أسر كثيرة في بلادنا تصيبها أزمات خانقة في مثل هذا الوقت من كل عام، أزمات نفسية، وارتفاع ضغط الدم، وتعطيل السفر هنا أو هناك، وترقب حذر لما قد يؤول إليه مصير أبنائهم وبناتهم الذين تقدموا لمواصلة دراستهم في الجامعات السعودية. هذه الأزمة ليست قاصرة على من يكون أبناؤهم مقصرين في هذه المادة أو تلك، بل يصيب من يحصل على 100% من الدرجات، سواء في الأقسام العلمية أم الأدبية، لا فرق بين هذا وذاك.. معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أكد في تصريحه لأكثر من صحيفة سعودية أن جامعاتنا ستكون قادرة على استيعاب 90 في المائة من خريجي الثانوية، ورأينا إلى جانب هذا التصريح أسماء الجامعات وبجانب كل جامعة عدد الطلاب الذين ستقبلهم في العام القادم. أشكر لمعالي الوزير حرصه على تسهيل إجراءات القبول وتوسعتها للخريجين، لكن هذا الحرص بحاجة إلى متابعة دقيقة للتأكد من التزام الجامعات بالأعداد التي حددتها، ثم والأهم التزام الجامعات بقبول الأعداد الكافية في الجامعات التي يحتاجها سوق العمل في السعودية. هناك أكثر من نقطة أرى أهميتها وآمل من معالي الوزير ومن مديري الجامعات أن يولوها عنايتهم، أو على أقل تقدير أن يفكروا فيها ولو قليلا! بعض الطلاب والطالبات يحصلون على مجموع ما بين 89 100 في المائة، ويحصلون على هذا المجموع باقتدار، هؤلاء قد يتقدمون إلى بعض الكليات العلمية مثل الطب أو الصيدلة أو ما شابه ذلك من الكليات ذات التخصصات المهمة، لكن هؤلاء قد يفاجأون بعدم قبولهم في التخصصات التي رغبوا فيها. والسؤال: لماذا ترفضهم هذه الكليات؟! الإجابة بحسب بعض مسؤولي تلك الكليات، أن الأعداد التي حددتها الكلية قليلة وأن مجموع درجاته ليس كافيا! الشيء الآخر: أن اختبارات القياس والتحصيل تظلم أعدادا كبيرة من الطلاب، وهذه الاختبارات بشكلها الحالي لا تصلح لتقويم الطلاب ومعرفة قدراتهم بصورة عملية، والأسوأ من ذلك أن الجامعات السعودية لا تعطي الجهد الكبير الذي بذله الطلاب خلال دراستهم الثانوية التقدير الذي ينبغي، وتعتمد أكثر على درجات القياس والتحصيل وهذا ظلم آخر للطلاب! الذي أعرفه أن بعض الجامعات تجعل 30 في المائة للثانوية العامة، وسمعت وأرجو أن لايكون ما سمعته صحيحا أن بعضها قد يجعله 10 في المائة أو 20 في المائة، وبمعنى أوضح: الطالب الذي يحصل على 100 في المائة في الثانوية العامة لن يحتسب له إلا 20 في المائة عند بعض الجامعات وربما أكثر قليلا عند جامعات أخرى، والباقي وهو الذي يحدد مصير الطالب 70 في المائة تقريبا لمعلومات لم يسمع عنها شيئا، وقد يتدخل الخط فيها، أو الاجتهاد الذي لا صلة له بالعلم. في ظني أن المعادلة يجب أن تكون مقلوبة، فالعلم الذي حصل عليه الطالب في سنواته الثاث يجب أن لا تقل درجته عن 70 في المائة، وإلا فإن معظم الطلاب لن يجتهدوا في دراستهم ما دام أن قيمتها لاتقدر حق قدرها. وهنا أمل من معالي الوزير أن يتدخل في قضية تحديد النسبة التي تعطي للدرجات الثانوية العامة، وكذلك حث الجامعات على التوسع في قبول الطلاب في الكليات التي تحتاجها بلادنا. الشيء الذي أثار انتباهي قول معالي الوزير إن الجامعات ستخصص مكاتب لاستقبال شكاوى الطلاب والاستماع إليهم! حتى العام الماضي كان المسؤولون مهما تنوعت مسؤولياتهم يختفون تماما فلا يراهم أحد، وكانوا يهربون بعيدا لكي لا يروا الطلاب أو أولياء أمورهم، حتى الهواتف لا أحد يرد عليها.. فهل الحال هذا العام؟! أرجو ذلك، ولعل متابعة الوزير تجعلها حقيقة. أتفق مع معالي الوزير أنه من الصعوبة بمكان تلبية رغبات جميع الطلاب في تحديد التخصصات التي يريدونها، ولكن الأمل أن نتوسع ولدينا إمكانات جيدة في التخصصات المطلوبة للبلاد، وبعد ذلك تكون البدائل مقبولة وتحقق عموما رغبات الطلاب. الأسر التي لديها أبناء تخرجوا من الثانوية العامة يحتاجون إلى من يقف معهم ولو بالكلمة الحسنة، ومن جرب عرف، وهذه مسؤولية كل جامعة في بلادنا.. وإنا لمنتظرون. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة