لم تكن فكرته في اختراع سلاح يقهر «الفاشيين»، إلا نواة لصنع آلة عسكرية أوتوماتيكية شارك بها ضمنياً ووجدانياً، في كل عمليات القتل حول العالم، يحمل اسمه واخترعه دعاة السلم والحرب، «كلاشينكوف» السلاح الذي حارب به «السوفييت» أعدائهم، والآلة التي حررت واحتلت وقتلت في كل أرجاء العالم، والتي لا يزال ذكرها حيّاً حتى بعد وفاة صانعها ب 4 أعوام، في ال 23 من ديسمبر العام 2013. وعلى الرغم من مصادفة اليوم (السبت) الذكرى الثالثة لوفاة مخترع السلاح الأوسع انتشاراً، ميخائيل كلاشنكوف والذي كان لإصابته في العام 1941، سبباً في ولادة رشّاشه بعد إصابته في الحرب ليخرج السلاح الذي حمله جنود أكثر من 100 دولة بين أيديهم منذ الانتهاء من صنعه العام 1949، ليبيع السوفييت منه أكثر من 100 مليون قطعة. ويبدو أن الاختراع الذي وجد لنفسه مكاناً ضمن أكثر 20 اختراعاً أثرت في حياة البشر، ظل محل التساؤل في حياة «ميخائيل» بعد حديثه في آخر حياته حول سؤال طالما ردده على نفسه ب:«سؤال واحد يكرر نفسه باستمرار، أنه نظراً لأن بندقيتي الهجومية قتلت مثل هذا العدد الكبير من الناس هل يعني ذلك أنني كميخائيل كلاشينكوف مسؤول عن موت هؤلاء الناس حتى وإن كانوا أعداء»، ليبرر «كلاشينكوف» ألمه الروحي الذي لا يحتمل بأن أي استخدام للسلاح بشكل خاطئ، خطأ للساسة وليس خطاه. عامل فني الدبابة، والمخترع الذي كافئه الروس ب 2500 دولاراً لقاء سلاحه الاسطوري، عاش نيفاً من عمره بهوية مخفية، حتى يوم تكريمه بوسام «بطل روسيا» العام 2009، بعد أن عزفت طلقات اختراعه سيمفونية الموت التي لم يسمعها من مات به. 67 عاماً وهدير ال«كلاشينكوف» لم يخمد، بعد أن خلدت ذكراه بندقيته الألية، وتمثالاً في موسكو على هيئة «ميخائيل» حاملاً اختراعه الذي كتب أسفله:«صنعت سلاحاً للدفاع عن اجدادي»، ليبقى الرجل الراحل عن 94، ذكرى يحبها الروس ورابط بين حافظي الأمن والمخلين به.