مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع اتفاقية لدعم برنامج علاج سوء التغذية في اليمن    «جدة التاريخية»: اكتشاف خندق دفاعي وسور تحصين يعود تاريخهما إلى عدة قرون    الجمعية السعودية لطب الأورام الإشعاعي تطلق مؤتمرها لمناقشة التطورات العلاجية    أمير الرياض يستقبل مدير عام التعليم بالمنطقة    بعد "البيانات الثلاثة" .. أزمة مباراة الأهلي والهلال إلى أين؟    سعودي ضمن المحكمين لجوائز الويبو العالمية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية    إحباط تهريب أكثر من مليون حبة كبتاجون مُخبأة في إرسالية "فلفل وجوافة"    المملكة تستعرض ممكنات الاستثمار السياحي في المؤتمر العالمي للضيافة في برلين    إنطلاق مؤتمر التطورات والابتكارات في المختبرات.. الثلاثاء    لاعب العين: إيقاف سلسلة الهلال "حدث تاريخي"    كيف تحمي نفسك من الاحتيال المالي عند تسديد المخالفات؟    ارتفاع أسعار النفط إلى 87.39 دولارًا للبرميل    إندونيسيا تصدر تحذيرًا من تسونامي    البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي    رونالدو ينتصر في قضيته ضد "يوفنتوس"    وصفات قرنفل سحرية تساعد بإنقاص الوزن    "فنّ العمارة" شاهد على التطوُّر الحضاري بالباحة    الضويان تُجسّد مسيرة المرأة السعودية ب"بينالي البندقية"    تعليم عسير ينفذ مبادرة ملفى أجاويد استهدفت 540 من طلبة المنح الدوليين وأُسرهم:    ملتقى الأعمال السعودي الإسباني يعزز التطوير العقاري    الأرصاد: ارتفاع الموج متر ونصف بالبحر الأحمر    مكتب التعليم بالسلي يعايد منسوبيه    وزارة الداخلية تعلن بداية من اليوم الخميس تطبيق تخفيض سداد غرامات المخالفات المرورية المتراكمة بنسبة 50%    الأمطار تزيد من خطر دخول المستشفى بسبب الربو بنسبة 11%    آل الشيخ: العلاقات السعودية - الأردنية متقدمة في شتى المجالات    تحت رعاية خادم الحرمين.. المملكة تستضيف اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي    «العدل»: «تراضي» تنهي 7,700 قضية تجارية.. صلحاً    «نيوم» تستعرض فرص الاستثمار أمام 500 من قادة الأعمال    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    المملكة في قائمة أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية الذكاء الاصطناعي    5 فوائد مذهلة لبذور البطيخ    قطبا القصيم والشرقية وجهاً لوجه.. والشباب يصطدم بأبها    خادم الحرمين يرعى مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم    برامج ثقافية وترفيهية    محافظ جدة يطلع على خطط "الثقافة والفنون"    أسرة الهجري تحتفل بعقد قران مبارك    السديس يكرم مدير عام "الإخبارية"    أسرتا الطويل والجربوع تتلقيان التعازي في وفاة والدتهما    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    أكدوا أهمية منع تفاقم الأوضاع.. ولي العهد يبحث مع رئيس الإمارات وأمير قطر تداعيات التصعيد في المنطقة    "أيقونة" الإنسانية    10 آلاف امرأة ضحية قصف الاحتلال لغزة    التسجيل في «X» بمقابل مالي للجدد !    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    ماكرون: على الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات على إيران    ريال مدريد يقصي مانشستر سيتي ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا    تراثنا.. مرآة حضارتنا    مدرب النصر "كاسترو" يتعرّض لوعكة صحية تغيّبه عن الإشراف على الفريق    امرأة تصطحب جثة على كرسي متحرك إلى بنك بالبرازيل    أمريكا أكثر حيرة من ذي قبل !    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    شقة الزوجية !    الخليج يتوّج بلقب كأس اتحاد الطائرة    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس جامعة حفر الباطن    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    جهود القيادة سهّلت للمعتمرين أداء مناسكهم    أمير الجوف يؤكد على تعزيز دور المجتمع في مسيرة التنمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرحة الهضمية Peptic Ulcer
نشر في عناية يوم 17 - 04 - 2012

القرحة الهضمية هي حدوث تآكل أو جرح في الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة أو في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة ( المسمى بالاثني عشر ) وأحياناً أسفل المريء ، في معظم الحالات يكون الألم هو أكثر الأعراض ظهوراً وشكوى .
إلى وقت قريب كان يعتقد أن لنمط سلوكيات الحياة دوراً هاماً ، بل رئيسياً في الإصابة بالقرحة الهضمية .
لكن أصبحت الآن العدوى البكتيرية وكذلك استخدام بعض الأدوية ( وليس الضغوط النفسية أو النظام الغذائي ) هما السبب الرئيسي في الإصابة في معظم حالات قرح المعدة والاثني عشر مع العلم أن قرح أسفل المريء يرتبط وجودها بوجود ارتجاع لحمض المعدة إلى المريء ( Gastroesophageal reflux disease ) .
إن القرحة الهضمية هي من أكثر الأمراض المنتشرة حول العالم وعادة يستغرق علاجها الناجح أسابيع قليلة .
الأعراض :
أكثر الأعراض التي يشكو منها مريض القرحه الهضمية هي ( الآلام الحارقة ) ، ويكون سبب الألم هو القرحة نفسها في حين أن ملامسة أحماض المعدة للقرحة نفسها هو ما يجعل الألم يسوء ويتميز ألم القرحة بأنه :
· يكون في منطقة أعلى في البطن ما بين السرة وأسفل القفص الصدري .
· قد تستمر الآلام من دقائق إلى عدة ساعات .
· يسوء الألم خاصة بين الوجبات عندما تكون المعدة خاوية من الطعام .
· في بعض الأحيان يحدث أن يستيقظ المريض في منتصف الليل من هذه الآلام المزعجة .
· يخف الألم مؤقتاً عند تناول أطعمة معينة مثل الخيار والتفاح لأنها تقوم بمعادلة حمضية حمض المعدة –
أو بعد أخذ مضادات الحموضة ( الأدوية التي تقلل من إفراز حمض المعدة ) .
· تختفي الأعراض عادة لمدة تتراوح ما بين عدة أيام إلى عدة أسابيع لتعود للظهور مرة أخرى في دورة ألم جديدة .
من الأعراض والعلامات الأخرى للقرحة الهضمية:
· التقيؤ الدموي ويتراوح لون الدم ما بين الأحمر القاني والداكن بسبب حصول نزيف من القرحة .
· نزول الدم مع البراز وقد يكون لون البراز في هذه الحالة أسود كسواد الفحم .
· قد يشعر المريض أحياناً بغثيان واستفراغ .
· فقدان الشهية وما يتبع ذلك من تناقص غير مفسر للوزن .
· آلام في الصدر ( والتي تحدث عادة مع قرح المريء ).
الأسباب :
تختلف أسماء القرح الهضمية باختلاف مواقعها فهناك :
· القرحة المعدية ( Gastric Ulcer ) : وهي قرحة هضمية تحصل في المعدة .
· القرحة المعوية ( Duodenal Ulcer ) : وهي قرحة هضمية تحصل في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المسى بالاثني عشر .
· قرحة المريء ( Esophageal Ulcer ) : وهي عادة ما تكون في الجزء السفلي من المريء وترتبط بمرض ارتجاع حمض المعدة .
الأسباب الرئيسية للقرحة :
بالرغم من الإعتقاد القديم أن التوتر النفسي المستمر والمأكولات الحريفية (المخللات/ الفلافل) كان يعتقد قديماً أنها الأسباب الرئيسية للقرح الهضمية ، إتفق الأطباء الآن أن السبب في معظم حالات القروح هو وجود بكتيريا تدعى هيليكوباكتربايلوري (Helicobacter Pylori) أو بكتيريا بوابة المعدة الحلزونية .
تعيش بكتيريا الهيليكوباكتر وتتكاثر داخل الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء الدقيقة وهي عادة لا تقوم بالتسبب بأي مشكلة ، ولكن في حالات معينة تقوم هذه البكتيريا بتخريب هذا الغشاء وتتسبب بالتهابات فيه مما يسبب التقرحات في جدار المعدة . ومن الفرضيات المقترحة أيضاً أن الأشخاص المصابين بهذه البكتيريا لديهم بالفعل غشاء مبطن متضرر مما يجعله طعماً وهدفاً سهلاً لهذه البكتريا لتعيش وتتكاثر وتتسبب في الالتهابات المزمنة .
وبالرغم من أنه لا يمكن تحديد طريقة مؤكدة لانتقال العدوى إلا أنه وُجد أنه من الممكن انتقال العدوى عن طريق الاتصال المباشر بين شخصين كما أنه وجد أن الانتقال يتم أيضاً عن طريق الطعام والماء الملوثين .
إلى جانب البكتيريا هنالك أسباب وعوامل أخرى تحفز نشوء القرح الهضمية من ضمنها :
· الاستخدام المنتظم لمسكنات الألم ومن أشهرها مضادات الالتهاب اللاستيرويدية:
( NSAIDs ) والتي تسبب تهيج والتهاب بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة . تتوفر هذه الأدوية عن طريق الوصفات الطبية أو يمكن شراؤها مباشرة دون وصفة ،
مثل : الأسبرين ، والإيبوبروفين ، النابروكسين والكيتوبروفين . ولتفادي تهيج المعدة ينصح بتناول هذه الأدوية بعد الأكل .
· التدخين : النيكوتين الموجود في السجائر يعمل على زيادة حجم وتركيز حمض المعدة وبالتالي يزيد من خطورة الإصابة بالقرحة .
التدخين أيضاً يسبب تباطؤ شفاء القروح أثناء العلاج .
· شرب الكحوليات : الكحول والمواد الكحولية تسبب تهيجاً وتجرحاً في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة ، وتزيد كمية حمض المعدة المُنتجة .
· الضغط النفسي : الضغط النفسي لوحده ليس سبباً لقرحة المعدة إلا أنه من العوامل المهيئة .
الضغط النفسي المستمر قد يسبب تضاعف أعراض القرح الهضمية وفي بعض الأحيان يؤخر شفاء هذه القروح .
والتوتر له أسباب كثيرة تهيجية مثل : الأحداث الأليمة والمواقف العاطفية ، الخضوع لعملية جراحية ، الإصابة الجسدية مثل الحروق أو الإصابات الخطيرة .
متى اللجوء للاستشارة الطبية ؟
القرحة ليست شيئاً يمكنك علاجه دون الرجوع لمساعدة الأطباء .
مضادات الحموضة ومثبطات الحمض اللاوصفية قد تؤدي إلى تخفيف الألم الذي تسببه القروح ولكن هذا العلاج يستمر لفترة قصيرة فقط .
فإذا كانت لديك أعراض وعلامات القرحة المذكوة آنفاً استشر طبيبك . لأنه بمساعدة الطبيب يمكن بإذن الله أن يضيف لك دواء لتخفيف الألم وفي نفس الوقت يمكن الوصول للشفاء التام من القرحة .
الفحوصات والتشخيص :
لتشخيص القرحة الهضمية قد تحتاج إلى الفحوصات التالية :
1- التصوير بالصبغة باستخدام أشعة سينية للجزء العلوي من الجهاز الهضمي ( Upper Gastrointestinal X-ray) :
قد يبدأ طبيبك بهذا الفحص والذي يوضح مريئك ، معدتك وأمعاؤك الدقيقة ( الاثني عشر ) .
خلال الأشعة يقوم المريض بشرب سائل معدني أبيض اللون ( يحتوي على الباريوم وهو عنصر مشع ) والذي يقوم بعد بلعه بتغليف بطانة الجهاز الهضمي مما يسهل التعرف على القرح .
تستطيع هذه الأشعة تشخيص بعض القروح ولكن ليس كلها .
2- المنظار وذلك باستخدام منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي (Endoscopy ) :
يجب أن يتبع هذا الإجراء فحص الأشعة السينية ، إذا اقترح فحص الأشعة وجود قرحة أو من الممكن أن يقوم به الطبيب أو لا .
يتم في هذا الإجراء إدخال أنبوب طويل ودقيق متصل بكاميرا عبر الحنجرة والمريء إلى المعدة والاثني عشر. بهذا الجهاز يستطيع الطبيب أن يرى الجزء العلوي من الجهاز الهضمي وبالتالي يرى القرحة ثم يفحصها .
3- أخذ العينة : إذا تمكن الطبيب من رؤية قرحة حينها يقوم بأخذ عينة من النسيج أو ما يسمى ( biopsy ) . ويتم فحص هذه العينات تحت المجهر لاستثناء أي اورام لاسمح الله . كذلك تستطيع العينة أن تكشف عن وجود البكتيريا الحلزونية في بطانة المعدة . قد يتم إعادة فحص النسيج بعد شهرين أو ثلاثة للتأكد من فعالية العلاج .
فحوصات أخرى :
إضافة إلى فحص النسيج ، هذه الفحوصات تستطيع أن تحدد ما إذا كان سبب قرحتك هو الإصابة ببكتيريا الهيليكوباكتر بايلوري أم لا .
· فحص الدم : هذا الفحص يُظهر ما إذا كان الدم يحتوي على أجسام مضادة للهيليكوباكتر بايلوري .
من عيوب هذا الفحص أنه أحياناً لا يستطيع أن يميز ما بين العدوى السابقة بالبكتيريا والإصابة الحالية .
لانه حتى وإن تخلص المريض من البكتيريا الحلزونية قد يظل فحص الدم للأجسام المضادة إيجابياً لعدة شهور .
· فحص نفَس المريض : خلال هذا الفحص يتم استخدام ذرة كربون مشعة للبحث عن البكتيريا .
سوف تقوم بالنفخ في كيس بلاستيكي صغير والذي يغلق بعد ذلك . ثم تقوم بشرب كأس صغيرة من سائل شفاف عديم الطعم .
هذا السائل يحتوي على الكربون المشع كجزء من مادة ( اليوريا ) التي يتم تفكيكها بواسطة البكتيريا .
وبعد مضي نصف ساعة ، يقوم المريض مرة أخرى بالنفخ في كيس بلاستيكي آخر والذي أيضاً يتم إغلاقه بإحكام .
إذا كنت مصاباً ببكتيريا الهيليكوباكتر سيحتوي الكيس الثاني على الكربون المشع على صورة ثاني أكسيد الكربون.
تكمن فائدة فحص النفس في أنها تستطيع أن تحدد مدى فعالية العلاج في التخلص من البكتيريا وتحديد متى تم التخلص من البكتيريا ،
أما في فحص الدم فالأجسام المضادة للبكتيريا قد تظل أحياناً موجودة لمدة سنة أو أكثر بعد الشفاء من العدوى .
· تحليل البراز : في هذا التحليل يتم الكشف عن البكتيريا مباشرة في البراز عن طريق استخدام الأنتيجينات (antigens) . ويفيد هذا التحليل في تشخيص الإصابة بالهيليكوباكتر وأيضا في مراقبة مدى فعالية العلاج .
المضاعفات :
عدم معالجة القرح الهضمية قد يعرضك لاسمح الله لخطر الإصابة بنزيف داخلي وقد يستمر جدار المعدة أو الأمعاء الدقيقة بالتقرح إلى أن يُثقب وحينها يتعرض المريض لخطر الإصابة بالتهاب الغشاء البيريتوني ( peritonitis) ، القرح الهضمية أيضاً قد ينتج عنها لاقدر الله انسداد في الجهاز الهضمي بسبب تورم المنطقة المصابة بالقرحة ، مما يجعل المصاب بالانسداد سريع الشبع ، كثير التقيؤ وتبعاً لذلك يصاب بفقدان للوزن .
العلاجات والأدوية :
لأن الكثير من القرح ناتجة من بكتيريا الهيليكوباكتر ، فإن الأطباء عادة يتبعون طريقة علاج تحقق هدفين هما:
· قتل البكتيريا .
· تقليل مستوى الحمض في الجهاز الهضمي بتخفيف الألم وتسريع شفاء القرح الهضمية .
ولتحقيق هذين الهدفين يتم عادة استخدام نوعين أو ثلاثة أو أربعة أنواع مختلفة من الأدوية مثل:
· المضادات الحيوية :
يستخدم الأطباء مزيجاً من المضادات الحيوية لعلاج بكتيريا الهيليكوباكتر لأن استخدام مضاد حيوي واحد ليس كافياً لقتل هذا النوع من البكتيريا . لكي ينجح العلاج يجب أن يتبع المريض تعليمات الطبيب بكل دقة وعناية . المضادات الحيوية التي تُصرف عادة لعلاج الهيليكوباكتر بايلوري تتضمن الأموكسيسيلين amoxicillin (amoxil \ أموكسيل ) ، الكلاريثروميسين clarithromycin ( بياكسين \ biaxin ) والميترونيدازول metronidazole ( flagyl \ فلاجيل ) .
بعض الشركات المصنعة للأدوية قد تقوم بصنع مزيج من مضادين حيويين معاً إضافة إلى عامل يحمي الخلايا تحديداً ضد البكتيريا ومن الأمثلة على ذلك بريفباك ( (Prevpac والهيليداك (Helidac) . اعتماداً على عدد ونوع البكتيريا قد يحتاج المريض أن يستمر على الدواء لمدة أسبوعين أما الأدوية الأخرى التي يتم وصفها إلى جانب المضادات الحيوية فيتم أخذها لمدة أطول عادة .
· معيقات الأحماض ( Acid blockers ) :
أيضاً تسمى مضادات الهستامين ( histamine H2 blockers ) وتقوم بتقليل كمية حمض الكلور الذي يتم إفرازه إلى الجهاز الهضمي مما يخفف ألم القرحة ويقوم بتسريع شفائها .
هذه الأدوية تتوفر في الصيدليات بطريقة وصفية ولا وصفية ومن أمثلتها : الرانتدين ، الفاموتيدين ، السيميتدين والنيزاتدين .
· مضادات الحموضة ( Antacids ) : وهي أدوية آمنة بإذن الله على شكل شراب أو حبوب.
يقوم الطبيب بإضافة مضاد للحموضة إلى الأدوية التي يتم وصفها للمريض كما قد يتم إضافته إلى أحد معيقات الأحماض أو يتم استبدالها به .
عوضاً عن تقليل إفراز حمض الكلور ، تقوم مضادات الحموضة بمعادلة حمضية المعدة مما يسبب زوال الألم بسرعة .
· مثبطات البروتونات ( Proton pump inhibitors ) :
وهذه طريقة أخرى لتقليل كمية حمض المعدة المُفرز وتعتمد على إغلاق مضخات البروتونات في الخلايا التي تفرز حمض الكلور .
من أمثلة هذه الأدوية الأوميبرازول واللانابرازول. إضافة إلى دواء البانتوبرازول الذي يمكن أخذه عن طريق الفم أو عن طريق حقنة وريدية في المستشفى .
ويتم عادة وصف هذه الأدوية لتسريع شفاء القروح الهضمية أيضا .ولكن استخدام مثبطات البروتونات بجرعات عالية لفترة طويلة قد يزيد خطورة حصول كسور في عظمة الورك .
· الأدوية المبطنة :
في بعض الحالات ، قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تحمي بطانة المعدة والأمعاء مثل دواء البزموث .
وبالإضافة إلى حماية بطانة المعدة والأمعاء فإن مركبات البزموث تقوم بتثبيط نشاط بكتيريا الهيليكوباكتر بايلوري .
في العادة عند التشخيص يجب أن يبدأ في استبعاد أن يكون السبب هو الإصابة بهذه البكتيريا .
و في حالة ظهور فحص البكتيريا سلبياً ، فإن العامل الأرجح للإصابة بالقرح الهضمية هو استخدام مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية والتي يجب على المريض حينها أن يقلع عن استخدامها .
في حالة ثبوت عدم استخدام المريض لهذه الأدوية عندها يكون السبب غالباً هو مرض ارتجاع حمض المعدة ( gastro-esophageal reflux disease ) هنا عادة تكون التقرحات في المريء .
في الحالتين السابقتين سيعمل الطبيب على تقليل مستوى الحمض عن طريق استخدام مثبطات الاحماض ومضادات الحموضة أو مثبطات مضخات البروتونات وربما استخدم أحد الأدوية التي تحمي خلايا بطانة المعدة والأمعاء .
القروح المزمنة :
تبقى بعض القرحات لفترات طويلة بدون إلتئام فما هي الأسباب؟:.
· عدم التزام المريض بتعليمات الطبيب وبالجرعات المحددة للعلاج .
· عدم استجابة بعض أنواع البكتيريا لعلاج المضادات الحيوية .
· التدخين المستمر أثناء فترة العلاج مما يؤخر شفاء القروح ويجعلها منيعة .
· تعاطي الكحوليات .
· الاستمرار في استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs ) .
هذا في الغالب لكن هنالك أسباب أخرى نادرة للقروح المزمنة من ضمنها :
· الإصابة بمرض متلازمة زولينجر إليسون ( Zollinger – Ellison syndrome ) والتي تسبب زيادة إفراز حمض المعدة بشكل كبير مستمر بسبب فرط افراز أحد الهرمونات .
· الإصابة بعدوى أخرى في المعدة أو الجهاز الهضمي .
· أمراض الجهاز الهضمي الأخرى ومن ضمنها السرطانات وداء كرون (Crohn's disease) .
يتم علاج القروح المزمنة عن طريق علاج العوامل التي تعيق شفاء القروح في حال وجودها مع استخدام جرعات أقوى من أدوية علاج القروح الهضمية .و في حالات نادرة قد يحتاج الأمر إلى إجراء جراحة إذا استمرت القرحة منيعة بعد ذلك .
ماذا يستطيع المريض أن يفعل كي يساعد على شفاء القرحة بسرعة ؟
كان الأطباء قبل اكتشاف البكتيريا الحلزونية المسببة لقرحة المعدة يوصون المرضى بتجنب الأطعمة الحريفية (المخللات / الفلافل الشطة ).
مع نصحهم بمحاولة تقليل الضغوطات النفسية في حياتهم .
ولا زال الأطباء ينصحون بذلك حتى ولو لم تكن سبباً مباشراً للقرحة فإنها تساعد في التئامها وسرعة الشفاء بإذن الله .
كما ينصحون أيضاً بما يلي:
· تجنب التدخين لما للنيكوتين من تأثير على بطانة المعدة والأمعاء وكذلك على سرعة شفاء القروح .
· تجنب شرب الكحوليات لما لها من تأثير على الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء من نزيف والتهابات .
· تجنب الإفراط في استخدام المسكنات للألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية وإن كان ولا بد فيتم استخدام البنادول ( acetaminophen ) ( Tylenol ) كمسكن للألم .
التحكم في ارتجاع حمض المعدة وهنالك عدة طرق لذلك من ضمنها تجنب المأكولات الحريفية والدهنية . كذلك تجنب الاتكاء للوراء بعد الوجبات على الأقل لمدة 3 ساعات مع رفع الرأس وإنقاص الوزن فهذه تعتبر كذلك من العوامل المهمة المساعدة في العلاج بإذن الله .
هذه المعلومات تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع.
إعداد: د. وليد صالح الغامدي .
إشراف ومراجعة : د.محمد الغامدي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.