يجب أن ندرك، وبالأخص من تشرف بالعمل داخل الحرمين الشريفين، أو في المشاعر المقدسة والمدينةالمنورة، أن مذاهب الإسلام أربعة (مالكي، شافعي، حنفي، حنبلي)، وعلى هذا الأساس فمن الأفضل تغيير ثقافة التعامل مع ملايين الحجاج، المعتمرين، والزوار بما يتوافق مذاهبهم، ويجب أن يعرف كل منا أن من المسلمين من يعتقد أن كل ما في أرض الحرمين الشريفين من شجر وحجر وبشر مقدس يسعد بملامسته، ويفرح عندما يعود وهو يحمل من البقاع الطاهرة بعضا من حجرها ومدرها، وجميل ذكر تعامل أهلها. مناسبة هذا القول أن مجموعة طيبة من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة قاموا بزيارة سماحة المفتي بمقر هيئة كبار العلماء في مدينة الطائف، وأطلعوه على ما يحصل من قبل بعض المعتمرين من التمسح والتبرك والعبادة عند الشاخص الموجود في أعلى جبل الرحمة، وناشدوا سماحته دراسة إزالة الشاخص الذي أصبح فتنة لهؤلاء القادمين من خارج المملكة ممن يظنون أن له ميزة شرعية، فيقع بعضهم في بعض المحظورات الخطيرة على عقيدة المسلم. (جريدة المدينة، عدد 17237) وقد وعد سماحة بدراسة إزالة الشاخص الموجود في أعلى جبل الرحمة في عرفات مع المسؤولين وكذلك تكثيف توعية الزوار والمعتمرين للحد من السلوكيات السلبية أثناء الزيارة. الحديث هنا ليس عن الشاخص تحديدا فليس لدي معرفة بعمره، ومن الذي أقامه؟ ولماذا وضع في ذلك المكان؟ وهل ملامسته تعد عملا محظورا أم لا، إنما أتحدث عن تواضع التوعية الدينية من خلال كوادر مؤهلة تتحدث بلغات العالم الحية، ويملكون القدرة وفن التعامل مع ذلك النفر من ضيوف الرحمن بما يملكون من علم ديني شرعي. وهذا ما أتمناه على سماحة المفتي أن يوجه به، لأن الإزالة قد تحدث لغطا كثيرا خصوصا أن هناك من يدندن على شواخص الجمرات، وآخرين على حكم صعود جبل النور، وغيره من الآثار الإسلامية. الإقناع بالأسلوب الحسن، والمنطق السليم هو الأجدى والأنفع.