على المرء أن يحذر في التعامل مع طموحات طهران النووية، فهي كذبت كثيرا على المجتمع الدولي، والآن تقدم بعض التنازلات خوفا من العقاب الحقيقي. لذا، فإن العرض الذي قدمته لإرسال جزء كبير من اليورانيوم المخصب إلى روسيا أو فرنسا للإستفادة من الطاقة خطوة مشكوك في أمرها، وفي كل الأحوال فهي خطوة جيدة تستلزم تهدئة إسرائيل لمنعها من أي عمل عسكري محتمل ضد إيران. لكن هذا العرض لن يكون صحيحا إذا كانت طهران تخفي اليورانيوم في مفاعل نطنز في خطوة لتحدي المجتمع الدولي. الولاياتالمتحدة وقادة الدول الكبرى، الذين يستأنفون التفاوض مع طهران، يسعون لدفع قادة النظام للالتزام والوفاء بوعودهم، من خلال فتح منشآتها النووية أمام لجنة التفتيش الدولية. الإيرانيون أصروا على الدوام أنها يجب أن تكون قادرة للقيام بكل الخطوات من أجل إنتاج اليورانيوم المخصب وتصنيع الوقود، نظرا لاعتقادهم أن ذلك هو السبيل الوحيد لاستمرار تدفق الطاقة دون انقطاع. بالنظر إلى الغليان السياسي، الذي أعقب الانتخابات الرئاسية في يونيو ومن ثم إعلانها عن موقع «قم» للتخصيب، يبدو أن النظام قلق جدا في شأن مستقبله وقدرته على الصمود في وجه العقوبات.