نحمد لمعالي وزير العدل رأيه الإيجابي في إعلامنا حين نشرت وسائل الإعلام يوم أمس حديثه الذي قال فيه: لدينا مؤسسات إعلامية صحافية على مستوى من التميز والتأهيل يقودها صحافيون وإعلاميون وطنيون، وما يصدر منهم من المبالغة هي اجتهادات أتقبلها بصدر رحب، ولكن لا بد أن يتقبل الإعلام عتبي عليه.. هنا يؤكد الوزير ثقته بالإعلام والقائمين على مؤسساته، ويحسن الظن بهم حين تحدث مبالغة في التناول لكنه من الضروري الإشارة أن المبالغة لو حدثت فإنها تتعلق بأحداث وقعت وليس بأحداث متخيلة، واستخدام الوزير لهذه المفردة هو إقرار بصيغة غير مباشرة بوقوعها، وبناء على ذلك فإنه من الصعب جدا استيعاب قوله في جزئية أخرى من حديثه أن قضية الجني كلها أقاويل، لأن كلمة (كلها) تنفي نفيا تاما وجود القضية من أساسها، وإذا كان معالي الوزير يستدل على هذا النفي ببيان المجلس الأعلى للقضاء، فإن ذلك البيان لا ينفي وجود قضية ما في محكمة المدينةالمنورة، وإلا لما قام بتكليف مفتش قضائي للوقوف على الواقع وتقصي الحقيقة كما جاء في نص البيان. ومن جانب آخر فإنه لا يمكن أن تكون قضية تغطيها الصحافة لعدة أيام مفبركة ولا أساس لها. وإذا كان أحد القضاة طرفا فيها فإن ذلك لا يسيء لكل القضاة وجهاز القضاء، فالقضاة ليسوا ملائكة كما ذكر وزير العدل في حديثه، وكما هي الحقيقة التي لا يجب تجاوزها.. ويقول وزير العدل: لقد اكتسب قضاتنا هيبة تزيد على قضاة العالم كله لكونهم يحملون علم الشريعة الذي هو مهابة وحلية يتميزون بها.. هذا صحيح يا معالي الوزير، وهذا ما يجعل المسؤولية عليهم كبيرة وحساسة وما يجعل مثل حادثة محكمة المدينةالمنورة صدمة عنيفة للمجتمع. وإذا كان معاليكم يشير إلى هذه الحادثة بالقول: إن التصعيدات الإعلامية قد تجعل من الصغائر كبائر، وتجعل من الحالات النادرة قضايا كبرى، فإنه يلزمنا القول بأن حالة نادرة واحدة قد تهز المجتمع لا سيما حين تتخللها ملابسات كالتي اكتنفت قضية المدينة، التي لو صحت فإنها ليست من الصغائر بل من أكبر الكبائر.. يا معالي الوزير: إننا نتمنى لو كان ما حدث مجرد حلم مزعج سوف نتخلص منه حين نفتح عيوننا، نتمنى أن كل ما سمعناه (أقاويل) لاصحة لها، لكنكم لم تساعدونا على ذلك، لم تكونوا معنا منذ البداية بمعلوماتكم التي سنتلقاها بالترحاب لأننا نثق بكم. وعلى أية حال، نحن نطمح عند المجلس الأعلى للقضاء إلى مزيد من التوضيح والشفافية لأن القضية عندما تصبح قضية رأي عام فإنه من الضروري أن تكون الجهة المعنية بها أبرز الحاضرين.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة