تحتاج الحوادث المأساوية وذات الأبعاد الإنسانية إلى عمل نفسي واجتماعي مضاعف تجاه الضحايا لأن التأثير النفسي يكون عميقًا ويعرّضهم لمخاطر الانهيار والتفكير المستمر في الصورة السلبية للحادثة وبالتالي تعطيل قدراتهم في التفكير الصحيح ومواصلة حياتهم بصورةٍ طبيعية، وذلك طبيعي ويحدث في كل العالم لأن النفس في الأصل ضعيفة وقد يهولها ما تمرّ به من تجارب سلبية قد تقترب من الموت وهناك أصحاب قلوبٍ ضعيفة وصغار يكون الحادث أكبر من إدراكهم وقوة تحمّلهم ولكي يتعافوا نفسيًّا وذهنيًا فإن ذلك بحاجة الى متابعة علمية لتأهيلهم عقب الحادث. في الحادثة المأساوية بعرس عين دار بلغ عدد الطلاب الذين فقدوا أقارب لهم من الدرجة الأولى 100 طالب، وهم تلقائيًّا ضحايا غير مباشرين للحادثة ومؤكد أن ينهاروا لفقد أقاربهم، ودون مواساة فإنهم سيغلقون ذواتهم وتفكيرهم على من فقدوهم، ولذلك تبرز الحاجة للجهد النفسي والعلمي للعبور بهم من ضيق المأساة الى رحاب الحياة التي توجد فيها مثل هذه الابتلاءات والصعوبات ومواصلتها دون الدعم حين تبادر إمارة المنطقة إلى تكوين هذا الفريق فإن ذلك يشكّل دعمًا قويًا له، ويمكن أن يظل في حالة عمل مستمرة من خلال تنظيم الفعاليات الإرشادية والتوجيهية، وتقديم الدراسات والأبحاث عن المتغيّرات السلوكية والاجتماعية ورصدها وتقويم النتائج وتقييمها وتهيئة المجتمع والفرد للمستقبل بوعي سلوكي متطوّر يحقق كثيرًا من المكاسب على الصعيد الاجتماعي، القوي من أقارب الدرجة الأولى، وحسنًا فعل مكتب التربية والتعليم ببقيق بمتابعتهم لإخضاعهم لبرامج تربوية لتحسين مستوى نفسياتهم بعد فقدانهم ذويهم في الحادث. وقد تمّ تشكيل فريق إرشادي فور العودة للمدارس بعد إجازة عيد الأضحى المبارك من أجل إعداد خطة تربوية متكاملةٍ تهدف الى إخراج الطلاب الذين فقدوا أقارب لهم من الدرجة الأولى من الوضع الذي يعيشونه، ونفذ فريق العمل الإرشادي مقابلات إرشادية للطلاب المتضررين تمهيدًا لدراسة حالة كلِّ طالب فرديًّا، كما قام الفريق بعمل جلساتٍ جماعيةٍ للطلاب (إرشاد جمعي) بالإضافة إلى تقديم دوراتٍ تدريبيةٍ في مهارات التخلُّص من الضغوط للطلاب المتضررين وتقديم برنامج ديني لجميع الطلاب من قِبَل معلمي التربية الإسلامية بالتنسيق مع مشرف التوعية الإسلامية بالمكتب. وفي تقديري أنه يمكن أن تتسع دائرة المتابعة النفسية لتبادر إمارة المنطقة الشرقية بتخصيص فريق طوارئ نفسي واجتماعي مؤهّل يتبع لها مباشرة أو لأحد مراكز التنمية الاجتماعية، بحيث يتكوّن من خبراء وأكاديميين في علم النفس التربوي والتربية السلوكية والعلاجية ويكونون على استعدادٍ للتعامل مع أي حوادث اجتماعية في إطارها الفردي أو الجماعي، لا قدر الله، ولكنها تحدث باعتبارها من أقدار الله التي يجب أن نستوعبها في إطارها الديني والاجتماعي والنفسي، فواقع العصر يتطلب مثل هذا العمل حتى تكون للمجتمع أدواته وأجهزته التي تواكب كل المجريات وتتحسب لها. وحين تبادر إمارة المنطقة إلى تكوين هذا الفريق فإن ذلك يشكّل دعمًا قويًا له، ويمكن أن يظل في حالة عمل مستمرة من خلال تنظيم الفعاليات الإرشادية والتوجيهية وتقديم الدراسات والأبحاث عن المتغيّرات السلوكية والاجتماعية ورصدها وتقويم النتائج وتقييمها وتهيئة المجتمع والفرد للمستقبل بوعي سلوكي متطوّر يحقق كثيرًا من المكاسب على الصعيد الاجتماعي، ولذلك نأمل أن نتعامل مع الأحداث والحوادث بفهم علمي واستراتيجي يتحسب لكل صغيرة وكبيرة ولا نتعامل مع الأمور بوقتها فقط وإنما بمنهج وجهد منظم ومعدّ له مسبقًا على نحو ما أشرت له فيما سبق. maaasmaaas @ : twitter