[صيف الوطن] لنكن واقعيين: هل تتوقع أنه يوجد أحد في العالم يترك سهول سويسرا وريف انجلترا ومنتزهات ماليزيا ليأتي إلينا من أجل أن يتمتع بصيفنا الجميل متنقلاً بين المهرجانات والمناطق بسيارات المشاوير لأنه لم يجد حجوزات على الخطوط السعودية؟ وهل تتوقع أن أحداً مقتنع بالسفر للخارج ويملك المال سيرضى بالجلوس بين ظهرانينا؟ أحب بلادي وأعشق كل جزء فيها، ولكن هناك أشياء تصدق وأشياء عيب أن نتكلم بها أو أن نعلنها حتى ولو وقعت فكيف وهي لم تقع؟ لذلك يجب أن يتساءل القائمون على السياحة وهم الذين اجتهدوا وأعلنوا -وبتعاون أكثر من جهة- عن 27 مهرجاناً هذا الصيف تشمل أكثر من 200 فعالية متنوعة في جميع أرجاء المملكة، على من نراهن؟! ومن هي الفئة المستهدفة ببرامجنا؟! يجب أن يتساءل القائمون على السياحة وهم الذين اجتهدوا وأعلنوا -وبتعاون أكثر من جهة- عن 27 مهرجاناً هذا الصيف تشمل أكثر من 200 فعالية متنوعة في جميع أرجاء المملكة، على من نراهن؟! ومن هي الفئة المستهدفة ببرامجنا؟! من وجهة نظري السياحية (المبنية على خمس سفرات أشغلت الناس بها) أنه لن يبقى في الوطن خلال الصيف إلا أحد اثنين: الأول: من منعه من السفر تحرج شرعي، فهو لا يريد السفر للخارج حفاظاً على دينه ودين أبنائه، ويريد أن يبقى في بلده بلد التوحيد والاسلام يستمع إلى صوت المؤذن في اليوم خمس مرات. والثاني: مواطن لا يستطيع أن يتحمل تكاليف السفر إلى الخارج لأن وضعه الاقتصادي لا يسمح، ولمن لا يعلم فهناك عائلات سعودية أصل ومنشأ تعيش على الضمان الاجتماعي أو برواتب شهرية تعادل يومية بعضنا ولا يعرفون أن هناك شيئا اسمه طائرات خاصة. لذلك حتى يكون صيف الشرقية أحلى وهي التي أعلنت عن 20 مهرجاناً في محافظة القطيف وحدها 13 مهرجانا، وحتى يكون صيف عسير أبهى، وحتى (أديها جدة يا غالي)، ولكي يكون صيف حائل (يليق بضيفنا) وصيف (بريدة وناسة) وحتى يقول زائرو الشمال (يا زين عرعر)، يجب أن تكون هذه المهرجانات مناسبة للفئتين اللتين ستستفيدان من هذه المهرجانات وستحرّك برامجها وذلك بالتالي: - البعد عن المخالفات الشرعية التي تستفز الناس وتصرفهم عن حضور مثل هذه المهرجانات. - مناسبة الأسعار وعدم المبالغة في ذلك، فالاستمتاع بالصيف لا يصح أن يكون حكراً على أناس معينين. - تكاتف الجهات الأمنية من رجال أمن وهيئة للوقوف أمام بعض التصرفات غير اللائقة التي يقوم بها البعض. وإجازة سعيدة للجميع.