الشريك المقرمش والفول بالسمن البري والسوبيا الباردة وشوربة الحب والبف وبريك الصواني والمويه المبخرة بالمستكه والشاي المنعنش، جميعها أكلات شعبية مدنية تعود للظهور بقوة في شهر رمضان، يقبل عليها أهالي طيبة الطيبة ويتمسكون بها باعتبارها تقليدا رمضانيا مهما يشبع رغبتهم في العودة إلى الماضي خلال شهر رمضان. وللشريك تحديدا وضع خاص عند أهل المدينةالمنورة، ويزدحم محلاته بعشرات الصائمين ممن يحرصون على شراء الشريك بشكل يومي، ويرى حمزة بادي كعكي (صاحب محل لبيع الشريك المديني) أن الشريك نور السفرة كما يطلق عليه الزبائن في المدينة. يقول: منذ أن كان عمري 15 عاما كنت أذهب مع والدي رحمة الله عليه وأقوم بمساعدته إلى أن تعلمت أسرار هذه الصنعة والمهنة. وقال إن أهل المدينة يفضلون أكل الشريك في شهر رمضان مع اللبن والدقة المدينية، ونراه سائدا في سفر الإفطار داخل المسجد النبوي وفي الساحات. ورفض كعكي الإفصاح عن الخلطة السرية التي يتم من خلالها إعداد وتحضير الشريك، يقول مبتسما: هذه أسرار الصنعة، واكتفى بالتلميح عموما إلى أن الشريك يصنع من الدقيق والحمص والسمسم، بالإضافة إلى الخلطة السرية، ويمر تحضيره بعدة مراحل إلى أن يتم عرضه للزبائن. ويقول محمود قاري إنه يحرص على شراء الأكلات الشعبية الرمضانية يوميا بما يتناسب وتقاليد هذا الشهر.. مشيرا إلى أن الزحام يبلغ أشده ليلة أول أيام رمضان، حيث تتبارى الأسر في تنظيف بيوتها وتبخيرها بالمستكه والعود وتتبادل التهاني وتلتف حول الصواني. من جانبه قال بندر بن عبد الله إنه يتوجه للمخبز كل يوم قبل صلاة المغرب بساعتين كي يحصل على الشريك، لكنه يتأفف من الزحام الذي يقع في شارع قربان الذي يبيع الأكلات الشعبية، ويطالب رجال المرور بالتواجد بشكل يومي لفك الاختناقات. ويشير بندر الصاعدي إلى أنه يحرص على توفير المأكولات المدنية في شهر رمضان، وخاصة السوبيا التي يحرص أن تكون ضمن قائمة المشروبات الباردة وبشكل يومي.