التقاعد الأكاديمي وفق استراتيجية جديدة!!!

لقد كانت تجربة وزارة التعليم العالي مع بعض أساتذة الجامعات المتقاعدين تجربة جديدة، وهي على بعض الأساتذة مريرة لأنها أوقفتهم فجأة عند سن الستين، وهم في قمة عطائهم الأكاديمي، والأمثلة على ذلك شاهدة خاصة في الجامعتين العريقتين: جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز وبقية الجامعات، إلا أن هناك تحسنا أدخلته وزارة التعليم العالي في السنوات الأخيرة؛ يمنح فرصة للتمديدات حتى سن الخامسة والستين كحد أعلى ثم التقاعد الإجباري، وقد أحسنت صنعا بعض الجامعات أن أوجدت صيغة للاستفادة لمن هم بعد الخامسة والستين من خلال التعاقد، وهذان الأمران الأخيران (التمديد، التعاقد) ليسا سواء في الجامعات ويفتقران لوضع ضوابط ومعايير تجعل الأساتذة في الجامعات على قدم المساواة؛ لأن موضوعا كهذا تدخل فيه الواسطة والأهواء سواء من رؤساء الأقسام أو العمداء أو مديري الجامعات.
إن أساتذة الجامعات الأكاديميين الذين يصلون إلى سن الستين وهم في تخصصات نادرة يعتبرون كنزا من كنوز هذا الوطن، والتفريط فيهم هدر لطاقات الوطن وعالميا لا يستغنى عن الأستاذ الأكاديمي بسهولة، وحتى نحافظ على هذا الكنز، حيويته وعطائه وكذا بقائه فإنه يجب على وزارة التعليم العالي ممثلة في جامعاتها أن تنشر ثقافة البقاء للأستاذ الأكاديمي المتميز سواء عبر الاستمرار الوظيفي حتى السبعين أو عبر التقاعد حتى الخامسة والسبعين، وذلك من خلال السيرة الذاتية بمعايير الإشراف على الدراسات العليا وعدد البحوث العلمية المنشورة والتأليف العلمي والحضور للمؤتمرات والندوات العالمية والخبرة الأكاديمية وألا تجعل الوزارة أو الجامعات لغير مثل هذه الاعتبارات ضرورة للبقاء بعد الخامسة والستين،لأن ذلك استنطاق للعدالة وحفظ لمكتسبات الوطن وإهمال لما سواه مما يضر بمصلحة الوطن.
في الجانب الآخر، إن على الأساتذة لمن أراد منهم الاستمرار في الجامعات التركيز على المهمة البحثية والعلمية وهي العطاء الأكاديمي المتميز ،والعلم يتجدد كخلايا الدم فعليه أن يكون متجددا. والتطوير والمواكبة البحثية تحتاج إلى مزيد من التفرغ وبذل الجهد والوقت وهو في نفس الوقت بحاجة إلى الدعم المالي المساند؛ لتكون البحوث على المستوى العالمي وهو يعتبر أحد التحديات التي تصل بنا إلى النجومية والعالمية ولن نكون مثل ذلك إلا باستقرار العطاء الأكاديمي الناضج لما بعد الخامسة والستين.
skarim@kau.edu.sa
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة