أكد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن"المعركة مستمرة حتى تحرير كامل أراضي السودان"، مشددًا على أن الجيش يخوض حالياً"معركة حقيقية من أجل استقرار البلاد"، في ظل أوضاع أمنية وإنسانية متدهورة تعصف بعدة مناطق على رأسها الخرطوم والفاشر والأبيض. جاءت تصريحات البرهان خلال زيارة غير معلنة إلى مقر وزارة الداخلية في الخرطوم، حيث شدد على ضرورة ضبط حمل السلاح داخل العاصمة، وأكد أن المؤسسة العسكرية لن تتدخل في تشكيل الحكومة المدنية المقبلة، في محاولة لطمأنة الداخل والخارج بشأن مستقبل الحكم في البلاد. في المقابل، حذرت الأممالمتحدة مجدداً من التدهور الإنساني الخطير الذي يعانيه المدنيون في الخرطوم ودارفور، لاسيما في مدينة الفاشر المحاصرة منذ مايو 2024 من قبل قوات الدعم السريع. وأشارت تقارير أممية إلى أن آلاف العائلات تواجه خطر المجاعة، بينما وصل سوء التغذية الحاد إلى مستويات مقلقة بين الأطفال، حيث يعاني نحو 40% من أطفال السودان دون سن الخامسة من سوء تغذية، منهم 11% في حالة حرجة. كما أكدت بيانات محلية وأممية تفشي وباء الكوليرا داخل مخيمات النازحين، حيث ارتفع عدد الوفيات إلى 197 حالة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وصعوبات شديدة في إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى المناطق المتضررة. وفي ولاية شمال كردفان، شهدت مدينة الأبيض فجر أمس (الأربعاء)، قصفًا مدفعيًا عشوائيًا نفذته قوات الدعم السريع من الاتجاه الشمالي للمدينة، مستهدفة أحياء سكنية دون تسجيل إصابات بشرية. وقال مصدر عسكري إن الجيش يعمل على تعزيز مواقعه وتوسيع نطاق التأمين حول المدينة، مشيرًا إلى استمرار عمليات التمشيط الميداني غرب الأبيض باتجاه منطقة أب قعود، على بعد 40 كيلومتراً. أما في مدينة النهود بغرب كردفان، فقد أفادت تقارير حقوقية بأن قوات الدعم السريع أقدمت على تصفية 27 معتقلاً بعد فشل ذويهم في دفع "فدية" مقابل الإفراج عنهم، في جريمة أثارت موجة استنكار واسعة وسط السكان والجهات الحقوقية.