في كل عام تثبت السعودية أنها رائدة عالمياً في إدارة الحشود، التي تؤدي مناسك الحج، بل إنها في هذا العام أثبتت مسؤوليتها وحرصها على سلامة الحجاج لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية بحفظ النفس الإنسانية، إذ جعلت خدمة ضيوف الرحمن رسالة سامية، وأمانة شرف الله بها هذه البلاد على مر العصور وتعاقب الأزمنة. وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته التي هنأ من خلالها جموع المسلمين بعيد الأضحى المبارك، وأشار إلى أن السعودية اتخذت مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية في موسم حج هذا العام، وفق ما تقتضيه الضوابط والمعايير الصحية العالمية، لتمكين قاصدي الحرمين من أداء المناسك في بيئة صحية آمنة. لقد أثبتت المملكة براعتها في إنجاح موسم الحج لهذا العام رغم تحديات الجائحة، وهذا النجاح لم يأت من فراغ، بل جاء بتوجيهات عليا وضعت سلامة الحجاج أولا، ثم بتكاتف الجهود من كافة الجهات المعنية، إذ حرصت المملكة على تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وذلك عبر المشاريع العاجلة للنقل بالرحلات الترددية، وإنشاء أنظمة وتقنيات المراقبة والمتابعة وتطوير قواعد البيانات المكانية، فضلا عن القفزة الكبرى في براعة أجهزة الدولة بتنظيم وتطوير بيئة الحج، عبر استثمار التقنية والاستفادة من مستجدات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات للحجاج وفق أعلى المعايير التقنية والصحية.
