أعربت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي عن استيائها الشديد من محنة مسلمي الروهينغا في ميانمار، الذين ما زالوا إلى الآن يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، مشيرة إلى أن أقلية الروهينغا في ميانمار، تمثل أسوأ الأمثلة على ضحايا التطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية. وفي غياب أي رد إيجابي من سلطات ميانمار على الطلبات المتكررة من طرف الهيئة، قصد تنظيم زيارة لتقصي الحقائق إلى ولاية راخين للتحقق بموضوعية من حالة حقوق الإنسان على أرض الواقع، قام الفريق بزيارة إلى كوكس بازار في بنغلاديش للالتقاء بالمهجرين الروهينغا، وغيرهم من أصحاب المصلحة للحصول على معلومات مباشرة عن حالة حقوق الإنسان التي يواجهها الروهينغا في ميانمار. وشمل وفد الهيئة رئيس الهيئة الدكتور راشد البلوشي، وأعضاء الهيئة السيد ميد كاجوا، الدكتور ريحانة عبدالله، السفير عبدالوهاب، والسيد محمود عفيفي، والسيد أداما نانا، إلى جانب مسؤولين من الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وأمانة الهيئة. وقد أدان وفد الهيئة الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبت ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار، وأكد أنها تعبر أساسا عن سلوك عنصري، حيث يتم التمييز على نحو قاطع ضد أقلية على أساس عرقها وديانتها وأصلها في جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية السياسية، وهي جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي ويجب ردعها بكل الوسائل. كما دعت الهيئة المجتمع الدولي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى بذل كل ما في وسعها لحث ميانمار على الوفاء بالتزاماتها الدولية، في مجال حقوق الإنسان تجاه أقلية الروهينغا، إضافة لتقديم كل المساعدات الإنسانية إلى سكان الروهينغا المشردين داخليا في ميانمار، والمهجرين إلى مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة. وتعهدت الهيئة من جانبها بمواصلة متابعة حالة حقوق الإنسان لمسلمي الروهينغا من كثب، وستبذل كل ما في وسعها للتخفيف من معاناتهم بالتعاون مع كافة أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين. وأعرب وفد الهيئة عن شكره وتقديره لحكومة جمهورية بنغلاديش الشعبية على تقديم كامل المساعدة للهيئة خلال زيارتها الاستقصائية، إضافة إلى الدعم اللوجستي الذي قدمته حيث ستقدم الهيئة تقريرا عن النتائج التي توصل إليها الوفد، والذي يشمل توصيات ملموسة إلى الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
