عبدالله الخنين من مواليد 1350ه في الدلم عاصمة الخرج آنذاك، ولكنه انتقل في سن 18 إلى بللسمر شمالي مدينة أبها إثر تعيينه كاتبا مع الشيخ سعد بن سعود الغريري الذي تم تعيينه قاضيا على محكمتها التي تم افتتاحها عام 1367ه. يحكي الخنين عن أعوامه التي قضاها بين أهالي بللسمر لما يقارب 64عاما، مشيرا إلى أنها كانت صعبة في البداية للظروف المعيشية في ذلك الوقت وقلة الخدمات بل انعدام أكثرها عن المدينة، «كان طريق أبها الطائف ترابيا، وكنا نتنقّل على الحمير وفي أكثر الأحيان نمشي على الأقدام، ومع هذا كله كنا منسجمين مع بعضنا البعض، وكانت المواد الغذائية رخيصة جدا». ويتذكر أنه تزوج ب 15 امرأة، مات بعضهن، وتبقى معه حاليا أربع نساء، ولديه 27 من الأبناء. ويستعيد الخنين من تلك الأيام الخوالي التي ما زالت عالقة في الذهن عام 1369ه، الذي كان يسمى ب «عام الثلج»، حيث تساقطت الثلوج بشكل كثيف وغطت الجبال والأودية والشعاب وتعطلت الحركة، ووصل منسوب الثلج إلى المتر وأكثر وقد تكرر هذا المشهد مرة أخرى عام 1371ه، وبنفس الكثافة، ولكن بعد ذوبان الثلج بأسابيع انتعشت الأرض وأزهرت الأوراق وسالت الأودية واخضرت البلاد وعمت الخيرات كل جانب. وعن مسيرته العلمية يقول: درست في صغري في مسجد في الدلم على يد الشيخ أحمد عتيق، وحفظت نصف القرآن ثم واصلت تعليمي على يد الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، حيث كان سماحته في ذلك الوقت قاضيا في الدلم وقد درس معي الشيخ راشد بن صالح الخنين الذي كان عضوا في هيئة كبار العلماء حيث درسنا عن بن باز كتاب التوحيد والمتون وكتابا في اللغة العربية وآخر في الفرائض وبعض كتب الفقه. وبعدها سافرت إلى الرياض لإكمال مسيرة طلب العلم، ودرست على يد الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل شيخ وشقيقه الشيخ محمد بن إبراهيم آل شيخ كتاب العقيدة الواسطية والأربعين النووية والفرائض وبعض المتون عاما كاملا، ثم عينت على وظيفة واعظ ومرشد إضافة لعملي ككاتب مع القاضي الغريري براتب 67 ريالا في الشهر، في حين كان القاضي يتقاضى 350 ريالا، ويذكر الخنين أن الرواتب في ذلك الوقت كانت تصرف على هيئة هلل (نقود معدنية)، وأحيانا على هيئة ذهب، ثم عينت إماما وخطيبا لمسجد اثنين بللسمر في قرية (بنش) وكان يتسع لأكثر من 50 شخصا، ثم عضوا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محتسبا بدون أجر، وبعد فترة تم تعييني في وظيفة (مقدر شجاج) في محكمة بللسمر. وقال: «شاركت في عدد من اللجان مثل الإصلاح القبلي وغيرها من اللجان التي كنت أكلف فيها».