أتوقع أن معرض الكتاب، الذي سيفتتح اليوم في مدينة الرياض، سيكون مختلفاً هذا العام، نتيجة إقامته في مركز المعارض الجديد، بما يتوفر فيه من عوامل تساعد على راحة الزوار والعارضين، وهو ما سيتيح للعارضين فرصة أفضل لعرض كتبهم نظراً لسعة المكان، كما أن الساحات المحيطة بالمعرض ستخفف من معاناة رواده التي كانوا يواجهونها في السنوات الماضية من إيجاد مواقف لسياراتهم. ومن الملفت هذا العام أن الجهات المنظمة للمعرض اقتنعت أخيراً بالتعامل مع معرض الكتاب كالتعامل مع الأسواق والمراكز التجارية بالسماح للعوائل في جميع أيامه عدا بعض الفترات للرجال فقط. والسماح للعوائل بزيارة معرض الكتاب في مدينة الرياض، أمر طالب به العديد من الكتاب في كل دورة للمعرض. ومن المتوقع أن يكون الإقبال كبيراً ومميزاً هذا العام، ذلك أن الكثير من الأسر ترغب في زيارة المعرض مجتمعة ليتقاسم الأب والأم مسؤولية الاهتمام بالأولاد وما يرغبون الاطلاع عليه من كتب ومشاركتهم الرأي والنصيحة في ذلك، ولتنمية علاقتهم بهذه المعارض خاصة أن حماسهم لمعارض الكتاب قد لا يكون كبيراً نتيجة ارتباطهم بوسائل التقنية الحديثة. كما أن جدول زيارة معرض الكتاب في ثوبه الجديد هذا العام سيمكن الأهل من ارتياد المعرض في عدد من الأيام يخصص بعضها للوالدين دون اصطحاب الأطفال للاطلاع بهدوء على الموائد الثقافية في دور النشر المختلفة واختيار ما يناسب رغباتهم وأذواقهم. إلى جانب زيادة الفرصة أمام النساء، لارتياد المعرض في الأيام التي تناسب ظروفهن بعد أن كن مقيدات في الأعوام الماضية بثلاثة أيام فقط، يزرن المعرض فيها إن سمحت ظروفهن وإلا فاتتهن الفرصة الثمينة للاطلاع وشراء ما يرغبن فيه من كتب. وأتوقع زيادة الإقبال على شراء الكتب هذا العام ذلك أن النساء بطبيعتهن محبات للتسوق، وزيادة الأيام المتاحة لهن للزيارة تعني إمكانية أكبر لشراء الكتب، بالإضافة إلى أن النساء معتادات على شراء الملابس وتوابعها بأسعار مرتفعة مقارنة بملابس الرجال، لذا فإن أسعار الكتب ستكون معقولة بالنسبة لهن أكثر من الرجال مما يجعل فرصة شرائهن للكتب أكبر منهم. وإذا كان البعض يخشى عبث بعض الشباب واستغلالهم فرصة فتح المعرض أبوابه أمام العوائل لمعاكسة الفتيات، فيمكن الاستعانة بكاميرات مراقبة تبث في أرجاء المعرض لمراقبة العابثين من الشباب، إن وجدوا، والتوجه إليهم مباشرة لإخراجهم من المعرض بكل هدوء، وهذه التجربة مطبقة في بعض الأسواق الكبيرة في دبي، حيث يفاجأ المزعجون بمن يطلب منهم مغادرة المعرض بهدوء بدلاً من التشهير بهم أمام الناس نتيجة سلوكهم المرفوض. على الرغم من أنني أعتقد أن معرض الكتاب مكان غير مفضل للعابثين من الشباب أو الفتيات فرواده على الأغلب من المثقفين، أو الساعين نحو الثقافة، ومن كانت الثقافة همه فلن يضيع وقته في العبث والمعاكسة.