ففي ظهيرة يوم الأحد الماضي كنت وبقية الأسرة أنتظر عودة ابنتي الوسطى (أسماء) من كلية طب الأسنان لتناول وجبة الغداء المعتادة ، وعلى الموعد شبه المحدد دخلت علينا بلباسها (السماوي) اللون ، وتتوشح فوقه (البالطو الأبيض) المشع كنور وجهها من طلب العلم . فقمت أرحب بها بحرارة محفزة لدرجة أنني سمعتها وهي لا تعلم تقول لإخوتها بفرحة : (أجمل ما حصل معي ونساني يومي الطويل المتعب هو ترحيب بابا) . جلسنا نتناول وجبة الغداء وقمت أسأل كل واحد منهم عن يومه الدراسي كيف كان ؟ وأسمع منهم ونتناقش ونتحاور فيما بيننا في جو أسري لا يخلو من الحميمية إلى أن أنهينا تناول الوجبة قاموا البنات بمساعدة أمهم برفع السفرة وغسل المواعين ، وقمت للراحة في غرفة الجلوس للحظات معدودة وإذا بالدكتورة أسماء اللقب الذي أنادي به ابنتي تستأذن وتدخل عليّ قائلة : بابا ممكن أطلب منك طلب ؟ مباشرة قفزت إلى ذهني ما تحدثني عنه من صعوبات تواجهها في السنة الرابعة بكلية طب الأسنان ، ورغم ذلك قلت لها : أطلبي أيّ شيء حتى عيوني مستعد أنزعها وأقدمها لك هدية ، ولكن بشرط لا تطلبي مني أوافق على نقلك لكلية أُخرى ؟! تبسمت الدكتورة قائلة : طلبي هو أن أحضر الحفلة الغنائية المقامة بالمركز الحضاري بمناسبة اليوم الوطني ؟ تبسمت لها ، ومن سوء ظني من طلبها ، وقلت لها : بإذن الله أحاول أوفر لك تذكرة لحضور الحفلة . فنهضت تقبل رأسي ويدي وذهبت فرحة تخبر إخوتها بما قلته لها فحضر الجميع ، ومعهم أمهم ، يطلب مني تذكرة مثلها لحضور الحفلة !. غادر الجميع المجلس يرسم حلم حضوره للحفل الغنائي ، وبدأ مشوار بحثي عن تحقيق حلمهم بالاتصال على الأصدقاء في هيئة السياحة الراعية للمحفل الوطني الترفيهي للحصول على التذاكر ، ولكن مات حلمي حتى الآن وحلمهم بحضور الحفلة حين أخبروني الأصدقاء بأن سعر تذكرة الحضور الموحد للكبار والصغار هو 400 ريال . فعددنا سبعة أفراد من سن عشرة أعوام إلى الخمسين سنة وهذا يعني أن المبلغ المطلوب منا لشراء التذاكر 2800 ريال ، وهذا المبلغ يعتبر ثروة لعاطل من 15 سنة مثلي يصعب أدفعه لحضوري وأسرتي لحفلة ، وزاد من صعوبته تأخر حصولي على مساعدة (الضمان المقطوعة) التي قدمت من أشهر عليها ، وقتل (حساب المواطن) حلم تحقيق حلمنا حين نزل في حسابي بمبلغ وقدره 986 ريال وفاتورة الكهرباء بمبلغ 1400 ريالًا. هذا التوضيح ليس شكوى ، ولا تسول (أو شحاتة) الكترونية ، وإنما اعتذار مني وعن منهم مثلي أقدمه لابنتي الحبيبة الدكتورة أسماء قائلاً : عذراً ابنتي الحبيبة لن نتمكن من حضور الحفل الغنائي لنحتفل باليوم الوطني ، وكلي رجاء في قبول عذرها . ..................................