قبل بضعة أشهر كتبت موضوعاً عن العاطل المدلل؛ استعرضت فيه أنه يضاف إلى إهمال مواقع العمل المحلية وامتلائها بالعمالة غير المحلية أن عدداً ممّن يعانون من البطالة تنقصهم جدّية ولاء العامل الأجنبي لعمله.. زمناً ومهمات.. فبعض الشباب السعودي - وليس كلهم - يريدون تكييف ساعات العمل حسب رغباتهم وليس ظروفهم الطارئة، فمثلاً إذا كان الدوام يبدأ عند الساعة الثامنة فهو لا يصل إلى موقع العمل إلا عند العاشرة، وإذا كان الانصراف عند الساعة الثانية ظهراً فهو يغادر قبل ذلك بساعتين.. هذه المسلكية لست أسمع عنها فقط، ولكنني عانيت منها بما تواجد من إخلال بالالتزام عندنا هنا في جريدة «الرياض»، ولم نسيطر على هذا الوضع إلا بصعوبة بالغة، ومنذ ربما شهرين أو ثلاثة.. والمشكلة تحدث غالباً مع المستجدين في العمل.. وقد فوجئت بأكثر من تعليق غير موضوعي تمتلئ به بعض المواقع الإلكترونية التي تفتقد أبسط ضرورات التأهيل المتعقل أو الموضوعي فيما تنشر، بل بعضها دائماً نجده ملجأ لكل فاشل عجز عن مجاراة خصوصيات مجتمعه، وبالتالي فبذاءة الألفاظ هي لغة الحوار وهو ما يترفع عنه أي إنسان يحترم نفسه.. نشرت جريدة الوطن في عددها يوم السبت الماضي خبراً عن دراسة اقتصادية حديثة أن منشآت القطاع الصناعي تعتبر عدم التزام السعوديين بمواعيد عملهم وراء الحد من توظيفهم.. ثم تتواصل الدراسة فتقول: إن 1006 مصانع نسبة السعوديين فيها تعادل 18٪ بما يعادل عشرة سعوديين في المصنع الواحد مقابل 47 من المقيمين.. هنا نحن أمام دراسة وأمام واقع مقارنات.. طبعاً الأمر لا يعني أن يترك العاطل منبوذاً في فراغ زمنه، ولكن يجب أن تكون هناك توعية شاملة توضح أن «السعودة» وحدها ليست وسيلة العمل، لكنها ضرورتها متى كان الشاب الباحث عن العمل في مستوى احترام عمله زمناً وأداءً، وأن تتواجد أيضاً مواقع تأهيل متعددة التخصصات..