طالب المفكر الإسلامي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الحميد أبو سليمان , بان تكون التربية محور اهتمام الأئمة والخطباء والمربين والعاملين في الحقل الدعوي , وقال : أن التربية هي الأهم وهي التي تصنع الأجيال , ولذلك على العمل الإسلامي الإصلاحي أن يكون محوره التربية والمشاريع التربوية الموجه للطفل والأسرة والمجتمع كله , والابتعاد عن السياسة والعمل السياسي , الذي يدخل إلى الصراع. وقال الدكتور أبو سليمان أن سبب تخلف الأمة الإسلامية وبعدها عن الركب الحضاري وجود "كوابح" للتفكير , هذه "الكوابح" هي التي تقف ضد التغيير وأفشلت مشاريع الإصلاح المتعددة , رغم أن التفكير فريضة وعلى المسلم أن يتفكر ويتدبر ويأخذ بالأسباب. وقارن أبو سليمان بين الحضارة الإسلامية والغربية , وقال: ان الحضارة الإسلامية هي حضارة قوة وعدل وإحسان , في حين أن الحضارة الغربية قامت على الظلم , منذ ان تخلت عن الأديان وانساقت وراء المادة , وانتهت باستيلاء الديني على السياسي , وتملكت الرؤية الحيوانية الإنسان الغربي , أما الإسلام فيدور كله حول العدل أساس الملك . وقال د. أبو سليمان : انه منذ أن تغلبت القبلية العنصرية العربية , على دولة الخلافة , بدأ التدهور في المنظور الإسلامي , وتشويه الرؤية الكونية الإسلامية , وحدث الانهيار الثقافي والحضاري , وأشار إلى ان فلسفة السلام الوحيدة في العالم هي فلسفة الإسلام , أما الفلسفة الغربية فهي فلسفة صراع , وان الماركسية كانت – أيضا- قائمة على الصراع الطبقي والمادية البحتة . وأضاف أبو سليمان أن الأمة لن تستعيد رؤيتها الكونية إلا بالاستخلاف في الأرض , ومن ثم لابد من ان نستعيد رؤيتنا الكونية, فامتنا لا تنقها موارد مادية او بشرية ولا أهداف سامية , ولكن حالها يعلم الله به , لقد حدث تشوه في عقل الأمة , وفي اداء المسلم , وصرنا ضعاف ومتخلفين عن الركب في كل شيء , بسبب الكوابح التي تمنع التفكير والتغيير , نريد أن نصلح الخلل ونتخلص من العلل , ونعالج مشكلاتنا وننهض من جديد . وحذر الدكتور عبد الحميد أبو سليمان من خطاب التهديد والوعيد , وقال : أليس لدينا سوى الخطاب القائم على النهر والتوبيخ الذي انتهى بنا إلى التهميش .