المرأة تشاطر الرجل المسؤولية وصناعة القرار

قياديات في «الصحة»:

أثبتت المرأة السعودية جدارتها في مختلف المجالات التي عملت بها، فباتت محل ثقة القيادة وصناع القرار في الوطن ومحط أنظار العالم الذي أصبح يرتقب ويرصد إنجازاتها التي كسرت الفكرة النمطية السابقة عنها كربة منزل وموظفة محدودة المجالات. ومما لا شك فيه أنها استطاعت أيضا أن تثبت قدراتها وإمكانياتها في المساهمة في خدمة الوطن في مجال الخدمات الصحية حتى أصبحت تشاطر الرجال في المناصب والمسؤوليات القيادية المهمة.
قضت مديرة إدارة التمريض بصحة منطقة مكة المكرمة ميساء مظهر 24 عاما في الخدمات التمريضية، إذ حصلت على هذا المنصب بعد نيلها درجة الماجستير في التمريض عام 2001 وحتى 2019، ثم تركته لظروف اجتماعية وعادت لنفس الإدارة عام 2013، كمشرفة للبرامج التدريبية والتعليمية، ثم عملت كمديرة للإدارة عام 2016.
تقول مظهر: «اتطلع بإيجابية وتفاؤل لتوجه المملكة العربية السعودية نحو تمكين المرأة من مشاركة الرجل في دفع عجلة التنمية، فعندما بدأت عملي في إدارة التمريض لم يكن هناك مديرة إدارة إمرأة سواي، أما الآن فهناك العديد من الإدارات التي ترأسها امرأة بكل كفاءة وجدارة، وآخرها تعيين 3 طبيبات كمديرات ل 3 مراكز صحية بمكة المكرمة».
وترى بأن الإنجازات التي حققتها ليست إلا واجبات ومسؤوليات تجاه وطنها ومهنتها الإنسانية؛ إذ إن إدارة التمريض تسعى إلى تقديم خدمات تمريضية للمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن على مدار العام وذلك بالاستخدام الأمثل للموارد وتوفير الكوادر المؤهلة مع تطبيق المعايير الوطنية والعالمية في جودة الرعاية الصحية. كما أن التطوير المهني لمنسوبي التمريض هو أحد الإنجازات التي نفخر بها، فأعداد الحاصلين على درجة البكالوريوس في التمريض في تزايد مطرد وبعد أن كانت الوحيدة الحاصلة على درجة الماجستير في التمريض بمكة إلى قبل 10 سنوات، الآن يوجد 27 أخصائيا وأخصائية تمريض من حملة الماجستير في التمريض. وتتطلع ميساء إلى تحسين بيئة العمل للممرضين والممرضات من خلال قيادات التمريض بالمنشآت الصحية بأن تصبح بيئة إيجابية وفعالة تنعكس على أداء هيئة التمريض وبالتالي زيادة رضاهم الوظيفي ورضا المرضى عن الخدمات الصحية.
وتقول مظهر: «بأن اليوم الوطني هو مناسبة مميّزة محفورة في الذاكرة والوجدان، يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شموخاً وفخراً بما تحقق على أرض وطنه المعطاء، فأتمنى من الله أن ينعم وطني في أمن وأمان واستقرار ومزيد من التقدم والارتقاء والإنجازات الباهرة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين».
من جهة أخرى، قلدت وزارة الصحة سلوى خالد العمران منصب مدير عام التواصل الداخلي بوكالة الموارد البشرية بالوزارة، وهي الحاصلة على درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية وبكالوريوس إدارة الأعمال، وترى العمران أن المناصب القيادية هي عبارة عن مسؤوليات تمنح للشخص بناء على جدارته وإخلاصه في عمله وثقة المسؤولين الذين منحوه هذه المهمة. إذ تدرجت العمران في عملها بأحد البنوك حتى أصبحت مديراً لإدارة تجربة العميل وضمان الجودة، بعدها انتقلت لإحدى الجهات الشبه حكومية كرئيس لتنمية الإيرادات، وفي عام 2017 انضمت لوزارة الصحة كمستشار للموارد البشرية، ومن ثم تم تعيينها مديرا عاماً للإدارة العامة للتواصل الداخلي بوكالة الموارد البشرية.
وترى أن المرأة في المملكة كانت ومازالت تحظى بمكانة تميّزها وتحفظ حقوقها، وتمكّنها من العمل والمشاركة في بناء المجتمع، وهذا الأمر نابع من تعاليم ديننا الإسلامي الذي تستمد منه حكومتنا الرشيدة قرارها ورؤيتها، لذا فتمكين المرأة السعودية ودعمها ليس توجهاً جديداً للمملكة، بقدر ما هو مواكبة للتطورات والتغيرات والعوامل التي تتطلب وجود المرأة في سوق العمل، وفي مراكز صناعة القرار، بل وفي العمل التطوعي، كونها تمتلك روح المبادرة، وأثبتت تميزها في مجالات مختلفة، لذا فتوليها مناصب قيادية بات أمراً غير مستغرب على المرأة السعودية مادامت قادرة على خدمة وطنها ومجتمعها وتهيأت لها الظروف المناسبة لذلك، كما استطاعت تغيير بيئة العمل في وزارة الصحة لتكون بيئة صحية جاذبة للموظف تؤمن له موازنة بين الحياة و العمل.
ورفعت العمران بهذه المناسبة أسمى آيات الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الوفي..
وقالت: «في هذه المناسبة السعيدة نجدد الولاء بكل الحب والوفاء، ونجدد العزم للمضي قُدماً نحو أفق رحيب، ونواصل معاً مسيرة مجد خلدها التاريخ بدأت منذ عهد مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، رافعين أكف الضراعة للمولى عز وجل، بأن يديم على وطننا الغالي أمنه واستقراره وعزه وسيادته».
وتقول الدكتورة سحر عبدالمجيد مدير مكتب تحقيق الرؤية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمكة المكرمة: «من فضل الله ومنته إنني أشارك بلدي الغالي في رؤية المملكة 2030 كمديرة لمكتب تحقيق الرؤية منذ عام 2016، ونحن نعمل بشغف وحب وطموح لتحقيق أهدافها، إذ شاركت في التصميم لنموذج الرعاية الجديد للصحة في المملكة مع عدد كبير من الطموحين والخبراء من أبناء وبنات الوطن الغالي، وفي التخطيط وبداية التطبيق للمشروع، وكلنا إيمان ويقين بأن المشروع أتي في وقته وسوف نقطف ثماره لنا ولأجيالنا القادمة بإذن الله».
إذ قضت أكثر من 20 عاما في العمل كطبيبة استشارية في تخصص إصلاح أسنان وتخصص دقيق زراعة الأسنان، وخلال هذه الفترة تنوعت مسؤولياتها من خلال إيمانها بأهمية التعليم والتطوير المستمر وترك قيمة مضافة بأهمية المشاركة في مساعدة بناء عقول أبناء وبنات الوطن من خلال إعطاء محاضرات في الكليات الصحية وجامعة أم القرى، إضافة إلى المشاركة في مؤتمرات دولية كرئيسة للجان منظمة لمدة 5 سنوات، وعضو في لجان اعتماد مراكز تدريبية تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وفي لجان تقييم المتدربين في شهادة الاختصاص السعودي، ورئيسة في لجان التقديم لبعثة خادم الحرمين الشريفين لعام 2017، والمشاركة كرئيسة وعضوة في لجان التحقيق في قضايا وشكاوى المرضى، ومديرة لإدارة الشوون الأكاديمية في مستشفى النور التخصصي.