وقفت أمام المجمع التجاري تنتظر زوجها وتنتظر. زوجها الكريم أرسل لها رسالة نصية يخبرها بوجوده في الخارج. كان بالطبع يكذب كعادته حيث اعتاد استخدام هذه الحيلة لكي يُجبر زوجته على الخروج وليجدها بانتظاره عند وصوله. ظلت تنتظر وتتطلع في الأشخاص من حولها. مر بجانبها رجل وامرأة وهما يضحكان وكان الرجل يحمل أكياس زوجته بنفسه والأخيرة تتحدث بفرح. أصابها الحزن لرؤية هذا الموقف وتمتمت بصدرها «يا كريم». اتصل بها زوجها ليخبرها بوصوله فتلفتت بحثاً عنه لتدرك كذبه مرة ثانية فأخبرته وهي تتأفف بضيق بوجودها أمام الباب مباشرة. أنهت الاتصال بغضب ومر بجانبها رجل وبصحبته فتاتان ومعهم أكواب قهوة من المقهى القريب والسعادة ظاهرة على وجوههم. تمتمت مرة أخرى بصدرها «يا كريم». وصل زوجها العزيز فركبت السيارة وهي تدفع بأغراضها بصعوبة إلى المقعد الخلفي ثم ألقت السلام عليه. نهرها بغضب وأشار بيده إلى سماعة البلوتوث في أذنه وأكمل محادثته وتمتمت لمرة ثالثة «يا كريم». وصلوا إلى بيت أهلها فاتصلت بصغارها للخروج ففعلوا وركبوا السيارة. أكمل الزوج القيادة والمكالمة الطويلة في آن واحد والزوجة لاهية في فك معارك الصغار المتكررة. وصلوا إلى بيتهم فنزل الجميع إلا الزوج فسألته باستغراب فضغط زراً في سماعته وقال لها باختصار بأنه سيذهب إلى الاستراحة كالعادة. أدركت أن أسطوانة الاستراحة اليومية تؤدي دائماً إلى جدل بيزنطي لا رابح فيه إلا زوجها فهزت رأسها بأسى وأغلقت باب السيارة وهي تتمتم «يا كريم». حضّرت العشاء لأطفالها الثلاثة وساعدت أكبرهم في واجبه والأصغر في الحفظ. عندما اقتربت الساعة من العاشرة ذهب الصغار إلى غرفتهم للنوم وتركوا أمهم وحيدة. تنفست الصعداء بعد يوم طويل روتيني لا جديد فيه إلا رؤيتها للعالم الخارجي متمثلاً في السوق لسويعات معدودة. تطلعت للساعة وأدركت اقتراب موعد صديقها وحبيبها كريم. فتحت التلفاز وجلست تتابع كريمها. كانت كالكثيرات غيرها تتمنى زوجاً كريماً فأعطاها القدر كريماً تتابعه لمدة 200 حلقة.