"سالم الدوسري" هلاليًا حتى عام 2027    المملكة.. إخراج سورية من عزلتها    «الدعم» تقصف مخيم نازحين وتوقع 14 قتيلاً بدارفور    قيمة الأصول المدارة في السوق المالية السعودية تجاوزت حاجز التريليون ريال    رؤية 2030 ودعم الرياضة في المملكة العربية السعودية    حرس الحدود ينقذ 10 مصريين بعد جنوح واسطتهم البحرية    ضبط 17 مواطناً ومقيماً نقلوا مخالفين لأنظمة الحج    ثقافة وفنون المناطق تطلق «رحلة فن»    حينما تنطق العراقة    انتحاري يقتل 10 أشخاص في مقديشو خلال حملة تجنيد    19 ألف زيارة تفتيشية بمكة والمدينة    10 آلاف متطوع من منسوبي التقني    إيران: شروط واشنطن ستُفشل المحادثات النووية    تواصل سعودي نمساوي    الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي    نائب ترمب: الولايات المتحدة قد تنسحب من حرب أوكرانيا    "آفاق" يدمج 88 طفلًا في التعليم العام ويحتفل بمرور خمس سنوات على تأسيسه    سهام القادسية تُصيب 9 ميداليات في كأس الاتحاد    الذهب يرتفع بفعل الإقبال على أصول الملاذ الآمن    "الصحة العالمية": نواجه عجزا بنحو 1.7 مليار دولار خلال العامين المقبلين    أمير تبوك يستقبل إدارة نادي نيوم بمناسبة تتويجه بدوري "يلو" وصعوده إلى دوري روشن    وزارة الرياضة تطرح مشروع "استثمار المنشآت الرياضية" عبر بوابة "فرص"    عقارات الدولة توضح ما يُتداول حول توزيع أراضٍ سكنية في الرياض    مطارات الدمام تنظم ورشة بعنوان "يوم المستثمر" لتعزيز الشراكات الاستراتيجية    اختتام بطولة غرب المملكة في منافسات الملاكمة والركل    لعبة " المسار المفقود " بدعم من "الصندوق الثقافي" و"إثراء"    جمعية البر بالمنطقة الشرقية تشارك في المعرض الدولي للقطاع غير الربحي (إينا)    محافظ أبو عريش يرأس لجنة السلامة المرورية الفرعية    حقيقة انتقال رونالدو وبنزيمة وإيبانيز إلى الهلال    صندوق الاستثمارات العامة يجمع أكثر من 1000 من أعضاء مجالس الإدارة وتنفيذيّ شركاته    انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الأول للميتاجينوم والميكروبيوم    مبادرة طريق مكة تحظى بشرف خدمة أكثر من مليون مستفيدٍ من ضيوف الرحمن منذ إطلاقها    كندا تعلق بعض الرسوم الجمركية المضادة على الولايات المتحدة    مجموعة فقيه للرعاية الصحية تحصل على اعتماد JCI للمؤسسات كأول مجموعة صحية خاصة في المملكة    حلول واقعية لمعالجة التحديات المعاصرة التربوية    تحالف استراتيجي بين "نايف الراجحي الاستثمارية" و"تي جي سي سي" لتنفيذ مشاريع رائدة في المملكة العربية السعودية    لمسة وفاء.. الشيخ محمد بن عبدالله آل علي    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج الدفعة السادسة من برنامج القيادة والأركان والدفعة الأولى من برنامج الدراسات العسكرية المتقدمة ويدشّن برنامج الحرب    الشؤون الإسلامية تُكمل استعداداتها في منافذ الشرقية لاستقبال الحجاج    آل بابكر وخضر يحتفلون بزواج علي    مبادرات "عام الحرف" ترسو في مشروع سولتير بالرياض    مجلس إدارة مؤسسة «البلاد» يقر الميزانية العمومية    إعلاميون ومثقفون يعزون أسرة السباعي في فقيدهم أسامة    محمد.. هل أنت تنام ليلاً ؟    الفيفا يحدد موعد المباراة الفاصلة بين لوس أنجلوس وأمريكا.. من يحجز المقعد الأخير لمونديال الأندية؟    وجبة مجانية تنهي حياة عصابة بأكملها    الحرب على الفلورايد تحرز تقدما    عبدالجواد يدشن كتابه "جودة الرعاية الصحية"    صيام الماء .. تجربة مذهلة ولكن ليست للجميع    أطباء يعيدون كتابة الحمض النووي لإنقاذ رضيع    «البيضاء».. تنوّع بيولوجي يعزّز السياحة    الشؤون الإسلامية تختتم الدورة التأصيلية الأولى في سريلانكا    6000 حاج يتلقون الرعاية الصحية بالجوف    نائب أمير عسير يستقبل القنصل الجزائري    قصائد فيصل بن تركي المغناة تتصدر الأكثر مشاهدة    رئيس جمعية «مرفأ» الصفحي يهنئ أمير جازان ونائبه على الثقة الملكية    مشائخ وأعيان وأهالي «الجرابية الكنانية» يهنئون أمير جازان ونائبه بالثقة الملكية    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليقات
نشر في نجران نيوز يوم 04 - 05 - 2011

يسر القسم الثقافي في صحيفة نجران نيوز الالكترونية ان يعلن عن اسم الفائز بمساقة الصحيفة ( كل شهر لاب توب ) في شهرها الثاني والذي جاء من خارج الحدود وبالتحديد من جمهورية مصر العربية حيث كانت الجائزة من نصيب الاستاذ / علاء محمد جادو والذي يعمل مدرس لمادة التاريخ .
وفور الاتصال به عبر الاستاذ علاء عن سعادته بالفوز بهذه المسابقة وكان الفائز قد اشترك بموضوع تحت عنوان ( اللحمة الوطنية طوق النجاة الناجع ) .
الجدير بالذكر ان ( موضوع الشهر الثاني من المسابقة يتكلم عن اللحمة الوطنية والوقوف خلف القيادة وردع من يدعو الى التفرقة ويثير النعرات الطائفية وذلك من خلال تقرير صحفي او مقاله بشرط ان يكون الموضوع الصحفي او المقاله خاليه من التعرض لاشخاص او اسماء بذاتهم ويجب ان يكون هناك رؤيه واضحة ومعالجة وحلول يستفاد منها ).
وتتقدم صحيفة نجران نيوز الالكترونية بالشكر والتقدير لكل من شارك وتتمنى لهم حظا اوفر في المسابقات القادمة كما تتقدم بخالص التهاني والتبريكات للفائز بمسابقة الشهر الثاني علاء محمد جادو وتتمنى له التوفيق والنجاح الدائم .
وهنا نضع ين ايديكم الموضوع الفائز المركز الاول
اللحمة الوطنية طوق النجاة الناجع
تميز المجتمع السعودي بوحدة وطنية قل نظيرها في بلدان العالم .. وحدة في العقيدة .. ووحدة في الوطن .. ووحدة في القيادة .. هذه الوحدة التي أرسى دعائمها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - كانت ثمرة كفاح وجهاد تحمل فيه المؤسس ورجاله الأوفياء المتاعب وارتقوا الصعاب ليتحقق لهذا الوطن وأبنائه وحدة يفاخرون بها.. ويستظلون جميعاً بظلها.. ويعيشون على نهجها أخوة متحابين ومتعاضدين ومتعاونين على البر والتقوى.. ويتوارثون ذلك جيلاً بعد جيل.. ليتحملوا في كل مرحلة مسؤولية الحفاظ على هذه الوحدة ومنجزاتها.. ويتصدون لكل محاولات المساس بها ..
لقد عاش أبناء المملكة ولا يزالون منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - عاشوا جميعاً في وحدة ووئام .. وتآلف ومحبة.. وهم على هذا العهد باقون – إن شاء الله -.. ولكن التطورات المتسارعة التي شهدها العالم.. والانفتاح الإعلامي والثقافي والاقتصادي الذي شهدته المملكة مؤخراً عزز من حضور بعض المظاهر السلبية في المجتمع السعودي - وهو أمر طبيعي أن يكون هناك بعض السلبيات مقابل أي تطور وتحديث في المجتمع ، حيث برزت في الآونة الأخيرة مظاهر الاحتفاء والتفاخر بالذات وتزايد مد النعرات الطائفية والمناطقية ،
ليبقى السؤال الأهم: لماذا تثار النعرات الطائفية في المجتمع السعودي الآن؟ ولمصلحة من؟ وماذا سيحقق لمستقبل الوطن ؟ وما هي انعكاسات تلك النعرات القبلية علي الوحدة الوطنية ؟ 0
كل تلك تساؤلات نحاول تلمس أبعادها وتأثيراتها المتباينة علي المجتمع السعودي ووحدة ولحمتة الوطنية الضاربة بجذورها منذ زمن مديد 0
على الرغم من مشروعية الانتماء والافتخار المناطقي الطائفي أحيانا كوحدة اجتماعية متماسكة تعبر في مجملها العام عن نموذج متجانس من العادات والتقاليد والأعراف لمجتمع ما، إلا أن هذا الانتماء و التعصب الذي وصل لحد النعرات الطائفية قد تجاوز في كثير من المواقف الاتصالية المباشرة وغير المباشرة دائرة الزهو بالذات، والبحث عن المصالح الفئوية والتعصب البغيض، والانتقاص من الآخرين، والنظرة إليهم بشكل دوني لا يليق.. وهو ما يفسر على أنه تهديد جوهري للوحدة الوطنية التي نتفاخر بها المملكة على الدوام وهو ما يشعر معه البعض بالتخوف والقلق، وما سيكون عليه الحال في المستقبل من تزايد ملحوظ لمظاهر التعصب وبزوغ النعرات الطائفية في المجتمع السعودي وآثار ذلك أمنياً واجتماعياً وسياسياً على المجتمع.. إلى جانب تخوف البعض من تحول هذا التعصب الطائفي إلى ممارسات سلوكية تشعل فتيل أزمة قد تجر معها اختلافات وخلافات والوطن في غنى عنها0
اللحمة الوطنية البوثقة التي تنصهر فيها كل الانتماءات لصالح الوطن
تمر الدول والمجتمعات في مسيرة حياتها بمراحل وتطورات عدة، فمنها المستقرة التي تنعم بالرخاء والرفاهية لفترات طويلة، ومنها التي تتعرض لكوارث أو محن أو تعصف بها أزمات وقلاقل، وقد تنجو منها وقد لا، وذلك تبعاً لعوامل عدة. ومن أهم عوامل استقرار الدول ورفاهيتها مبدأ المواطنة وما يتعلق به 0
فالدولة ظاهرة اجتماعية لا يمكن أن تنتج وتبني مقوماتها وتنهض بمقدراتها وتحافظ على مكتسباتها إلا على أسس معينة أهمها مبدأ المواطنة الذي تنبثق منه اللحمة الوطنية ، فهي مكون أساسي من مكونات الدولة وجوهر التفاعلات التي ينتجها المجتمع ويحيا بها. فالمواطنة هي علاقة بين الفرد والدولة يحددها الدستور بما ينص عليه من حقوق وواجبات للمواطن. ومؤداها حب وإخلاص المواطن لوطنه وخدمته له في أوقات السلم والحرب، وتشمل المواطنة مفهوم الانتماء والذي يعني انتساب الفرد لكيان ما، يكون منصهراً فيه شاعراً بالأمان في أرضه، محباً له ومعتزاً بهويته، فخوراً بالانتساب له، وفي ذات الوقت منشغلاً بقضاياه وعلى إدراك بمشكلاته، ملتزماً بقوانينه وقيمه،
مراعياً للصالح العام محافظاً على مصالحه وثرواته، غير متخلّ عنه حتى في أوقات الأزمات والمحن.
لذا فالمواطنة المدعومة باللحمة الوطنية هي البوتقة التي تنصهر فيها جميع الانتماءات لصالح انتماء واحد فقط هو الوطن، دون أن يعني ذلك إلغاء الانتماء للقبيلة أو الأسرة أو المنطقة أو الاعتقاد الفكري المذهبي أو خلافه، وإنما يعني عدم تعارض هذه الانتماءات للانتماء الأكبر للوطن. ورغم تحفظ البعض على مفهوم المواطنة لاعتقاده بتقاطعه مع الدين في عدة أوجه، إلا أن قضية البحث في أسباب الضعف بالإحساس بالمواطنة لدى بعض المواطنين السعوديين، تشكل مصدر تحدّ للدولة وإن لم تشكل ظاهرة مقلقة بعد ولله الحمد، وذلك للحفاظ على اللحمة والتكاتف بين المواطنين من جهة وبين المواطنين والدولة من جهة أخرى.
لذا تثار قضية الانتماء للوطن وخصوصاً في السنوات الأخيرة من عدة أوجه دينية واجتماعية وسياسية وقانونية0
وقد يكون من الإنصاف الإشارة إلى الإحباط الذي ربما أصاب بعض أفراد المجتمع وأضعف شعورهم بالانتماء الحقيقي للمجتمع الكبير بسبب ما ثبت لهم أن القيم والمعايير القبلية والطائفية والإقليمية لا تزال تفرض حضورها بقوة في المجتمع ويتم تقديمها على معيار الكفاءة والولاء للوطن الذي لن يتحقق بالأماني ولن يرسخ عن طريق رفع الشعارات وترديد القصائد البلاغية، وإنما يحتاج إلى ممارسة حقيقية تخدم الهوية الوطنية وتهمّش الهويات الفرعية الأخرى.
ومهما كانت الأسباب وانطلاقا من هذا الواقع فيجب دراسة الخيارات المتاحة أمام المجتمع السعودي من أجل تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية انطلاقا من نبذ النعرات الطائفية وصولا لتدعيم ركائز اللحمة الوطنية كطوق أمن للتماسك المجتمع السعودي ؟.
لا شك من وجود متربصين هدفهم النيل من الوحدة الوطنية لإثارة النعرات الطائفية وتفتيت عضد اللحمة الوطنية في المجتمع السعودي0
الحلول الناجعة لوأد النعرات الطائفية
هناك قاعدة ذهبية قال بها أحد الإسلاميين – رحمه الله – بعد أن بكى الخلافة الإسلامية وهي ( هيا بنا نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا عليه ) ، هذه القاعدة إذا وعيناها سوف ينظر كلً إلى الآخر على أنه شقيق له ، ويدرك كل منا أن الاختلاف في الرأي القائم علي النعرات الطائفية وليس في المبدأ ، وعلى ضوء ذلك سوف تقوم كل جماعة بتقييم الجماعة الأخرى تقييما موضوعيا فتنظر كل جماعة إلى إيجابيات الأخرى قبل أن تنظر إلى سلبياتها ، وبهذا تتقارب وجهات النظر فيزول ما بينا من عصبيات ونعرات طائفية هشة تتحكم فيها الأهواء 0
ويأتي موضوع التعصب الطائفي والمناطقي في المجتمع السعودي وأبرز مظاهرهما خلال هذه المرحلة من الموضوعات المهمة والحساسة التي تستحق المناقشة وتبادل الآراء حولها للخروج بآلية عمل تحارب التعصب والنعرات الطائفية بكافة أشكاله، وتقدم الحلول والاستراتيجيات التي تحد من خطورته على المجتمع أمنياً وسياسياً وإدارياً وثقافياً.
لابد من الاختلاف فيما بيننا لأننا بشر نخطئ ونصيب ولسنا ملائكة فلا نستطيع أن نزيل الخلاف أو نلغيه ولكن نستطيع تقليل دائرته والتعايش السوي السليم معه، ولابد لنا من التأدب بآداب الإسلام في التعامل مع المخالف0
إن الرقي بعمليات الإدراك والتعمق في فهم العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع الإنساني مرهونة بالطريقة العلمية للتفكير وتحرير العقل بعيداً عن ربقة التقليد والتبعية الفكرية اللذين ينبثقان من الجهل والتعصب، الأمر الذي لا يتحقق إلا بإشاعة روح المحبة والسلام والتسامح والتفاهم والتقليل من تعليم الأفراد الحقد والضغينة في كافة وسائل الإعلام المختلفة، مما يجنبنا تبعية عدم التثبت في الأمور والإسراع في التعالي والتعصب الطائفي 0
وعلى أية حال فإن موضوع النسق الثقافي أو المكنونات النفسية لتلك الممارسات السلبية التي بدأت تظهر في أوساط المجتمع السعودي يجب التعامل معها بأسلوب فيه كثير من الحكمة والروية وبعد النظر ذلك أن من يقوم بتلك الممارسات من الشباب لا يدركون ما يترتب على تصرفاتهم من أبعاد سلبية لذلك فإن دور الجهات الأمنية ووسائل الإعلام والتربية والتعليم وخطباء المساجد وأساتذة الجامعات، وقبل ذلك دور الأسرة ووعيها لما يترتب على تصرفات أبنائها غير المرغوبة من انعكاسات سلبية علي وحدة الوطن السعودي ومنجزاتة الحضارية ، وعلى العموم فإن التركيز على إيجاد حلول وبدائل تتيح للشباب وغيرهم ما يحتضنهم وينمي فكر الانتماء الجماعي والفردي لديهم إلى الدين ثم المليك والوطن وتقديم ذلك على الولاء للحمولة والعشيرة، أو القبيلة أو الطائفة والمنطقة0
نعم إن لكل منطقة مكانتها وخصوصيتها، ولكن الممارسات التي تتم وبصورة فردية محدودة والتي تؤدي إلى الحساسية والكراهية يجب أن يتم التعامل معها ذلك أن مثل تلك الممارسات تفت في عضد الوحدة الوطنية0
وعلى العموم فإن العصبية الطائفية أو المناطقية أمر سلبي يفت في عضد الوحدة الوطنية، خصوصاً مع احتدام الصراع العالمي واستهداف العرب والمسلمين وما سوف ينجم عنه من مخاض يجب أن نحمي أنفسنا منه من خلال وحدة الكلمة ووحدة الصف ووحدة الوطن والالتفاف حول القيادة الراشدة بإذن الله.
إن تجسيد الانتماء إلى هذا الوطن يأتي من خلال الوعي والإدراك المستنير لما يترتب على أقوالنا وأفعالنا من فعل وردة فعل حتى وان كانت تلك الأقوال أو الأفعال عفوية ذلك أن هناك من يتلقفها ويعمل على حرفها عن مسارها أما البقية وهم الأكثرية فإنهم يتمتعون بحسن النية والمقاصد دون إدراك للأبعاد المخفية لتلك الممارسات 0
ويمكن إجمال تلك الحلول :
دعوة مؤسسات الدولة للتصدي لظاهرة التعصب الطائفي وكافة أشكال التعصب في المجتمع، ومن ذلك مجلس الشورى ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
أهمية الحفاظ على المنجز الوحدوي الذي تحقق للمملكة على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ورجاله الأوفياء، وأهمية استشعار معاني الوحدة الوطنية وغرسها في نفوس الناشئة من أبناء هذا الوطن.
نبذ جميع أشكال التعصب الطائفي في المجتمع، ومن ذلك التعصب القبلي أو التعصب للإقليم والمحافظة أو القرية أو الطائفة 0
ضرورة احتواء هذه الظاهرة ( النعرات الطائفية ) بالوعي والمعرفة.. وتعميق الحوار.. والانفتاح.. وقبول الآخر.
منع الملصقات التي تحمل رموز التعصب والتي تبذر بذور الفتنة الطائفية، ومعاقبة المخالفين، إن هذه الرموز والملصقات التي قد تنتشر بين أوساط الشباب قد تتسبب في صدامات فيما بينهم، وبالتالي تؤدي إلى قضايا جنائية قد تصل إلى حد القتل، كما قد تساهم في تعميق جذور التعصب الطائفي لديهم0
النظرة الجادة للقنوات الفضائية التي تحمل توجهاً عنصرياً بإثارة النعرات الطائفية في المجتمع , إن هذه القنوات، لا سيما القنوات التي يملكها أشخاص يبحثون أما عن المادة بأي وسيلة، أو الشهرة على حساب وحدة المجتمع السعودي، أو بهما معاً، وضرورة مقاطعة هذه القنوات وعدم مراسلتها الكترونياً بواسطة رسائل ال (sms) والتي تشكل المصدر الرئيسي لاستمرارها، حيث يعمد القائمون على "كنترول" هذه القنوات على تمرير
بعض المشاركات والعبارات التي تحرك مشاعر الانتماء العصبي المغلف بالطائفية ليزداد حجم المشاركة.. ويقابله زيادة في الدخل العام0
تفعيل دور مشايخ القبائل في الحد من ظاهرة التعصب الطائفي ، ومحاربته بين أبناء المناطق ، والتحذير من السلوكيات الخاطئة التي قد تؤثر على نسيج الوحدة الوطنية للمجتمع السعودي , وقد عُرف عن مشايخ القبائل ولاؤهم لدينهم ووطنهم وقيادتهم، وتقديرهم للمصلحة
الوطنية العليا، والتصدي لكل المحاولات التي تحاول النيل منها، كما عُرف عنهم حكمتهم في التعامل مع المواقف والسلوكيات الفردية التي قد تصدر من بعض الأفراد ومعالجتها بما يخدم المصلحة العامة.
تنظيم حملات توعوية لمحاربة التعصب والنعرات الطائفية ، على أن تبدأ هذه الحملات من المدارس والكليات والمعاهد والجامعات، حيث يتواجد فئة الشباب الأكثر تمسكاً بمظاهر التعصب في الانترنت والقنوات الفضائية0
دعوة مركز الحوار الوطني لمناقشة موضوع النعرات الطائفية كما ينادي دائما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على أهمية توسيع دائرة الحوار الوطني، ونقاش القضايا الوطنية0 ومناقشة موضوع التعصب والنعرات الطائفية في المجتمع من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، باعتباره مؤسسة مجتمعية تناقش القضايا والمشكلات التي تهم الوطن والمواطن، وذلك باستقطاب المختصين والمفكرين لطرح هذه القضية وتداعياتها السلبية على وحدة الوطن واستثمار مختلف وسائل الاتصال للقيام بالحد من تلك الظاهرة ، بحيث يشكل ذلك مرحلة جديدة في مسيرة الحوار الوطني ، بما يؤدي إلى التقريب بين مختلف الآراء والتوجهات، والقيام بنشر قيم التسامح وإنتاج أفكار مثمرة لها مردود فعال على أبناء الوطن وتقوية أواصر الوحدة الوطنية.,ونبذ التعصب الطائفي 0 ويعد هذا سعياً جديداً لتلمس القضايا والمشكلات المثارة في المجتمع، والسعي إلى طرحها ومناقشتها ,وتقريب وجهات النظر حولها بما يعزز من الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد.0
أتمنى أن يناقش ( التعصب والنعرات الطائفية ) على مستوى وزارة الإعلام وضمن مناهج التعليم وفي الصحافة وجميع وسائل الإعلام المقرؤ والمسموع والمرئي منها ليس لكونه يمس وحدة الوطن فقط ولكن لكونه ناقوسا ينذر بخطر قادم 0
كما نحتاج البلاد لحملة توعوية ضخمة تبدأ في المدارس وتنتهي في الهِجر والقبائل للتوعية بمخاطر ونتائج العصبية والنعرات الطائفية الخاطئة والعادات المصاحبة لها...
وضرورة الرجوع إلى المعايير الإسلامية في التقوى والالتزام، وأن المعيار الصحيح للكفاءة والكرامة هو التقوى والصلاح.
نشر ثقافة حسن التعامل والخلق التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم و‘حلالها محل التوتر النفسي والانفعال الطائفي الذي قد يسود في المجتمع السعودي .
لا شك أيضاً أن التواصل واللقاء بين أفراد المجتمع له مردود إيجابي إذا خلا من السلبيات وركز على الإيجابيات، والسلبيات تتمثل في كل حركة أو فعل أو قول يؤدي الى الفرقة أو الكراهية أو التشاحن أو الانتقاص أو التعالي أو غير ذلك مما يتعارض مع الدين الحنيف والخلق القويم، أما الإيجابيات فهي كل فعل أو قول أو حركة تؤدي الى مزيد من الإخاء والمحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع وعشائره وقبائله 0
يجب أن يكون الجميع سواسية باسم الوطن الكبير الذي يضم بين جنباته جميع أبنائه في كل مكان.. فلا يقبل الانتقاص أو التقليل من أي أحد ينتسب إلى هذا الوطن بحجة انه اقل من الآخر نسباً أو حسباً.. وهو ما يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بأن ليس هناك مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية.. بل الجميع سواسية.. أخوة متحابين متعاونين لخير هذا الدين والوطن0
خاتمة
وأخيرا فإن المواطنة والانتماء لهذه البلاد المباركة مطلب ملح للحفاظ على وحدته وتلاحم شعبه مع قيادته الحكيمة، وبما يتطلبه تحقيق هذا الهدف من بذل الغالي والنفيس. فمهما تعددت مناطق أو قبائل المملكة ومهما تعددت الانتماءات، يجب أن نجمع على أمر واحد وهو أن الوطن للجميع وأن الانتماء الأكبر يجب أن يكون له، تحت حكم الشريعة الإسلامية والقوانين الموافقة لها، وفي ظل المساواة التامة بين أفراده حيث لا تمييز بينهم إلا لسبب شرعي أو قانوني.
فالمجتمع السعودي إذا أراد أن يكون مجتمعا موحدا في شعور الانتماء والولاء فيجب عليه المضي بخطوات ثابتة نحو المجتمع المتماسك المصطف خلف مليكه 0
المراجع :
1- المجتمع السعودي : النظم الاجتماعية/ المنظمة العربية للتنمية الإدارية, 2004م.
2- المواطنة و القبلية و خيار الدولة الحديثة / عمر فوزان الفوزان, دورية / المجلة العربية : شهرية 2008 م
3-الجغرافيا البشرية المعاصرة للمملكة العربية السعودية / تأليف محمد عبد الحميد مشخص. مكتبة دار جدة، 1998
4-التنوع و التعايش : بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية و الوطنية / حسن الصفار , ط1 , 1419 ه ، 1999 م
5- المحافظة على وحدة البلاد السعودية/ تأليف محمد بن عبد الرحمن الخميس. الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، 1995م
6- حماية المجتمع السعودي من الأفكار و المذاهب الهدامة/ تأليف محمد بن عبد الرحمن الخميس, صدر هذا الكتاب بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودي
7- تعزيز ثقافة الحوار : إبراهيم بن عبد الله العبيد , مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ط1 2009
8- دور وسائل الإعلام السعودية في إثراء ثقافة المجتمع السعودي : دراسة تاريخية وصفية/ بدر بن احمد كريم, ط1, 1421 ه/ 2000 م.
9-في ضوء القرآن الكريم بإصلاح الفرد يصلح المجتمع الإسلامي / بقلم : سعود الحميضي .دورية / المنهل : مجلة شهرية للآداب والعلوم ، س 47 ، ع 42( جمادى الأولى والآخرة 1401-مارس ، ابريل 1981 م ).- ص 341-342 '


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.