تمكنت قوات الأمن المصرية من السيطرة على الاشتباكات الطلابية التي اندلعت داخل جامعة الأزهر الأربعاء، وأنهت الحصار الذي فرضه أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" على رئيس الجامعة، الدكتور أسامة العبد، داخل مكتبه. وأصدرت النيابة العامة قراراً الأربعاء يسمح لقوات الشرطة بالدخول إلى حرم جامعة الأزهر، بناءً على طلب رئيس الجامعة، بهدف "حماية الأرواح والممتلكات العامة"، بعد خروج المصادمات بين أنصار ومعارضي جماعة الإخوان عن السيطرة. وأكدت مصادر رسمية أن عشرات الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان تمكنوا من اقتحام المبنى الإداري للجامعة، وعمدوا إلى بعثرة محتوياته، في الوقت الذي كان يعقد الدكتور العبد اجتماعاً مع عدد من أعضاء مجلس الجامعة. وفي وقت لاحق الأربعاء، أكدت مصادر في وزارة الداخلية لCNN بالعربية، عودة الهدوء إلى محيط جامعة الأزهر، وتم إعادة فتح طريق "النصر" أمام حركة المرور، كما أشار إلى قيام قوات الأمن باعتقال 26 من أنصار جامعة الإخوان. وأشارت المصادر إلى أن المعتقلين، الذين يواجهون اتهامات بالقيام بأعمال "تخريب"، و"إثارة الشغب" داخل جامعة الأزهر، بينهم عدد من الطلاب من خارج جامعة الأزهر، كما أن بينهم عدد من الطلاب بالمرحلة الثانوية. وكان التلفزيون المصري قد ذكر في وقت سابق الأربعاء، أن الطلاب اقتحموا مبنى إدارة الجامعة ومبنى العيادة الطبية، مشيراً إلى أن فريق أمن المبنى الإداري حاول التصدي للطلاب، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وسط اشتباكات اندلعت بين الجانبين. ونظم طلاب جامعة الأزهر تظاهرات للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، للحكم، ورددوا هتافات مناهضة لوزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ولوزير الداخلية، محمد إبراهيم، كما رفعوا شعارات "رابعة العدوية" وصور الرئيس المعزول، في استمرار لحراك طلاب الجامعة، الذي أدى قبل أيام إلى سقوط خسائر بشرية. كما شهد الحرم الجامعي لجامعة القاهرة تظاهرتين، الأولى مؤيدة للقوات المسلحة والأخرى لجماعة الإخوان، وشهد محيط كلية دار العلوم تواجداً مكثفاً لأمن الجامعة، للفصل بين الجانبين، والحيلولة دون تصاعد الأمور. وسبق ذلك وقوع اشتباكات بين عدد من الطلبة المؤيدين لمرسي وطلاب معارضين لهم بجامعة الأزهر بالمنصورة، بعد خروج أنصار مرسي في مظاهرة بالحرم الجامعي، تنديداً بما وصفوه ب"الانقلاب العسكري،" ومرددين هتافات "مسيئة للجيش والشرطة ومؤسسات الدولة"، وفقاً لموقع التلفزيون المصري.