إلى الذين يصرون على أن نبقى في العصور الغابرة، والذين لا يؤمنون بما وصل إليه العلم من حلول خارقة لكثير من قضايا البشر.. إلى الذين كلما هل علينا فتح علمي فتحوا بوابات الجدل العقيم وبدأوا يتفننون في اختراع أسباب الممانعة في استخدامه، إلى هؤلاء نقول: هل قرأتم ما نشرته الصحف قبل يومين وطارت به وكالات الأنباء؟ إذا لم تكن أبصاركم مرت عليه فسنحاول إيجازه لكم. تقنية ال : دي. إن. أي (DNA) أو الحمض النووي استطاعت كشف غموض مر عليه أكثر من ثلاثين قرنا، حين أكدت أن الملك الفرعوني الشهير توت عنخ آمون الذي توفي في سن الشباب أصيب بمرض الملاريا وأنه كان يعاني من مشكلة في تكوين عظامه. ليس هذا فقط وإنما استطاعت هذه التقنية تحديد والده وجدته. هذا هو الخبر باختصار شديد.. وهذا ما استطاعه العلم بفضل العقول التي تفكر وتتدبر وتبحث كما أمر الله عباده أن يفعلوا بعد أن ميزهم بالعقل وقدرة التفكير. اخترنا هذا الخبر لنتذكر كم من الجدل سمعناه لدينا حين دخلت هذه التقنية وأردنا استخدامها لحل كثير من القضايا الحساسة والمصيرية، طبية وجنائية وقانونية وعائلية وشرعية وخلافها.. أتذكر الآن تصريحا لأحد القضاة قبل سنوات قريبة أنه لا يمكن الوثوق بهذه التقنية أو الاعتماد عليها في قضايا إثبات النسب، وأخرى غيرها.. ومع أن إداراتنا الأمنية قد اعتمدت عليها بشكل أساسي في قضايا الإرهاب وغيرها من القضايا الأمنية إلا أن البعض من أهل القضاء والعلم الشرعي ما زالوا إلى الآن لا يؤمنون بدقتها أو بشرعية استخدامها، ويصرحون بذلك لوسائل الإعلام دون أي تردد أو تحفظ، وتنتقل تصريحاتهم إلى وسائل إعلام العالم الذي تلطم مجتمعاته وهي تسمع عن شعب ما زال البعض غير مؤمن بكثير من الحقائق العلمية المؤكدة التي لم يعد يوجد أدنى جدل حولها. ولهؤلاء نقول أيضا: لماذا تقوم قيامتكم حين نطالب بمنع العلاج بالبصاق والبول وضرب العصي والدوس بالأحذية؟ لماذا يجن جنونكم حين نقول إن هناك علما أصبح قادرا على حل كثير من المشاكل؟ لماذا لا تصدقون أننا حين نطالب بالاستفادة من العلم فإننا نطالب بالاستفادة مما ميز الله به بني آدم من عقول تستطيع البحث والتفكير والوصول إلى منجزات تسعد الإنسانية. ها هي تقنية ال دي. إن. أي تحل معضلة شخص عاش قبل 30 قرنا، وأنتم لا تريدونها أن تحل مشكلة حدثت قبل 30 يوما. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة