لعل من أبرز المشاعر الشعرية التي تمثل ذروة اللحظات الإنسانية عاطفة وصدقاً هي تلك اللحظات التي تتوقف فيها تلك النفس عند مشهد الوداع وما يعتريه من ضعف إنساني تجاه مفارقة من نحب، أو من يُشكّل حضوره في حياتنا حضوراً للحياة ذاتها، ويعدّ غيابه بأي شكل من (...)
بتنا نسمع كثيراً أن اللغة العربية الفصيحة لم تعد لغة إعلامية، ومن هنا صارت قنوات ومنصات كثيرة تتخلى عنها باعتبارها وسيلة التواصل لتحل معها عاميات البلدان العربية، ولا شك أن لهذا أسباباً عديدة، ربما يكون من أهمها أن عدم التمكن من صياغة خطاب إعلامي (...)
لعله من الصعوبة بمكان في لحظات التنافس الشديد والكثافة في العرض خلال الشهر المبارك أن يستطيع الإنسان تقديم رؤية شمولية لفرز الأعمال المقدمة خلال هذا الشهر الذي تتنافس فيه الأعمال الدرامية على جذب المشاهد واستقطابه لصالحها، ولكن يمكن للمتأمل أن غلبة (...)
لا شك أنّ الدراما التلفزيونية باتت تشكّل مصدراً مهماً من مصادر المعرفة والثقافة التي تقدم للمتلقين على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والثقافية، لا سيما في زمن تعززت فيه ثقافة الصورة، ويبدو أن من ملامحه البارزة التي بدأت تظهر للعيان انحسار دور الكتاب (...)
لا شك أن الدراما التلفزيونية في عالمنا العربي وفي العالم أجمع باتت من الوسائل المهمة والحاسمة في عصرنا في ترويج الثقافة والمعرفة والهوية الثقافية للمجتمعات، لا سيما بعد انتشار منصات التواصل التي تعنى في تسويق الدراما وإذاعتها، والمتأمل في الدراما (...)
ربما يدحض برنامج معلقة الذي انتهى موسومه الأول منذ فترة وجيزة مقولة انقراض الشعر، أو زوال عهده وأفوله، فلا شك أن البرنامج الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة تزامناً مع مبادرة عام الشعر العربي استطاع أن يحقق غايات عدة قد يكون بعضها مقصوداً من (...)
الثقافة ظاهرة إنسانية من الطراز الأول، وهي تمثل فاصلاً نوعياً بين الإنسان وسائر المخلوقات، لأنها تعبّر عن إنسانيته، وهي الوسيلة المثلى لالتقاء الآخرين، كما أنها تحدد ذات الإنسان وعلاقاته بنظرائه وبالطبيعة، وما وراء الطبيعة، من خلال تفاعله معها، (...)
الموروث الثقافي لأية أمة من الأمم جزء أصيل من حياتها ولصيق الصلة بتاريخها، ويحرص أبناء الأمم على الاتصال بموروثهم الثقافي؛ ويتخذ هذا الحرص عدة أشكال متنوعة.
وثمة أسئلة كثيرة تواجهنا عندما نريد التوقف عند الموروث الشفاهي، لعل من أبرزها تلك المتعلقة (...)
على مدار التاريخ الأدبي والنقدي حازت قضية الموازنة بين الشعر والقرآن على اهتمام البلاغيين والنقاد، وتنوعت آراؤهم واتجاهاتهم في تناولها من عدة أوجه، وقد ألف العلماء في وجوه إعجاز القرآن، مؤكدين أنه لا نهاية لوجوه إعجازه، ومن هؤلاء النقاد محمد بن (...)
اتسم النقد العربي عبر تاريخه الممتد بظهور جيل من النقاد الرواد الذين أطروا لحركة النقد ووضعوا أسسه ومعاييره في مرحلة مبكرة وعبر مراحل زمنية تالية ومتتابعة وكانت إسهاماتهم ذات طابع متميز ولها من الأثر والفضل ما أسهم في وضع نظريات نقدية لاحقة في مسيرة (...)
من بين أهم سمات الأدب تشعبه وعالميته وتعدد علاقاته مع مختلف الفنون والعلوم، وهذه العلاقة ذات مستويات وأوجه متعددة لا يمكن حصرها في نطاق محدد، ومن بين تلك العلوم علم النفس، ولتلك العلاقة خصوصيتها وتميزها، وتلك العلاقة مخاض لكون الثقافة بمعناها الأعم (...)
إن العلاقة بين ماضي الشعر وحاضره علاقة وطيدة تفرضها طبيعة الانتماء لأرض واحدة ولغة واحدة ومشاعر واحدة تلك الوحدة التي عبّر عنها الشعر باتساق نظامه الفنّي من خلال النظام الذي التزم به فيما سُمّي قديماً بعمود الشعر وما فرضه من سُنّةٍ متبعة لدى الشعراء (...)
احتل الحيوان حيزاً لا بأس به من التجليات الشعرية في أدبنا العربي على امتداد تاريخنا الأدبي، وتشكلت صورة الحيوان وفقاً لمعطيات متنوعة ورؤى مختلفة، وجاءت محملة بدلالات ورموز مختلفة موظفة في سياقها الشعري والدرامي.
ومن أبرز الحيوانات التي وردت في الشعر (...)
كان لألف ليلة وليلة أثر كبير في الأدب العربي والآداب العالمية، وربما يحتاج هذا إلى دراسات معمقة كثيرة للوقوف عليه، وقد أشارت إلى جانب منه سهير القلماوي في كتابها عن ألف ليلة وليلة، عندما رأت أنه يكفي أن نعرف أن الليالي طبعت أكثر من ثلاثين مرة مختلفة (...)
يعني هذا المصطلح في اللاتينية «اللا مكان» وقدابتدعها توماس مورفي مؤلفه يوتوبيا، مطلقاً إياها على مكان متخيل ليس له وجود إلّا في خياله هو. وقد تخيّل مكانه جزيرة فضلى، وهو بذلك يشير إلى ما يراه في الواقع من سلبيات حاول التخلص منها في عالمه الافتراضي (...)
يُشكل التداخل النصي في الأدب عموماً، وفي الشعر خصوصاً، ظاهرة أسلوبية تسترعي العناية والتأمل، كونها شكلاً من أشكال التعبير الذي يعكس الخبرات المتراكمة التي تحتضنها الذاكرة الجمعية لدى أمة من الأمم، بكل ما تختزنه لديها من موروث تاريخي يمتد منذ بداية (...)
يقول أبو القاسم الشابي «من أغاني الرعاة»
أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربا تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص أوراق الزهور اليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
أقبل الصبح جميلاً يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير وأمواج المياه
قد أفاق (...)
لم يعش العرب في عصر ما قبل الإسلام بمعزلٍ عن الحضارات الأخرى التي ربطتهم بها علاقات وثيقة، نتيجة الاحتكاك المباشر بتلك الشعوب ساعد على ذلك الاحتكاك عوامل اقتصادية وتجارية واجتماعية وفي هذه المقالة نركز الاهتمام على ملامح المرأة التي تمثل الجانب (...)
على مدى قرون طويلة من الزمان شغلت القصيدة العربية - شكلاً ومضموناً- حيزاً كبيراً من اهتمام النقاد على اختلاف توجهاتهم، وأزمانهم، وواحداً من أشكال الانشغال بالقصيدة التي طرأت على الساحة النقدية - حديثاً - قضية التشكيل البصري في شعر التفعيلة، وهي قضية (...)
الأدب إنساني بتوجهه ومنتجه، لأنَّه يصدر من الإنسان ويتّجه إليه؛ فالإنسان غاية الأدب ومصدره. فلا وجود لأدب خارج الإطار ومفهوم الإنسانية لا ينحصر في إطار الرحمة والشفقة وما يتصل بهما من معانٍ أخلاقية. فالأدب الإنساني أوسع من ذلك وأشمل فهو الأفق الذي (...)
إنّه سرّ الوجود، ورمز استمرار الحياة، فمن دون الحبّ لا يكون للحياة طعم فالحبّ كلمة من حرفين يُشكلان بالتقائهما حالاً شعوريّة وقيمة وجودية تمنح البشر السَّعادة وتُحقق للكائن البشري إحساس الرضا عن الذات، الذي ينقلب إلى شعور بالرضا عن الآخر، لفظة الحب (...)
يفهم الإنسان الواعي المدرك المطلع أن الثقافة لا حدّ لها، وأن المعرفة لم تنحصر في شعب ولم تختص بأمة، ولم تكن ظاهرة في لغة من دون لغات أخرى. ومن هذا الفهم، فإن الانفتاح على الآخر هو السبيل للوصول إلى غنىً معرفيّ لا يقف عند حدود الذات نفسها، بل إنه (...)
فلسفة الحب الخاصة لا يفهم كنهها إلّا العاشق، وقد حاول المفكرون تفسير الظاهرة؛ فهو عند اليونانيين مرتبط بالجسد، وقسموه إلى نوعين: أولهما عاطفة الصداقة؛ وهي العلاقة التي تنشأ بين شخصين في إطار متبادل من الحب الإنساني. والآخر سمَّوه الحب الأفلاطوني، (...)
معلوم أنّه من سمات الشاعر أن يشعر بما يشعر به غيره من معاني القول والإنشاء، فهو واحد من أسياد الحقيقة والبيان تفتّح أمامه الأبواب المغلّقة فينفذ بسلطان القول إلى الحدائق السريّة حيث ما لا أذن سمعت ولا عين رأت. ذاك ما يجعله قادراً على الأخذ بزمام (...)