تشهد مدارس عين دار الجديدة، غياباً كبيراً من جانب الطلاب والطالبات، بعد حادثة الصعق، التي وقعت الأسبوع الماضي. وبلغت نسبة الغياب في اليوم الثاني بعد استئناف الدراسة 40 في المئة. فيما لا تزال آثار الحادثة باقية في نفوس الطلاب، الذين يرفضون الذهاب إلى مدارسهم، حزناً وألماً على فراق ذويهم. ويستعد مكتبا التربية والتعليم (بنين وبنات)، لإطلاق حزمة من البرامج التربوية، التي تستهدف أكثر من 250 طالباً وطالبة، فقدوا أقارب من الدرجة الأولى في الحادثة، لإخراجهم من الأجواء النفسية التي يعيشونها، وبخاصة الطالبات، اللاتي يعشن جواً مليئاً بالأحزان على فراق صديقاتهن وقريباتهن في المدرسة. وأسفرت الحادثة عن وفاة 5 طالبات، يدرسن في المراحل الدراسية الثلاث. وأوضح مدير مكتب التربية والتعليم معاذ الجعفري ل «الحياة»، أن هناك «تعاوناً بين المكتبين، لعمل برامج تربوية متوافقة في المضمون، تهدف لإخراج الطلاب والطالبات وأسرهم من الأجواء الصعبة التي يعيشونها هذه الأيام»، لافتاً إلى أنه تم تشكيل «لجنة مكونة من مديري مدارس عين دار الجديدة، ومرشدين طلابيين، عقدت اجتماعاً اليوم (أمس الأحد) في متوسطة عين دار الجديدة، لمناقشة البرنامج الذي سيقدم للطلاب، والذي يتضمن جلسات إرشادية، وتصميم برنامج يساعد على تحسين الصحة النفسية لدى الطلاب المتضررين بشكل خاص، إضافة إلى تقديم دورات تدريبية في مهارات التخلص من الضغوط النفسية، وكذلك سيتم العمل على تقديم البرامج الدينية من قبل معلمي التربية الإسلامية في المدارس». وأضاف الجعفري، أن «اللجنة أكدت أهمية مشاركة اختصاصي نفسي مع الفريق، لدراسة الآثار النفسية التي تعرض لها الطلاب، إثر الحادثة. وتم الاتفاق على ترشيح عبد الرحمن آل عائض، للانضمام إلى الفريق. كما ستعقد اللجنة اجتماعات دورية لتقويم البرامج الإرشادية المقدمة إلى الطلاب، وتطويرها بما يتناسب مع حالاتهم». وأكد أيضاً أهمية تواصل أولياء الأمور مع اللجنة، في حال ملاحظة أي تغييرات سلوكية لدى أبنائهم، حتى تقوم اللجنة بدراسة الحالة، وعلاج تلك الآثار». وذكر أنه تم التواصل مع مكتب التربية للبنات، لعرض جميع ما توصلت له اللجنة، والتوافق معها على ترتيب البرامج، التي توقع أن يكون لها «الأثر الكبير في تغيير نفسيات الطلاب». بدورها، أكدت مديرة مكتب التربية والتعليم للبنات هدى الدعيج، أن العمل سيكون بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم للبنين، «لتوحيد العمل والوصول إلى النتائج المرجوة، بالشكل الذي نسعى لتحقيقه، وهو إخراج الطالبات من الأجواء النفسية الحزينة التي يعشنها هذه الأيام».