ظلت الجامعة الإسلامية سنين طويلة مغمورة الذكر، منطوية على ذاتها لا يكاد يعرف عنها إلا القليل. لكنها في الآونة الأخيرة بدأت تتحرك حركات بارزة دفعت باسمها إلى الظهور، لتؤكد في ثقة فعاليتها ورسوخ قدمها في عالم المؤسسات الأكاديمية العليا. وفي لقاء منشور في صحيفة المدينة مع مدير الجامعة الدكتور محمد العقلا، أشار إلى صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على افتتاح فرع نسائي بالجامعة، وأن الجامعة بصدد تنفيذ ذلك في القريب. هذه الخطوة الجديدة في الجامعة الإسلامية هي كما أراها خطوة مهمة ولها دلالة عميقة، ليس لأنها تعمل على تثقيف نساء المسلمين والاعتراف بحاجتهن إلى ذلك فحسب، وإنما لأنها أيضا تنفي عن الجامعة تهمة الاتصاف بالتفرقة بين الجنسين، وذلك حين يكون إسهام الجامعة في نشر المعرفة في العالم الإسلامي محصورا في الذكور دون الأناث، أما اليوم فقد باتت مفتوحة لجميع المسلمين في العالم، من الراغبين في النهل من العلم واكتساب المزيد من المعرفة نساء ورجالا، وهو ما يتضمن اعتراف الجامعة بأهمية تعليم النساء وإدراكها الحكيم للأثر الإيجابي لتعليمهن على النهوض والرقي بالأمة الإسلامية. الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية، رجل سمح الخلائق منفتح الفكر متطلع إلى الارتقاء بالجامعة وحريص على توفير ما يحقق لها ذلك. ومن هنا فإني أظنه مدركا لأهمية التطوير الأكاديمي للجامعة إلى جانب فتح أبوابها للجنسين، وخاصة فيما يتعلق بتطوير الأقسام الشرعية فيها. فالحاجة تبدو ماسة إلى إحداث تطوير جذري لمناهج الأقسام الشرعية، وذلك مثل تدريس مناهج البحث العلمي والعلوم الطبيعية والفلسفة وعلوم الاجتماع والنفس، وأن تكون دراسة تلك العلوم ملزمة، خاصة أن غالبية الطلاب الذين يلتحقون بكليات الشريعة يكونون من الذين لم يطلعوا من قبل على شيء منها. ومن نافلة القول إن المتوقع عادة من خريجي الأقسام الشرعية أن يعملوا في القضاء أو الإفتاء أو الوعظ والإرشاد، وهي مجالات تقتضي ضرورة خروج الطلاب من قوقعة الانحصار في العلوم الشرعية وحدها وانفتاحهم على علوم العصر والتفقه فيها، كي يمكن لهم فهم ما يصطدمون به من مشكلاتنا العصرية. وغني عن القول إن من يعمل مع الجمهور ويضع نفسه في مكان المرشد أو القائد أو الحكم، يتوقع منه أن يكون واسع المعرفة بكثير من العلوم المرتبطة بفهم الظواهر الطبيعية والاجتماعية، وكذلك العلوم التي تمكنه من فهم المؤثرات النفسية والدوافع الذاتية للسلوك البشري، كما يتوقع منه أن يكون قادرا على التفكير المنظم وتطبيق المنهج العلمي في التفكير كالتحليل المنطقي والاستدلال العقلي، وغيرها من مقومات منهج التفكير العلمي، فيكون منظاره الذي ينظر به إلى المشكلات المعروضة عليه مركبا من مزيج من المعرفة الشرعية والعلم المعاصر والتفكير النقدي، فيسهل عليه آنذاك التعامل مع المشكلات بالشكل الصحيح. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة