون به الفراغ العريض الذي يعانون منه، فلم يجدوا أفضل من «ريموت» التلفزيون متنقلين بين مختلف القنوات وقراءة الصحف، مشيرين إلى أن هناك قلة ممن التحقوا بعمل آخر، فيما اتجه غالبيتهم لمنازلهم أوالاستراحات لتزجية الوقت في تحليل المباريات ومتابعة الأخبار، مطالبين بدور أكبر لمعاشات التقاعد في إيجاد نواد وبرامج توجيهية وفرص وظيفية للاستفادة من خبراتهم بحيث لا تكتفي فقط بصرف مرتباتهم نهاية كل شهر.
وقال ياسين علي متقاعد في القنفذة ذهبت لإحدى الشركات لأشتري سيارة بالأقساط، فأفهموني أن نظام الشركة يستثني المتقاعدين، فيما أشار زميله جابر محمد أن الراتب التقاعدي لا يكفي لمتطلبات الحياة، مطالبا ببطاقة تخفيضات للمتقاعدين من أصحاب الرواتب الضئيلة، فيما دعا أحمد إبراهيم لإعادة الثقة للمتقاعد وتغيير نظرة المجتمع تجاهه، في حين يطالب يوسف علي بلقاسم بمعاملة خاصة للمتقاعدين، كإنهاء معاملاتهم في الدوائر الحكومية على وجه السرعة خاصة في الدوائر التي كانوا يعملون لديها، إضافة لحصولهم على تخفيضات في تذاكر السفر والعلاج في المستشفيات وتوظيف أبنائهم، فيما يدعو حسن بن صالح الرحماني لتخصيص أندية للمتقاعدين لشغل أوقات فراغهم.
700 ألف متقاعد
إلى ذلك أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين الفريق عبد العزيز محمد هنيدي، أن العدد التقريبي الحالي للمتقاعدين والمتقاعدات على مستوى المملكة وصل إلى 700 ألف متقاعد، وبإضافة عدد الذين يستحقون المعاشات التقاعدية من أسر المتقاعدين والمتقاعدات، يصل العدد إلى مليون ومائتي ألف، مشيرا إلى أن أكبر مشكلة يعاني منها المتقاعد هي ثقافة الوعي التقاعدي وبالذات في المناطق النائية، إذ أن هناك مليارا ونصف المليار، لدى مؤسسة التقاعد لم يستلمها أصحابها، لافتا أن هدف الجمعية هو خدمة المتقاعدين والمطالبة بحقوقهم، مشيرا إلى أن عدد المتقاعدين والمتقاعدات الذين يحملون بطاقة الجمعية سواء متقاعدين أو عاملين منتسبين يصل إلى 117 ألف شخص.
تحسين أوضاع المتقاعدين
ومن جانبه أقر الدكتور صالح الخثلان نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بحق المتقاعدين في التمتع بمستوى معيشي كريم، ولكن للأسف كثيرا من المتقاعدين لم يعد معاشهم كافيا في ظل ارتفاع الأسعار، مشددا على ضرورة أن يكون الراتب التقاعدي مناسبا لمستوى المعيشة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك دراسات لوزارة الشؤون الاجتماعية بتكاليف المعيشة، ويفترض أن تحدد رواتب هؤلاء الفئات بشكل يناسب غلاء المعيشة.
وأضاف: وصلتنا شكاوى من هذه الفئة اتضح أن المشكلة ليست في الرواتب أو أن المعاش التقاعدي غير كافٍ، وإنما المشكلة الكبرى في عدم امتلاك جزء كبير منهم حتى الآن لسكن خاص، ذلك أن معاش التقاعد لا يكفي أو يساعد على امتلاك مسكن خاص، بالإضافة لارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل، لافتا أن جمعية حقوق الإنسان عقدت قبل سنة ندوة خاصة اشتركت فيها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وصندوق التقاعد وأعضاء الجمعية لمناقشة أوضاع المتقاعدين من خلال طرح مشكلة المعاش الذي يحصل علية المتقاعد، وكان هناك إجماع من جميع المؤسسات على أن المعاشات التي يحصلون عليها غير كافية وخرج اللقاء بعدد من التوصيات أبرزها تحسين أوضاع هذه الفئة، مؤكدا على حرص جمعية حقوق الإنسان بهذه الفئة ومطالبتها برفع معاشات التقاعد وتوفير السكن ودعوة الهيئة العامة للإسكان للمبادرة بمعالجة المشكلة ودعوة الجهات الأخرى بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات لهم.
لا فرق بين الرجل والمرأة
وأكدت فاطمة العلي مديرة القسم النسوي في المؤسسة العامة للتقاعد، أنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في نظام التقاعد فهم متساوون في الحقوق والواجبات.
وأضافت أن المؤسسة تأخذ دائما بعين الاعتبار أي شكوى تأتي من المستفيدين بسبب تأخير أوراق المستفيد وتطالبهم برفع أوراق المتقاعد في حينه، حتى ينتقل من راتب الوظيفة إلى معاش التقاعد دونما انقطاع، إلا أنها لا تجد تجاوبا من الجهات.
المتقاعدون في الرياض
في الرياض حيث يوجد 17 ألف متقاعد، أشار مدير عام الجمعية الوطنية للمتقاعدين الدكتور عبد الرحيم مشني الغامدي إلى أن عدد المتقاعدين المدنيين في المملكة يتراوح بين 600 ألف إلى 700 ألف شخص يستفيدون من معاش التقاعد، وأن الحد الأدنى المعتمد لراتب المتقاعد هو 1720 ريال، فيما يوجد بعض المتقاعدين الذين يحصلون على معاش تقاعدي أقل من هذا المبلغ، مؤكدا أن أحد أهم أهداف الجمعية هو الاهتمام بالوضع الاقتصادي للمتقاعدين، حيث استطاعت الجمعية رفع سقف الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين إلى 3 آلاف ريال شهريا، رغم إدراكهم أن الحد الأدنى من الرواتب لا يسد حاجة المتقاعد وأسرته خصوصا في ظل الظروف الحالية، موضحا أن أصحاب الأجور التقاعدية الضئيلة يمكن أن ترفع مرتباتهم عن طرق الضمان الاجتماعي ووزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها المعنية بصرف الضمان الاجتماعي ليصل إلى 3،000 ريال.
وأضاف أن مصدر الدخل الأساسي للجمعية هو اشتراكات أعضائها، موضحا أن من أهم أسباب إنشاء الجمعية هو الاهتمام بهذه الفئة المنسية اجتماعيا ونفسيا وترفيهيا، حيث إن غالبية المتقاعدين بعد خروجهم من العمل ينساهم المجتمع ويعتبر مدة صلاحيتهم قد انتهت، رغم أنهم ثروة حقيقية يجب الاستفادة منها وعدم التعامل مع المتقاعد على أنه شخص غير قادر على العطاء.
وتابع أن من الوسائل التي وضعتها الجمعية للاستفادة من المتقاعدين هو إنشاء قاعدة بيانات من خلال اشتراكات العضوية (مشروع لم يكتمل بعد في صورته النهائية)، فعندما يتقدم العضو للانضمام إلى الجمعية يقوم بتعبئة استمارة خاصة تشمل خبراته السابقة ورغبته في تسويقها أيضا إذا كان يرغب في العمل أم لا، حيث أنه يوجد مؤسسات بحاجة إلى هذه الخبرات المتراكمة للعمل لديها حتى لو كان العمل بنظام الساعات، خصوصا المتقاعدين من العسكريين، ذلك إن سن التقاعد لدى العسكريين مبكر، والقليل منهم من يصل إلى سن الستين، ومن سن التقاعد الذي هو بين 40 و45 سنة إلى سن الوفاة التقريبي، والذي هو بين 70 و75، مساحة من الوقت يجب استغلالها بشكل إيجابي لصالح المتقاعد وصالح الدولة، وهنا يأتي دور الجمعية في تسويق معلومات المتقاعد لدى المؤسسات والشركات التي هي بحاجة إلى هذه الخبرات، في مقابل بعض الشركات والمؤسسات التي لديها قناعات خاطئة بتفضيل الدماء الشابة، وإغفال حاجة هؤلاء للتدريب والاستفادة من خبرات الآخرين، ملمحا أن من أهداف الجمعية إيجاد مراكز ترفيهية واجتماعية خاصة بالمتقاعدين على غرار مركز الأمير سلمان الاجتماعي في الرياض، وإيجاد تأمين صحي للمتقاعدين بالتنسيق مع وكيل وزارة الصحة.
وعن المتقاعدين الذين لا يملكون مساكن خاصة بهم، أوضح أن نسبتهم تتراوح ما بين 25 إلى 35 في المائة، وقد خاطبت الجمعية هيئة الإسكان لأخذهم في الاعتبار في مشاريع الهيئة الخاصة بالإسكان، فيما تسعى الجمعية لإعفاء المتقاعدين من بعض الرسوم كرخص المرور وفواتير الكهرباء والهاتف، والتنسيق مع الخطوط السعودية لتخفيض رسوم التذاكر بالنسبة لهم والحصول على تخفيض لهم في الفنادق، وفي بعض الرسوم التي تتعلق باستقدام العمالة، وتنظيم رحلات سياحية للتعرف على جميع المناطق، وتخصيص شباك لهم في المرافق الحكومية والبنوك لخدمتهم وتسهيل أمورهم.
و 50 ألفا في جدة
وفي جدة حيث يتواجد أكثر من 50 ألف متقاعد ومتقاعدة (60 في المائة منهم لا يملكون منازل)، أوضح مدير فرع جمعية المتقاعدين الدكتور فؤاد بوقري، أن الجمعية تهدف في المقام الأول إلى الاهتمام بالأوضاع الصحية والترفيهية والثقافية للمتقاعدين، وتذليل العقبات التي تواجههم ونقل مطالبهم واقتراحاتهم إلى الجهات المعنية، وتسخير خبراتهم ومعارفهم لصالح المجتمع بما يعود بالنفع على الجميع، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك تسهيلات تمنح لهم منها بطاقات للعلاج المخفض في المراكز الصحية والمستشفيات، (بدأنا في مخاطبة 16 مستشفى ومستوصفا خاصا في جدة بالحصول على تخفيضات، وتم منح نسب تخفيض متفاوتة وصلت حتى 50 في المائة)، غير أن فاتورة العلاج مازالت كبيرة، كاشفا في سياق ذلك عن اجتماع الجمعية مع شركات التأمين الصحي بحثا عن تأمين يضمن لهم العلاج.
حقوق الإنسان
الدكتور حسين الشريف المشرف على حقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة، أنه لم يرد إلى حقوق الإنسان أي شكاوى أو قضايا فيما يخص المتقاعدين.
البنوك
وأوضح سمير باعيسى مدير القروض في أحد البنوك في جدة: نحن كجهة خدمية لدينا قوانين خاصة بالمتقاعدين من مؤسسة النقد لا نستطيع تجاوزها أو التغاضي عنها، ولكن في المقابل يمكن للمتقاعدين مبكرا الاستفادة من القروض الميسرة، ذلك أن أعمارهم لا تتجاوز ال40 وال 45 عاما، فأمام هؤلاء الفرصة في استخراج قرض بشرط أن لا يتجاوز الاستقطاع ال25 في المائة من راتبهم التقاعدي، أما الفئة الثانية وهم المتقاعدون الذين أكملوا ال40 عاما في الخدمة، فهؤلاء فرصهم ضئيلة في الحصول على قروض.
الستين خارج التأمين
مصدر في إحدى شركات التأمين في جدة، أوضح أن التأمين يشمل المتقاعدين وليس من تجاوزوا سن الستين، ويكون الاستثناء في حالة التأمين عليهم منذ فترة كافية قبل بلوغهم هذا السن. وعن مشاركة شركات التأمين في تقديم خدمات اجتماعية لفئة المتقاعدين، أشار إلى أن هناك نسبة من أرباح الشركة تذهب لجمعيات خيرية وخلافها.
وقال الدكتور أحمد عمر الزيلعي عضو مجلس الشوري إن الوصول إلى سن التقاعد من الأمور التي ينبغي أن يحمد الله عليها كون الإنسان يصل إلى هذه السن وهو لا يزال يمارس حياته بصفة طبيعية؛ ولكن الناس مختلفون في تقبل التقاعد.
تحسين أوضاع المتقاعدين
وطالب عضو الجمعية الوطنية للمتقاعدين في الدمام بداح القحطاني بتحسين أوضاع المتقاعدين والمتقاعدات المعيشية والصحية والاجتماعية وبناء موقع متكامل لفرع الجمعية في المنطقة الشرقية يكون بمثابة نقطة التقاء لجميع المتقاعدين والمتقاعدات تتوفر فيه وسائل ترفيهية ورياضية ومكتبة وقاعات عامة.
الاستفادة من خبراتهم
ودعا إبراهيم علي الفقيه عضو مجلس منطقة مكة المكرمة من جانبه للاستفادة من خبرات المتقاعدين التي اكتسبوها من خلال عملهم طوال سنوات في الدولة.

نظام التقاعد السعودي
تحدث عضو جمعية الاقتصاد السعودي كبير أخصائيي تخطيط التسويق عصام مصطفى خليفة عن نظام التقاعد في المملكة، مشيرا إلى أنه الأعلى في نسبة الحسم على الموظفين مقارنة بنظام التقاعد في دول الخليج، حيث تبلغ نسبته تسعة في المائة من المرتب الأساسي مقارنة ب 2،6 في المائة في دول الخليج، كما أنه يتطلب عددا أكثر من سنوات الخدمة (40 عاما) للحصول على كامل المرتب عند التقاعد، إلا أنه يعد الأقل في دول الخليج فيما يخص بقية المميزات، فيما يتجاوز عدد المشتركين في نظام التقاعد ونظام التأمينات الاجتماعية 14 مليون مشترك منهم 3،5 ملايين مواطن، بينما لا يتجاوز عدد المستفيدين السعوديين 1،5 مليون.
وأضاف أن حركة الواردات والمصروفات لمصلحة معاشات التقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تعكس وجود وفرة مالية تراكمية تتجاوز 300 مليار ريال، تتزايد كل عام نتيجة الحسم من الموظفين، إضافة إلى العوائد الضخمة من الاستثمارات الداخلية والخارجية، وهذه الواردات تتجاوز أضعاف مصروفاتهما السنوية على المتقاعدين، وبالتالي فإن المركز المالي لمصلحة معاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية يعد أكثر من المتميز، في حين يواجه المحالون على التقاعد معاناة حقيقية مع نظام التقاعد ومواده القديمة التي مضى عليها أكثر من 65 عاما، حيث حول هذا النظام المنتسبين إليه من أسر متوسطة الحال إلى أسر غير قادرة على الوفاء بمستلزماتها، وتزداد هذه المعاناة بعد وفاة المتقاعد حين تتفاجأ ورثته بنقص الراتب التقاعدي إلى نسبة محددة نتيجة سقوط الأسماء للزواج أو البلوغ من نوتة التقاعد؛ ليبقى من راتب الأب المتوفى لا يسد رمقهم طوال العام، مشيرا لمعاناة أعداد هائلة من المتقاعدين الذين يتسلمون مرتبات متواضعة لا تزيد على 3000 ريال، ما ألجأ بعض المتقاعدين للعمل بعد التقاعد رغم تقدم سنهم لمواجهة ظروف الحياة الصعبة، كون الراتب التقاعدي لا يكفيهم، ولجأ البعض الآخر إلى الجمعيات الخيرية وإلى بعض أقاربهم لطلب المساعدة.
وتابع أما موت الموظف المتقاعد هو أشبه ما يكون بمثابة العقاب له، فبدلا من أن يراعي نظام التقاعد أيتام الموظف الذي أفنى عمره في العمل عسكريا كان أو مدنيا بكافة القطاعات، فيحرص على حفظهم وحمايتهم ماديا، يرمى نظام التقاعد أبناء المتقاعد في دوامة المجهول إلى حد بلوغ بعض أبناء المتقاعدين درجة الفقر والضعف المادي الأمر الذي قد ينجم عنه افرازات اجتماعية وأخلاقية وأمنية، مشددا على ضرورة تطوير وتعديل نظام التقاعد ونظام التأمينات الاجتماعية ومعالجتهما بشكل عاجل وفقا للمستجدات الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع تكاليف المعيشة، وفي ظل الوفرة المالية العالية التي يتمتع بها النظامان، بحيث تضمن هذه التعديلات حصول المتقاعد على ما يقارب نفس الراتب الذي كان يحصل عليه قبل تقاعده مع استمرار صرف العلاوة السنوية التي تتناسب مع نسبة التضخم السنوية على أن لا تقل عن خمسة في المائة سنويا، وتخصيص نسبة من حسومات الموظف للتأمين الصحي، بحيث يستفيد منها عند تقاعده تحميه من مخاطر المرض والشيخوخة والعجز في إطار تكافلي يراعي الحاجة والعدالة في توزيع منافع المتقاعدين، ما يساهم في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي لجميع المتقاعدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.