قطر التي أظهرت بصمتها من خلال دعمها لثورات الربيع العربي، تواجه الآن مصدر قلق استثنائي، يتمثل في تلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز. فمع أن دول الخليج جميعها بما فيها إيران ستعاني من الإقدام على مثل هذه الخطوة، إلا أن اعتماد قطر على صادرات الغاز وعلى الشحن البحري يعني أنها مكشوفة بشكل خاص، وفقا لوكالات تصنيف ومحللين آخرين. وبحسب كاي ستوكنبروك، المحلل لدى وكالة ستاندر آند بورز، المختص في تصنيف السندات السيادية لمنطقة الشرق الأوسط: ''يمكن أن تكون قطر بين الأكثر تأثرا بإغلاق المضيق''. وعلى الرغم من أن ستوكنبروك وآخرين يرون أن احتمال الإغلاق ضعيف، إلا أن مجرد وجود مثل هذا الاحتمال أدى إلى تركيز الأذهان على استدامة ما يقدر ب 77 مليون طن من صادرات قطر السنوية من الغاز. كذلك يثير التهديد بإغلاق المضيق مخاوف بشأن الأمن الغذائي وأمن الإمدادات الطبية في الدولة التي تعتمد على الاستيراد في هذين القطاعين. وأصبح احتمال إغلاق المضيق هما عالميا كبيرا هذا العام، بعدما حذرت إيران من أنها ستلجأ إليه للرد على تهديدات غربية بفرض عقوبات نفطية عليها بسبب برنامجها النووي. وفي حين أن دولا خليجية أخرى، كالمملكة العربية السعودية والإمارات، أكملت بناء أنابيب لنقل النفط تتجاوز مضيق هرمز، أو على وشك إكمالها، يلاحظ محللون أن قطر لا تملك سبيلا آخر لتصدير الغاز. ويشيرون إلى أن قطر التي مولت تغيير النظام في ليبيا، أعربت علنا عن معارضتها للتدخل العسكري في إيران. وفي حال تعذر الوصول إلى المضيق لعدة أشهر، ستواجه الشركات القطرية المرتبطة بصناعة الغاز، المصنفة A وما فوقها، خطر تخفيض تصنيفها، حسبما ذكرت ستاندر آند بورز. وقالت وكالة التصنيف العالمية إن قطر للبترول، شركة النفط الوطنية المصنفة AA، وراس لافان للغاز الطبيعي المسال، المصنفة A، وناقلات، شركة قطر لنقل الغاز التي تحمل تصنيف AA، وقطر للأسمدة وهي مصنفة A+، ستكون جميعها قيد المراقبة حال حدوث إغلاق مطول. من جانبها أشارت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إلى الشركات نفسها، لكنها أضافت شركة دولفن إينرجي الظبيانية التي تستورد الغاز القطري عبر أنبوب يمر تحت الخليج. وقال ثيودور كراسيك، مدير الأبحاث في إنيجما Inegma، وهي مؤسسة فكرية مقرها في دبي، إن قطر وهي شبه جزيرة صغيرة يوجد فيها قليل من الزراعة والصناعة التحويلية، ستشعر بالألم أكثر من غيرها في منطقة ستكون لدى كثير من بلدانها مشاكلها. ووفقا لكراسيك ''الجميع مكشوفون نظرا لحجم واردات هذه البلدان، الضرورية للحفاظ على نفسها، كالإمدادات الغذائية والإمدادات الطبية''. وأضاف: ''قطر تبدو البلد الذي يقف بارزا، ثم تأتي بعدها الإمارات، فيما يخص القدرة على الوصول إلى الإمدادات''. لكن مع كل هذه المشاكل المحتملة، تتمتع قطر بحاجز حماية مالي مريح يمكنها أن تعتمد عليه في تجاوز الصعاب. فهي تملك صندوق ثروة سيادية يقدر حجمه ب 85 مليار دولار ولديها دين حكومي عام بلغت نسبته العام الماضي 42 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ويشدد مسؤولون، من بينهم عبد الله العطية، وهو وزير نفط سابق، على أن من غير المحتمل أن تغلق إيران مضيق هرمز، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى صدام عسكري مع الغرب. كذلك يعرب المسؤولون عن شكوكهم في قدرة طهران على إغلاق الممر المائي فترة طويلة، إذا ما كانت الضغوط العالمية لإعادة فتحه كاسحة.