«دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة». الأمير محمد بن سلمان أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأربعاء الماضي 15 سبتمبر برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يهدف إلى تعزيز تنافسية المواطن السعودي محلياً وعالمياً من خلال عدة مستهدفات أهمها رفع ترتيب المملكة في مؤشر البنك الدولي لرأس المال البشري إلى المرتبة 45 من أصل 157 دولة ورفع نسبة التوطين في الوظائف عالية المهارات بالإضافة إلى زيادة عدد الطلاب السعوديين الملتحقين بأفضل 200 جامعة حول العالم إلى 10 آلاف طالب، وإدراج 6 جامعات سعودية على الأقل في تصنيف أفضل 200 جامعة عالمياً. تتضمن رؤية المملكة 2030 برامج عدة هي (برنامج تنمية القدرات البشرية، برنامج التحول الوطني، برنامج تحول القطاع الصحي، برنامج الإسكان، برنامج جودة الحياة، برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية، برنامج التخصيص، برنامج صندوق الاستثمارات العامة، برنامج تطوير القطاع المالي، برنامج الاستدامة المالية، برنامج التخصيص، برنامج خدمة ضيوف الرحمن) ويتصدر «برنامج تنمية القدرات البشرية» قائمة هذه البرامج، ويحظى باهتمام خاص من ولي العهد محمد بن سلمان.. فلماذا؟ الاستثمار سمة بارزة لرؤية المملكة 2030، فجذب الاستثمارات الخارجية وتشغيل الاستثمارات الداخلية يعدان من أهم مقومات الرؤية، ولأن القيادة، حفظها الله، تعلم أن «الإنسان السعودي» هو المحرك الأول للاستثمارات والمقومات التي بدونها لن يتحقق أي إنجاز فقد أولت الفرد اهتماماً خاصاً في التدريب والتعليم وتنمية القدرات والمهارات من خلال برنامج (تنمية القدرات البشرية) الذي يسعى إلى أن يمتلك المواطن قدراتٍ تمكنه من المنافسة عالمياً، من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف بتطوير أساس تعليمي متين للجميع يسهم في غرس القيم منذ مراحل مبكرة، وتحضير الشباب لسوق العمل المستقبلي المحلي والعالمي، وتعزيز ثقافة العمل لديهم، وتنمية مهارات المواطنين عبر توفير فرص التعلم مدى الحياة، ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، مرتكزاً على تطوير وتفعيل السياسات والممكنات لتعزيز ريادة المملكة وتحقيق مستهدفات رؤيتها من خلال عقول وسواعد أبنائها، ومن خلال عدة أهداف استراتيجية أهمها تعزيز قيم الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط، والعزيمة والمثابرة وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني وتعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائهم وبناء رحلة تعليمية متكاملة وتحسين مخرجات التعليم الأساسية، وتوفير معارف نوعية للمتميزين في المجالات ذات الأولوية والتوسع في التدريب المهني لتوفير احتياجات سوق العمل، ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال. وضعت رؤية المملكة 2030 استراتيجيات وأهدافا عدة لمواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب، وتزويد أبناء المملكة بالمهارات والمعارف اللازمة لوظائف المستقبل ابتداء بتمكين كل طفل سعودي - أينما كان - من فرص التعليم عالي الجودة وفق خيارات متنوعة وتعليم متطور، وتمكين الشباب والنساء ورعاية المواهب والفئات الخاصة وتشجيع الكبار على مواصلة تعليمهم، كما دعمت مبادرات الرؤية جهود البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية ومساعدة الجامعات في وضع استراتيجية وهوية بحثية خاصة تعمل على رفع جودة النشرالعلمي وتعظيم أثره، وقد شهدت منظومة تنمية القدرات البشرية العديد من الإنجازات في الفترة السابقة أهمها استمرار العملية التعليمية رغم ظروف جائحة فايروس كورونا بتدشين عدة منصات رقمية افتراضية مثل «الروضة الافتراضية» و«مدرستي» وإطلاق وتفعيل الفصول التفاعلية التي تستخدم كوسيلة داعمة لإيصال المحتوى التعليمي للطلبة، كذلك دأبت المملكة على إطلاق عدد كبير من المشاريع والمبادرات التي تعنى بتأهيل الشباب ورفع جاهزيتهم لسوق العمل واستغلال الفرص التي تمنحها جراء انفتاحها على العالم والاستثمار في العديد من القطاعات والبرامج كبرنامج الابتعاث الثقافي وإنشاء الأكاديمية السعودية الرقمية وتدشين 14 معملاً للابتكار الرقمي والكثير من المبادرات والبرامج التي لا يكفي مقال لحصرها. وكما بدأت مقالتي بعبارة هامة لسمو ولي العهد فسوف أختمها بهذه العبارة التي تختصر اهتمام سموه ورهانه على سواعد وعقول أبناء الوطن: «أعيش بين شعب جبار وعظيم، فقط يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة، ولا أعتقد أن هناك أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم».