ما هو الرابط العجيب.. بين جدران المدارس والبيوت والمساجد والمتنزهات والملاعب وسائر جدران المنافع العامة، مثل الكهرباء والمياه والاتصالات وجدران الدوائر الحكومية والمؤسسات والشركات والورش والجسور والحوائط القريبة من متناول "بخاخات"المراهقين؟! لا تكاد تمر بجوار جدار مستكمل الشروط كالمساحة والموقع إلا وقد وصله نفث الأصباغ الملونة الطائرة بأنامل نجوم نشر الذكريات والبوح العاطفي والمتورطين في عمليات تصفية الحسابات والمنافسات المحمومة بين الخلطاء الشباب والباحثين عن موضع بصمة في المجتمع! غالباً لا تسلم حتى الجدران المحرومة من الطلاء..فأي جدار يتأخر إتمام بنائه أو تشطيبه..يدخل بلا واسطة ضمن القائمة!والأمر طبيعي لأن حساسية الشكوى وبث الذكريات لا تبقي ولا تذر! وكما هي أصباغهم الطائرة طائرة..فإن آثارهم طائرة..فهم لا يتركون لك فرصة لرؤيتهم، ولا أثر يقود إليهم، لذلك فأنت لا تدري متى مروا على الجدار مثلما أنك لم تدر عن زيارتهم للجدار السابق، حتى وإن كان جدار بيتك، فضلاً عن جدار جارك أو بقية الجدران، ولن يتركوا لك فرصة لتقف على لحظة الصفر لحركتهم القادمة، ولا أي الجدران سيحظى دون سواه من الجدران المنتظرة بال (بخة) التالية! وإن صادفت حالة من هذا السلوك الشاذ عند أحد حوائط مبكى البوح والأصباغ الملونة..فلن توقف ردة فعلك، المشكلة التي لا يحدد مصيرها بين الاندثار والاستمرار سوى الأدوار التربوية للبيت والمدرسة والمسجد والإعلام، فالظاهرة شهادة على واقع ما يجري من أدوار وراء تلك الأسوار حيث مطلب الدور التربوي المتزن القائم على الوعي والحكمة والرفق ولطف المعاملة!(وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)، فلنأخذ هذه الظواهر على أنها مؤشرات جديرة بأن تحملنا إلى معالجة أسباب المشكلات التي قطعاً ليست بتداعياتها الأخرى أهون من دخول جدران بيتي وبيتك وبيوت أحفادنا ضمن موسوعة الرابط العجيب! (عبد الله العتيبي)