كثر الحديث عن الصيام المتقطع، وانتشر بين الناس، حيث بات حديث المجالس وتسيد أفكار إنقاص الوزن والمحافظة على الصحة، حتى ذهب كثيرون إلى اعتباره بمثابة الموضة التي تطغى وتسيطر، فيما ذهب آخرون إلى أنه وسيلة نافعة وعملية لإنقاص الوزن، وعلاج كثير من الأمراض. والصيام المتقطع هو الامتناع الطوعي عن تناول الطعام والاكتفاء بتناول الماء والشاي والقهوة دون سكر أو حليب لساعات محددة في اليوم تصل إلى 16 ساعة أو تزيد عنها، وذلك بهدف إنقاص الوزن وعلاج السمنة أو حتى علاج بعض الأمراض المزمنة. وأثبتت الدراسات في آخر 10 سنوات أن الصيام المتقطع هو العلاج المغفول عنه، وهو يحقق نتائج فعالة وبشكل رخيص جدا، وقد اتضح أنه أكثر فعالية من بعض الأدوية خصوصا مثل السكر والضغط، كما أنه إجراء مجاني، ويمكن لكل شخص بلغ ال18 عاما أن يطبقه. فوائد عدة يؤكد الدكتور رضا بخش، استشاري طب باطني وأورام، ومهتم بعلاج السمنة والأمراض المزمنة بالصيام المتقطع وتعديل أسلوب الحياة والرياضة، أن للصيام المتقطع فوائد عدة، ومضاره قليلة جدا لأنه ليس صياما جافا، حيث يسمح فيه بتناول الماء والسوائل الخالية من السكريات، ولذا فآثاره الجانبية نادرة جدا، وقد يكون أبرزها الدوار (الدوخة) الخفيف إذا زادت مدته عن 24 ساعة. وبين أن هناك أنواعا للصيام المتقطع، منها صيام أقل من 24 ساعة، وصيام ليومين أو ثلاثة، وصيام لما يزيد عن 3 أيام، وقال «عادة يتبع الناس نظام صوم لأقل من 24 ساعة، منها فترة صيام 16 ساعة، وتكون هناك 8 ساعات للطعام، أو صيام 18 ساعة وترك 6 ساعات للطعام، وقد يصل الأمر إلى صيام 22 ساعة وساعتين للطعام». وأضاف «يقسم كثيرون الأسبوع بحيث تكون مثلا صيام 4 أيام، وترك 3 أيام دون صيام، أو صيام 5 أيام وترك يومين». وأشار إلى أنه من أبرز الأخطاء التي يقع فيها مطبق الصيام المتقطع هو أكل سناكات أو وجبات خفيفة خلال ساعات الصيام، وتناول أي طعام خلال ساعات الصيام يتعارض مع الصيام المتقطع، فيما يمكنه تناول ما يشاء خلال الساعات التي يسمح فيها بالأكل. تدرج في الصيام يبين الدكتور بخش، أنه يمكن التدرج بالصيام المتقطع، حيث يبدأ ب16 ساعة، لكن البرامج العلاجية اللي حققت نتائج ممتازة هي 20/4 و22/2، ويمكن البدء بمعدل 16 ساعة صوم مقابل 8 سماح لمدة 3 أيام، ثم 18 ساعة صوم مقابل 6، وأخيرًا 20 أو 22 مقابل 4 أو 2 ساعة وهذا غالبا يخص البرامج العلاجية. الجدوى مع الأمراض يعالج الصيام المتقطع أمراضا عدة، منها السمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع دهون الدم، والأمراض الالتهابية، والحساسية الجلدية، ويحسن وضع مرضى الصدفية، ويعالج التهابات الجهاز الهضمي المزمنة، والتهاب القولون التقرحي، والسمنة ومضاعفاتها مثل انسداد المجرى التنفسي وقت النوم، وقرحة المعدة والارتجاع، ويحسن مقاومة الأنسولين، ويعطي نشاطا وتوقدا ذهنيا، وهو مضاد للشيخوخة، ويقي من الأورام والسرطانات. وعن الأعراض التي يمكن أن ترافق بداياته يوضح الدكتور بخش «مع بدايته قد تكون هناك أعراض انسحابية مثل الدوخة والشعور بالجوع والتوتر نوعا ما لأن الجسم يكون عادة غير معتاد على الصيام، وهي أعراض تستمر من 3 إلى 7 أيام، ثم تبدأ بالاختفاء بعد ذلك لأن الكبد يبدأ بالتأقلم مع وضع الصيام المتقطع». إيجابيات مهمة ينطوي الصيام المتقطع على جملة من الإيجابيات والمكتسبات الصحية التي تستمر فترة طويلة، وهو يعدل شراهة الطعام والسكر، وقد يغني عن عمليات السمنة وأدويتها لأنه يعدل أسلوب الحياة، كما أنه قد يغني عن مراجعة المستشفيات، ويوفر مئات الملايين من تكلفة الأدوية لأن الجسم يعالج نفسه بطريقة طبيعية. حمية وليس سحرا لا يرى الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي، في الصيام المتقطع حلا سحريا للسمنة كما يروج بعضهم، وقد كتب في تغريدة له على منصة (X) أن «الصيام المتقطع ليس حلًا سحريًا للسمنة كما يروج له البعض. بل هو نوع من أنواع الحمية التي تساعد في نزول الوزن، ولكنه ليس أفضل من أنواع الحمية الأخرى التي تعتمد على خفض السعرات الحرارية!! ومن أشهر الدراسات التي أثبتت عدم تفوق الصيام المتقطع على حمية تقليل السعرات الحرارية سواء من ناحية السكري أو الكولسترول أو الضغط أو درجة نزول الوزن أو انخفاض نسبة الدهون في الجسم هذه الدراسة المحكمة: NEJM 2022;386(16):1495 وما زلنا نحتاج إلى مزيد من الدراسات لإثبات فاعليته على المدى البعيد في تخفيض أمراض القلب.