الوقت يمثل عمر الإنسان وحياته بأكملها، والوقت والحياة وجهان لعملة واحدة، فعندما نتحدث عن الوقت فإننا نتحدث عن الوجه الآخر للحياة، وإذا ما تحدثنا عن النجاح فإننا نثمن قيمة الوقت، ولذلك فإن إهدار الوقت قادر على أن يكون كرة من لهب ينهِي الحياة البشرية. الكثير من ساعات حياتنا تمضي ولا ندرك أين مضت وندرك فقط أنها مضت ولم ولن تعود، فالحقيقة التي لا يمكن أن نتجاهلها هو أننا جميعا متساوون من حيث كمية الوقت المتاح، لكننا نختلف في كيفية إدارته واستخدامه. لقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الوقت يتسم من حيث المرونة بالجمود فلا يمكن ادخاره للمستقبل ولا يمكن تعويض ما مضى منه، والحكمة تشير إلى أن الذي يولد ليزحف لا يستطيع أن يطير .. فماذا ننتظر؟! هل ننتظر أن تنتهي الحياة بلا إبداع ولا رقي؟ هل ننتظر أن تسيطر على عقولنا أفكار تقودنا إلى صراع فكري غير مسؤول؟ هل ننتظر أن ننهي على طموحاتنا وأفكارنا دون تخطيط جيد وتنفيذ مثالي يعكس حضارتنا ورقي إيماننا بأهمية الوقت الضائع؟ هل ننتظر أن نحرق بأيدينا في كل ساعة صفحة مضيئة لأبناء جيلنا، وفي كل يوم كتابا جديدا لمثقفينا، وفي كل شهر فكرا متميزا لأدبائنا، وفي كل عام ثروة علمية لعلمائنا بين عالم يسوده التطور والإبداع في مختلف المجالات؟ لقد حان الوقت أن يخرج القاضي عن صمته، وأن يحكم للوقت الضائع بالخروج من خلف القضبان، وأن يفني من وقته وفكره وقدرته على العمل ما يستطيع به ضمان بقائه الفكري والوجداني. فالنجاح والإبداع لا يعتد بهما إلا إذا تما في حدود الوقت المحدد لتحقيق الأهداف، فحاول أن تستثمر أوقاتك حتى في أسوأ الظروف ولو بنظرة تأمل إلى المستقبل، ولكي يكون الإنسان على طريق النجاح لابد له من الاعتبار بالماضي واستثمار الحاضر والنظر للمستقبل حتى لا يباغتك الوقت الضائع ويهوي بك خلف قضبان الحياة. محمد دهشان يونس