حذر سفير غربي في بيروت من تداعيات الوضع الخطير في لبنان، ودعا المعنيين إلى الاستعجال قبل فوات الأوان في معالجة هذا الوضع، خصوصا في الشمال (طرابلس). وقال بشكل مباشر: أسرعوا بإيجاد الحلول قبل أن تشاهدوا هذا النموذج في مناطق أخرى، فطرابلس عيّنة صغيرة من هذه الأخطار التي تهدد لبنان. وتوقف السفير عند خطورة الأحداث الأخيرة في طرابلس، إلا أنه لم يُفاجأ بالتطورات الأخيرة فيها وحصول أعمال تخريب واستهداف المصارف والجيش، وقال إن هذه الأحداث كان يتوقع حصولها قبل أشهر. وأبلغ الطبقة السياسية أنه إذا استمرت حرب السكاكين فيما بينكم، فلن يبقى بلدكم. أوقفوا هذه السكاكين التي تتناحرون بها، مضيفا: تمارسون حربا شرسة وغير مسبوقة وخارج نطاق الزمن. وانتقد أداء شخصيات في المعارضة. وحول أداء حكومة حسان دياب في تعاطيها الأخير في التوقيت المتفجر مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اعتبر السفير أن حكمه هذا ليس من باب الدفاع عن أداء البنك المركزي وهندساته المالية، وأن المطلوب محاسبة جميع الفاسدين من دون استثناء. وقال: «نحن لا نحتاج إلى شبكات تجسس واستخبارات لمعرفة ما يدور في وزاراتكم ومجالسكم اليوم وفي السابق. نعرف كل شيء وبلدكم مكشوف». المسؤولون اللبنانيون يبدو أنهم تلقفوا الرسالة الغربية، إذ دعا الرئيس ميشال عون، رؤساء الأحزاب والكتل النيابية ل«لقاء وطني» الأربعاء القادم لإطلاعهم على البرنامج الإصلاحي الذي أقرّته الحكومة. لكن من المتوقع أن يفشل اللقاء الوطني بسبب الصراع الذي بات يغلب على مصلحة لبنان، بيد أن الدعوة الصورية كان لا بد منها وكأن السلطة تحفظ ماء وجهها أمام المجتمع الدولي. من جهتها، أعلنت كتلة المستقبل النيابية أمس (الأحد)، اعتذارها عن عدم المشاركة في اجتماع القصر الجمهوري. وقالت إن المكان الطبيعي لإطلاع الكتل النيابية على البرنامج هو المجلس النيابي. ولفتت إلى ممارسات وفتاوى سياسية وقانونية تتجاوز حدود الدستور لتكرس مفهوم النظام الرئاسي على حساب النظام الديموقراطي البرلماني. وأفادت الكتلة أنها بصدد إعداد ملاحظاتها السياسية والتقنية والاقتصادية على البرنامج لعرضها فور جهوزها على اللبنانيين ضمن الأطر التي تسهم في مواجهة الأعباء المعيشية والظروف الاجتماعية والنقدية القاسية وتلجم المسار الانحداري للدولة.