الفوزان : «نايس» احتاجت 18 شهراً لدراستها .. وأيّة فكرة جديدة مخاطرة

إن العديد من التجارب التجارية الناجحة حول العالم كان المحرك الرئيسي فيها قوة الإرادة والعلم والتجارب الخلاقة وهنا في المملكة انطلقت الكثير من الأفكار التجارية ولكن تميز بعضها بالفائدة الكبيرة والإضافة المتميزة للمجتمع ومنها مجموعة الفوزان ، والتي أطلقت قبل عشرة أعوام أحد أهم المشاريع في مجال بيع التجزئة وهو مشروع «اكسترا» والذي أصبح علامة تجارية متميزة على المستويين الوطني والإقليمي ، وها هي نفس المجموعة تطرق باب الابداع والافكار الخلاقة بإطلاق «نايس» هذا المشروع الذي سيكون اضافة لكافة الجوانب فهو مطلب للأسرة السعودية والعربية المقيمة في بلدنا الحبيب وجمع لأفكار وتجارب عالمية للاحتياجات المنزلية تحت سقف واحد ، ونافذة للعمل لأبناء الوطن الطموحين والمبدعين ، ففي هذه الاسطر القادمة سنحاور رئيس مجلس ادارة مجموعة الفوزان القابضة عبدالله الفوزان حول المشروع الجديد في سوق التجزئة السعودية «نايس».
كيف نشأت فكرة نايس؟
- الأفكار دائما وليدة الحاجة , ونحن في مجموعة الفوزان القابضة عندما نبحث عن أفكار جديدة فإننا نتلمس احتياجات العملاء ونقوم بدراسات موسعة للسوق وما يبحث عنه المستهلكون ولا يجدونه ونحرص كثيرا على المبادرة في تنفيذ الأفكار المميزة رغم المخاطر العالية التي قد تواجه الأفكار الجديدة على السوق , وإقدامنا على أي فكرة لا يأتي إلا بعد دراسات مستفيضة لواقع السوق وحاجات الناس.
فكرة «نايس» ولدت من كوننا درسنا حاجة السوق واكتشفنا أن هناك نقصا وحاجة لمثل الأفكار التي حملتها «نايس» والتي هي امتداد للفكرة الخلّاقة التي أنتجت شركة «اكسترا» , والتي حققت نمواً ونجاحاً فاق التوقعات ولله الحمد.
»نايس» تملك إدارة ذات خبرات كبيرة ومن المهم أن تكون لديها فروع كثيرة تديرها عطفاً على خبرتها ونشاطها
على ماذا تقوم الفكرة؟
- فكرة «نايس» ومن قبلها «اكسترا» تقوم على جمع منتجات متنوعة ضمن قطاع واحد, ومن أماكن وماركات مختلفة تحت سقف واحد مع تقديم خدمات إضافية للعميل وخدمات متميزة وجاذبة لما بعد البيع .
التحدي كان أكبر في تجربة «اكسترا» كونه تنقصنا الخبرة في مجال البيع بالتجزئة, ولكن مع خبرائنا استطعنا الوصول إلى دراسات أثبتت أن السوق والناس في حاجة لمثل هذه الأماكن من أجل الحصول على المنتجات الإلكترونية, ف»اكسترا» جمعت كل أنواع وماركات الأجهزة والإلكترونيات تحت سقف واحد, وحققت نجاحاً منقطع النظير – ولله الحمد – وخلقت سوقاً جديدة دخلها العديد من الشركات والكيانات وفتحت فرصاً وظيفية للكثير من الشباب السعودي حيث إنها من الأعمال الجاذبة للشباب نظراً للبيئة المثالية للعمل وهنا يكمن جمال الأفكار الخلاقة فهي تفيدك وتفيد المجتمع والسوق..
تجربة «نايس» جاءت على خطى نجاحات «اكسترا» ولكننا هذه المرة وبعد دراسات مستفيضة لواقع السوق وحاجات المستهلكين وجدنا أن قطاع الإكسسوارات والمستلزمات المنزلية ينتابه نوع من عدم الوضوح والترتيب, بحيث تجد تلك المنتجات موزعة في زوايا وأركان داخل المحلات الكبيرة أو أنها موجودة داخل محلات متخصصة في أنواع محددة , لذلك جاءت فكرة «نايس» التي جمعت كل أشكال وأنواع الإكسسوارات والمستلزمات المنزلية تحت سقف واحد, وقد قدمنا في فرعنا الأول الذي تم تدشينه في مدينة الخبر العديد من الأفكار وبالتأكيد أنها ستتطور مع أفكارنا التوسعية حيث نطمح أن تسير «نايس» على خطى «إكسترا» التي وصلت إلى كافة أنحاء المملكة وامتد نشاطها إلى دول خليجية, ونطمح أن نصل إلى العربية قريباً..
هل درستم واقع السوق ومدى تقبله لفكرة «نايس»؟
- كما ذكرت لك , أي فكرة جديدة تحمل نسبة من المخاطرة , وللحقيقة هذا يعطينا تحديا أكبر, لأننا على قناعه أن المخاطرة تقابلها ربحية بنفس المستوى، فإذا كانت المخاطرة متوسطة فالربحية تكون كذلك ،واذا كانت المخاطرة عالية تقابلها بإذن الله ربحية عالية , ولكننا حرصنا عند الاقدام على اطلاق نايس في السوق ان تكون بعد دراسات مستفيضة ومتأنية ..
فقد تفرغ خبراؤنا لمدة 18 شهرا من أجل دراسة نسبة نجاح «نايس» , وقاموا برحلات كثيرة على مستوى العالم من أجل حضور معارض متخصصة والاطلاع على التجارب المماثلة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية وتوصلنا أخيراً إلى أن الفكرة تحمل في طياتها الكثير من النجاح – بعد توفيق الله – بشرط أن تدخل بروحنا العربية بحيث تكون منظومة العمل والعرض والخدمات بحرفية عالية وتكون البضائع والمنتجات والخدمات من واقعنا المحلي والعربي وما يتقبله المستهلك المحلي ومستقبلا العربي..
«نايس» تجلب الإكسسوارات والمنتجات المنزلية من كافة أنحاء الشرق الأوسط وتحرص على تنوعها من كل الدول, فلدينا منتجات من المغرب وتركيا ومصر ودول اخرى في المنطقة, كلها مطلوبة لدى المستهلك المحلي وهي ربما موجودة في الاسواق في أماكن متفرقة , ولكننا في «نايس» نجمعها تحت سقف واحد وبأسعار مناسبة.
ماهي أنواع البضائع الموجودة داخل «نايس»؟
- «نايس» تخصصت في إكسسوارات 5 أنواع مما يحتاجه المنزل وهي المطبخ وغرفة النوم وطاولة الطعام والصالون العائلي ودورات المياه, فهي تقدم تشكيلة متنوعة من دول متعددة كلها تدور في إطار هذه الأنواع الخمسة والتي أثبتت دراساتنا أنها الأكثر طلباً من قبل المستهلكين, وقدمناها بطريقه مبهرة في العرض بحيث تفتح الخيال للزبون من أجل اختيار ما يتناسب مع ديكورات وتفاصيل منزله، وكان من التحديات التي فكرنا فيها من البداية أن نقدم أمراً اضافيا وجاذبا وكانت الفكرة أن تكون بمشاركة زوار ومرتادي وعملاء « نايس» فهناك افكار خلاقة وجديدة مثل التدريب للسيدات وتقديم خدمات خاصة لهن, وكذلك المشاركة في خدمة العرسان الجدد عبر خدمة فريدة وجديدة، وسنستمر في تطوير هذه الافكار بمشاركة عملائنا باستمرار.
وماذا عن الأسعار ؟ وأي فئات المجتمع تستهدفون؟
- نحن نستهدف الطبقة المتوسطة التي تشكل غالبية المجتمع ولدينا أيضا مايناسب الطبقات الأخرى ولكن تركيزنا يستهدف تلك الطبقة, لذلك كانت الأسعار متنوعة وحرصنا على وجود العديد من العروض والفرص لاقتناص أثمن الأشياء بأقل الأسعار.
ماهي الخدمات الأخرى التي تقدمها «نايس»؟
- حرصنا على اختيار انواع من الخدمات المميزة من بين العديد من الأفكار التي جمعناها عبر دراساتنا, فهناك داخل مبنى «نايس» سيجد المتسوق أو ربة المنزل العديد من الخدمات المميزة في انتظاره ,منها « نايس أكاديمي» وهو مركز تدريب مصغر فكرته جميلة يقدم دورات في الطبخ وترتيب المنزل , دورات قصيرة ولكنها جدا مهمة لربة المنزل وهناك «نايس كافيه» وهو مكان للتجمع والاستراحة تقضي فيه وقتاً ممتع أثناء التسوق , كما يوجد صالون للعناية بالأظافر وركن للهدايا يساعد الزبون على اختيار الهدية المناسبة , إضافة إلى فكرة جميلة هي بمسمى سجل هدايا الزفاف , بحيث ينظم هدايا الزفاف ويوثق متطلبات العرسان ويكون حلقة وصل مع من يرغبون الإهداء لهم بحيث لا يصل قدر الإمكان إلى العروسين من الهدايا سوى مايحتاجونه بالفعل , كلها خدمات جميلة ومبتكرة، وضمن بيئة تسوق أسرية مثالية .
كما أن «نايس» تصدر مجلة جميلة تعرض منتجاتنا بالأسعار بحيث يدرس الزبون ويتأمل ما يحتاجه في أي وقت وفي أي مكان, إضافة إلى موقع إلكتروني جميل يقدم خدمات متميزة للزائرين , كما تقدم «ناس» بطاقة عضوية لزبائنها تتيح لهم جمع نقاط والحصول على مكافآت وامتيازات وحسومات.
ما الهدف من إنشاء أكاديمية تدريب داخل محل تسوق؟
- الهدف يأتي ضمن حرصنا على التميز وتقديم الجديد , ونحن في المجموعة ككل من خلال نهجنا نسعى دائماً الى رفع ثقافة المجتمع , سواء من خلال نشاطات «الفوزان لخدمة المجتمع» أو من خلال التدريب والتطوير, في «نايس» حرصنا على المساهمة في رفع ذوق سيدات المجتمع , وتطوير بيئة الحياه إلى الأفضل ، وتقديم تجارب الخبراء والمتخصصين بشكل متاح لربة الأسرة في مجتمعنا.
18 شهراً ما بين بدء دراسات «نايس» وتدشين أول فرع .. أليست فتره قصيره؟
- بالفعل هي فترة قصيره ولكنها حملت جهوداً جبارة من فرق العمل , ولكننا –بفضل الله- استطعنا تكوين فريق عمل مميز للغاية ساهم في إنجاز المهمة في وقت قصير.
فريق عمل «نايس» مزيج من الخبرات العالمية والمواهب المحلية , وبين فريق العمل مهندسات سعوديات مميزات ساهمن في جزء كبير من العمل , فكان لهن دور في الشراء واختيارالأذواق , خاصه أن «نايس» يستهدف سيدات المجتمع , لذلك كان لابد من اختيار ما يناسبهن من ذوق في التقديم وطرق العرض والمنتجات عبر ذوق مهندساتنا المتميزات.
وكما تعلم فإننا ولله الحمد ايضاً جعلنا «نايس» متاحا لكافة ابناء مجتمعنا ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصة من حيث سهولة الحركة وحرية الانتقال والاختيار والتسوق بكل يسر.
عبدالله الفوزان بناء كيان تجاري جديد وتقديمه إلى السوق ..أليس عملية معقدة؟
- بالفعل هي كذلك , فمن السهل أن تأتي بشركة وماركة عالمية وبطاقمها وفريق عملها وهويتها وتقول أنا وكيل لكم في السعودية, لكن من الصعب جداً أن تبني كيانا تجاريا جديدا بكل تفاصيله وتقدمه إلى السوق , نحن رسمنا توجه «نايس» واخترنا ما يناسب عملاءنا الكرام من بضائع وتركنا التصميم لشركات عالمية قامت بدراسات للسوق وقدمت لنا مقترحات اخترنا منها هوية «نايس» وطريقة عملها ومنهجيتها ، وهذا ما انا مؤمن به بأن الانجاز: أن تصنع تجربة نجاح من البداية لا أن تكرر تجارب الآخرين.
ما الخطط المستقبلية ل«نايس»؟
- لدينا خلال الثلاثة أعوام المقبلة خطة طموحة لافتتاح 16 فرعاً في كافة أنحاء المملكة, وسنستمر في سياسة الانتشار حتى نكون قريبين من عملائنا في كافة المناطق, كما خطت «اكسترا» في طريق الانتشار.
أليس افتتاح 16 فرعاً خلال ثلاثة أعوام كثيراً نوعاً ما؟
- ليست كثيرة , ففي تجربة «إكسترا» وصلنا إلى مستوى أنه بمجرد حصولها على الموقع يتم افتتاح الفرع خلال 120 يوماً , فعملية الاستنساخ للكيانات التجارية سهلة, وهو نتاج قوة الإدارة والخبرة المتراكمة وتلافي الأخطاء والبحث عن طرق جديدة في العمل , فالعملية صعبة في التأسيس وتدشين الفرع الأول لكن عملية الاستنساخ سهل متى ما وجد الموقع المناسب.
و»نايس» تملك إدارة ذات خبرات كبيرة ومن المهم أن تكون لديها فروع كثيرة تديرها عطفاً على خبرتها ونشاطها, والانتشار فيه تحديات لكن دائماً ما أقول لفريق العمل إن الإمكانيات متوافرة والخبرة موجودة ولا شيء يمنع من الإقدام على التوسع والانتشار, ونطمح أن تصل «نايس» مستقبلا إلى دول خليجية عربية بعد اكتمال منظومتها داخل المملكة.
كم حجم الاستثمار في «نايس»؟ وهل لديها أصول؟
- حجم الاستثمار 100 مليون ريال وفرعها الأول تمتلك فيه الموقع وهو موقع مميز في الخبر وتسعى الإدارة الآن إلى إنشاء مبنى الإدارة الذي ستصل طوابقه إلى 12 طابقاً.
هل هناك نوايا للتقدم على طلب الموافقة لإدراج «نايس» في سوق الأسهم السعودية كما حدث مع «اكسترا»؟
- أنا مع الإدراج وجعل الناس شركاء في النجاح , وأرى إدراج أي شركة وجعلها مساهمة عامة هو طريق لديمومة الشركة واستمراريتها , ولكن الإدراج يجب أن يأتي من قناعة أن هذا الشركة ستكون مفيدة للناس وللمساهمين , لذلك لا أفضل إدراج الشركة وهي في طور التأسيس والانطلاق لارتفاع نسبة المخاطرة. وكذلك لا أفضل إدراجها بعد أن تصبح شركة هرمة وتبدأ أرباحها تقل .. أفضل الإدراج في بداية مراحل النمو وجني الأرباح ولابد أن تكون لدي قناعة داخلية أن الشركة ستحقق بعد توفيق الله نسب نمو لا تقل عن 15 بالمائة ولمدة ثلاث سنوات على الأقل, ونحن نحرص على سمعة المجموعة كثيراً ولا نضع اسمها إلا على أشياء واضحة.
كيف ترى النمو في قطاع التجزئة بالمملكة ؟
- في تقرير للجزيرة كابيتال يذكر أن قطاع التجزئة بالمملكة سيحقق نمو مبيعات سنوية 3.8 بالمائة سنوياً وهي نسبة جاذبة , وهناك دعائم كثيرة لنمو القطاع منها حجم الفئة الشابة العالي بالمملكة , وكذلك حجم قطاع التجزئة السعودي الذي يمثل 42 بالمائة من حجم قطاع التجزئة في الخليج.