ما بين الهدوء الحذر والاشتباكات المتقطعة من وقت إلى آخر، تجددت الاشتباكات بين عشرات المجهولين وشباب الأقباط أمام الباب الرئيسي للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في الساعات الأولى من صباح امس، بعد إطلاق الخرطوش وكرات اللهب باتجاه الكنيسة. والتي اندلعت المصادمات أمامها بعد هجوم شنه مجهولون مستخدمين الحجارة وزجاجات المولوتوف وطلقات الخرطوش ضد مشيعي أربعة قتلى سقطوا في أعمال عنف طائفية الجمعة الماضية في منطقة الخصوص بالقليوبية، وأدت الأحداث إلى وقوع 89 مصابا، بالإضافة إلى حالتي وفاة، وذلك بحسب الدكتور خالد الخطيب، رئيس الرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة.. فيما أعلن عن حالة ثالثة صباح الاثنين. اتهامات متبادلة وفي الوقت الذي استنكرت المعارضة أحداث «الكاتدرائية»، وقالت: إن وزارة الداخلية لا تتحرك إلا من أجل الدفاع عن مقرات الاخوان، ألقت القوى الإسلامية الاتهامات ل»الطرف الثالث» قائلة: إن الأحداث التي شهدها محيط الكاتدرائية المرقصية بالعباسية مدبرة من أجل إشعال الفتنة بالمجتمع محذرين من تصاعد الأحداث لما سيترتب عليه من نتائج سلبية. وبالرغم ان جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بيانا حذرت فيه من إثارة الفتن في المجتمع، بعد وقوع الأحداث الطائفية في مدينة الخصوص في محافظة القليوبية وسقوط قتلى وجرحى من المسلمن والمسيحيين، وبعض الأحداث المؤسفة التي لا تزال قائمة في العباسية. بحسب بيان. من جانبه قال القيادي ب «الإنقاذ» عمرو موسى ل(اليوم): إن الأحداث المروعة التي حدثت أمام الكاتدرائية بمثابة «مأساة مؤسفة». مضيفاً: إن كل ما يحدث يبرز فشل المجتمع والدولة في التعامل مع قضايا المواطنين وتأمين حياتهم. وأضافت الجماعة :« تأكد أن التحذير كان في محله وأن هناك عقولا مدبرة تحرص على إثارة الفتن كل يوم حتى لا تهدأ البلاد ولا تستقر، لا سيما إذا أضفنا إليها ما حدث ليلة أمس من محاولة اقتحام دار القضاء العالي بالقاهرة وأحداث الإسكندرية والمحلة والمنصورة». ولم تشفع زيارة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، إلى مكان الاشتباكات بالعباسية الليلة قبل الماضية في تهدئة الأوضاع الملتهبة، بل منع الأهالي الوزير من دخول الكاتدرائية، واستقبل الشباب القبطي وأهالي العباسية الوزير بالهتافات المنددة بوزارة الداخلية وجماعة الإخوان وطالبوا بإقالته وقالوا: «يسقط وزير الداخلية» و«الداخلية بلطجية»، و«يسقط حكم المرشد». تواطؤ أم تباطؤ؟ من جانبه قال القيادي ب»الإنقاذ» عمرو موسى ل(اليوم): إن الأحداث المروعة التي حدثت أمام الكاتدرائية بمثابة «مأساة مؤسفة». مضيفاً: إن كل ما يحدث يبرز فشل المجتمع والدولة في التعامل مع قضايا المواطنين وتأمين حياتهم. وأضاف موسى: إن الأمر يحتاج إلى وقفة جادة فلا يمكن أن تتعرض مصر لمأساة اقتصادية واجتماعية في نفس الوقت، محذراً أن تتحول مصر إلى دولة فاشلة. متسائلاً «أين أنت يا حكومة؟ ألا تستطيعين حماية المواطنين؟» أما الكاتب الصحفي، لويس جريس، فقال: إن وزارة الداخلية يجب أن تتحمل الحادث، مضيفاً ان القيادة السياسية إذا لم تستطع السيطرة على مجريات الأمور فإن عليها الرحيل فوراً. وأضاف لويس في تصريح خاص ل(اليوم): إن القيادة الأمنية الحالية لا تستطيع ضبط الشارع بل وتساعده على الارتباك – على حد تعبيره. وأشار لويس أن عدم تطبيق العدالة واحترام القانون يزيد اشعال الفتن والمشاكل الاجتماعية داخل البلاد مطالباً الرئيس مرسي – الذى وعد باحترام القانون – ان يطبق القانون على المجتمع مسيحيه ومسلميه، متسائلاً «إذا كان الجميع يعرف أن المجهولون بلطجية ..لماذا لم تقم الداخلية بإلقاء القبض عليهم؟» وتخوف لويس أن يكون هناك مخططات لتمرير احداث على غرار حادثة كنيسة القديسين الذي تورطت اجهزة الامن بها لتمرير مخططات النظام الحاكم. وفي ذات السياق شن نجيب جبرائيل، مستشار الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، هجوما حاداًعلى مؤسسة الرئاسة لأنها «المتسبب الأول في الاحداث» خصوصا وان الرئيس مرسي، لم يعالج الامور من بدايتها ولم يعط أوامره لوزير داخليته لاحتواء الأزمة، حيث تم محاصرة الأقباط داخل الكاتدرائية بالعباسية وتم إطلاق النار عليهم، قائلا: «إن الأقباط يدفعون فاتورة كبيرة في مصر» وذلك لتدعيمهم لشيخ الأزهر. وذلك بحسب تعبيره. وحمل جبرائيل وزارة الداخلية المسئولية الجنائية الكاملة عن الأحداث التي شهدتها مدينة الخصوص والكاتدرائية، لأنه لم يتم ارسال اي تعزيزات أمنية لحماية مقرات الأقباط ، فضلا عن الاعتداء على جثامين الضحايا أثناء تشيعهم، وتابع جبرائيل: إن لم يبق لأقباط مصر الا المجتمع الدولي كي يستطيعوا الحصول على حقوقهم التي سلبها الاخوان منهم. وواصل جبرائيل هجومه على الرئاسة قائلاً: إنه في حين تم تأمين مقر الارشاد بالمقطم باعتباره حصنا حصينا لهم، لم يتم تأمين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية على الرغم من أنها أكبر رمز سياحي في الشرق الأوسط، لذلك طلبنا تأمين الجيش لها باعتباره الملاذ الاخير، لتأمين المنشآت الحيوية وذلك بسبب انصراف الداخلية، موجهاً رسالة الى الرئيس مرسي قائلا: عليك ان تستقيل فورا لانك اخطأت في شئون البلاد والعباد، كما خاطب وزير الداخلية «مبروك لانك اصبحت بوليسا سياسيا وعليك أن تربي لحيتك حتى تشبه الإخوان تماما». تكثيف امني وبينما قام الأمن بإغلاق كافة الشوارع الجانبية المواجهة لمبنى الكاتدرائية في شارع رمسيس بعد يوم واحد من وقوع الحادث، أدانت جبهة الإنقاذ الوطني الاشتباكات التي اندلعت في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بين أقباط ومجهولين، والتي وصفها شهود عيان بالمدبرة بغرض إشعال فتنة طائفية فى البلاد، وحملت الجبهة في بيان عاجل لها أصدرته أمس، نظام حكم الإخوان، والرئيس محمد مرسى ووزارة الداخلية المسئولية عما وقع من اشتباكات وإصابات، لاسيما مع ما ذكره شهود عيان بالمنطقة عن تواطؤ من جانب الشرطة على حد قولها. وطالبت جبهة الإنقاذ بتحقيق مستقل وشفاف للوقوف على المحرضين والفاعلين الحقيقيين وراء هذه الاشتباكات، مع ما رصده العديد من المصريين من وجود أشخاص بمناطق متفرقة وسط القاهرة يحاولون إشعال الفتنة. محاولة إفشال على صعيد آخر، اكد مصدر قضائى مطلع من داخل المكتب الفني للنائب العام المستشار طلعت عبدالله ان النيابة العامة تلقت تقرير ال24ساعة الاولى عن الاحداث، واوضح ان الداخلية ارسلت تقريرا اوليا عن الاحداث التي تسببت في وقوع اشتباكات بمحيط «الكاتدرائية» بالامس والذي احتوى على مجموعة من الفيديوهات التي تم الحصول عليها لبعض المأجورين من البلطجية الذين تسببوا في اشعال الفتنة بالامس. واشار الى ان الداخلية ارسلت في تقريرها ان الاحداث جاءت نتيجة محاولة بعض الاشخاص افشال المصالحة التي كان يسعى شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب لانجاحها فيما يعرف باسم «البيت الكبير « وقال: إن هؤلاء الاشخاص سعوا الى اشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين تحت شعار الثأر ونجحوا في ذلك.