عندما ينتقل الطالب من المرحلة الثانوية العامة إلى المرحلة الجامعية يجد اختلافاً كبيراً عما كان عليه في المراحل الدراسية السابقة ، حيث إن أسلوب الدراسة في الجامعة يعتمِد اعتماداً كلياً على الطالبِ نفسه ، في الكتابة والمذاكرة والمراجعة ، والبحث العلمي في الكتب والمراجع وتسجيل الملاحظات أثناء المحاضرة ، فكيف لو كانت باللغة الإنجليزية؟!. بينما في المراحل الدراسية السابقة ، تجد الطالب يعتمِد على المعلم في الشرح والفهم والترجمة والإملاء عليه بكل يسرٍ وسهوله ، لكي يقوم بتدوينها في كتابه أو دفتر ملاحظاته. فهناك طلاب لا يدركون أهمية اللغة الإنجليزية في المرحلة الجامعية ، تجد كلاً منهم لا يبالي بها – خلال الدراسة - ولا يريد أن يتعلمها ولو شيئاً يسيرا ، وإنما همه الحصول على الدرجة التي تؤهله للنجاح في مادةٍ ما ، دون الإحساس بالضرر من هذا الفعل الذي لا يصب في مصلحته التعليمية في المستقبل. إن اللغة الإنجليزية هي جزء لا يتجزأ منه في دراسته ، ولها دور أساسيٌّ في فهم المواد والمراجع التي يدرسها وفي استيعابها ، فالصعوبات المتداولة التي تواجه الطلاب خصوصاً في بداية التحاقهم للجامعة هي عدم إيجاد اللغة الإنجليزية ، مما يسبب لهم صعوبة في تحصيل المواد وعدم القدرة على فهمها ، حيث يتفاجؤون أنها باللغة الإنجليزية وأن المحاضر يتحدث بتلك اللغة ، والطالب – خلال المحاضرة – لا يعرف شيئاً مما يقوله المحاضر ، فيبدأ الطالب بالتذمر واليأس، ويظهر والتأثر النفسي عليه ، ويشعر بأن تلك المادة من أصعب المواد. فالفكر المطروح هنا بأن البنية الأساسية في تعليم الطالب للغة الإنجليزية هو الجزء الأهم الذي ينبغي الاهتمام به ، وإعادة النظر فيه ، لأن معظم خريجي الثانوية العامة يعانون من ضعف مستواهم في اللغة الإنجليزية ، ولأن مستوى المواد الجامعية التي يدرسها الطالب أعلى بكثير من مستواه الفعلي ، وهذا ما ينعكس سلباً عليه، وعلى أعضاء هيئة التدريس الذين قد يصابون بالإحباط عندما يبذلون قصارى جهدهم في تدريس الطلاب ، فيصبح ذلك الجهد قد انعكس انعكاساً سلبياً عليهم ، لضعف قدرة الطلاب على الاستيعاب. فيجب على الطلاب تطوير لغتهم الإنجليزية بتكثيف الدورات في المعاهد ، والقيام بالممارسة مع أعضاء هيئة التدريس باللغة الإنجليزية ، وليس عيباً أن يخطئ الطالب في التحدث معهم ، لأنها ليست لغته الأصلية ، وإنما هي محاولة لرفع مستواه في تلك اللغة حتى تنعكس ايجابياًّ ، ولو بشكل يسير ، لا سيّما وأنها أصبحت شرطاً أساسياً للحصول على الوظيفة سواءً في القطاع العام أو الخاص ، فمن المنطق هنا أن نتساءل: كيف يتخرّج الطالب من الجامعة وتخصصه علمي وهو لا يجيد اللغة الإنجليزية إطلاقاً ؟؟ لا شك أن هذا سيصبح عبئاً عليه. إنني أشيد أهمية تلك اللغة باعتبارها العمود الفقري الذي يسهل على الطالب دراسته للمواد الجامعية ، ولكن لا ننسى أن ضعف تأسيسه في المراحل الدراسية السابقة ، هو السبب في صعوبة الدراسة لديه ، لذلك يجب مراعاة الطلاب في هذا الجانب من قِبَل المحاضرين ، وإعطاؤهم التسهيلات التي تعين على تحسين لغتهم بأسلوبٍ مُيَسَّر لتزيد من همتهم ، والشعور بأنها لغة سلسة يستفيد منها في حياته اليومية ، كي تبعد عنه جانب الخوف والرهبة ، من أنها لغة أجنبية لا تنتمي لثقافته في الاجتماعية. عبد العزيز بن محمد العنقري كلية هندسة وعلوم الحاسب - قسم نظم المعلومات جمادى الأولى - 1432ه