«ان مجرد التفكير في اقتصار المهرجان على فرق المنطقة الشرقية هو ارتداد غير مقبول».. هكذا أكد جمع من المثقفين والمسرحيين والفنانين خلال ندوة تقييم لفعاليات مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة الذي اختتم فعالياته قبل عشرة أيام تقريبا، في جمعية الثقافة والفنون في الدمام وفي ندوة أدارها مدير فرع الجمعية عيد عبدالله الناصر اتصفت بالصراحة والشفافية طرحت عشرة محاور غطت الكثير من جوانب المهرجان بغرض تطوير فعالياته المستقبلية. كان من بين المتحدثين الدكتور مبارك الخالدي، رئيس لجنة تحكيم المهرجان لهذا العام، أوضح أنه من المهم استمرار مشاركة الفرق من كافة مدن ومناطق الوطن للتأكيد على ترابط الحراك المسرحي في الوطن، ولمساهمة هذه الفرق في رفع مستوى المهرجان وإذكاء روح المنافسة بين المسرحيين وهو ما يؤدي به الى الارتقاء الى مستوى المهرجانات الإقليمية والعربية، مضيفا الخالدي أنه لو انحصرت المشاركة لفرق المنطقة فقط فسيؤدي الى إقامة جدران عازلة حول التجارب المسرحية المتنوعة، فلا إثراء متبادل ولا تلاقح ولا تبادل للخبرات، داعيا الخالدي الى الاستمرار في استقبال عروض من خارج المنطقة وهو بمثابة فتح ابواب ونوافذ اضافية ليدخل الاكسجين الى الفضاء المسرحي في المنطقة. الناقد أحمد سماحة اقترح أن تكون الندوات التطبيقية أكثر تنظيما بمشاركة أكثر من ناقد وان لا يشارك فيها احد من فريق العمل المسرحي على منصة الحوار ولكن يكون مع الجمهور ويكون لهم فرصة الرد والتعليق، مضيفا سماحة أن تكون الندوات خارج المسرح، وتكون بعد انتهاء العمل المسرحي مباشرة، وأن يؤخذ بعين الاعتبار آراء المشاركين في الندوات من النقاد ضمن تقييم لجنة التحكيم بنسبة معينة. المسرحي زكي الدبيس، قام بسؤال أكثر من ثمانين من الفنانين على مستوى المملكة وكانت النتيجة تأكيد 90% منهم على أن تكون الجوائز مالية لأسباب كثيرة منها تحفيز الطاقات والكوادر التي تعمل بجهد وتضحية، دعم وتطوير أدوات الفرق المسرحية، تغطية مصاريف العمل المسرحي التي تدفع من حسابات المشاركين، بالإضافة الى أن الجوائز لا تكفي بل تحتاج الى الزيادة. ومن المداخلات التي لقيت قبولا ما طرح بخصوص تقسيم مبلغ الدعم الى نصفين، نصف للجوائز والنصف الآخر يوزع بين الفرق المشاركة بالتساوي كدعم لها لتغطية بعض مصاريفها. القاص فاضل عمران تحدث عن مسابقة التصوير المسرحي المصاحبة للمهرجان مشيرا الى أهمية استمرارها لما لها من جوانب ايجابية كونها صورا احترافية عالية النوعية أكثر مما يأخذه الصحفيون، وهي توفر ارشيفا صوريا مهما للمستقبل، ودعم وتشجيع للمصورين في المنطقة، فيما عرّج المسرحي حسين ال عبدالمحسن على النشرة اليومية «كواليس» مشيرا الى أن التصميم والكاريكاتير استوليا على مساحة كبيرة ومن وجهة نظره تمنى أن تستغل صفحة الغلاف بنشر محتوى أكثر وأن تفرد مساحة للتعرف على المبدعين من ممثلين ومخرجين. واقترح بعض المشاركين تشكيل لجنة قبل بداية المهرجان لوضع تصور لشكل ومضمون هذه النشرة لأن هذه النشرة «ستكون ذاكرة المهرجان للمستقبل». المسرحي عبدالباقي البخيت رأى أن يكون افتتاح المهرجان عبارة عن مسرحية محلية أبطالها نخبة من الممثلين المبدعين من الرعيل الأول ممن لهم ضوء إعلامي مع استقطاب جهاز فني متكامل ومخرج معروف، أو عمل مسرحية خليجية أبطالها الستة من مجلس التعاون الخليجي، ومن المهم اختصار الثرثرة الكلامية وإبدالها بالفعل، فالمتلقي لا يريد كلمات ومقدمات وشروحات. الفنان عبدالله الجفال قال إن لجنة التحكيم يفترض أن تشتمل على متخصص في الأدب العربي والأدب الإنجليزي، ومتخصص في السينوغرافيا ومتخصص في الموسيقى بالإضافة الى متخصص في التمثيل. وكان رأي بعض الحضور أن هذا الطرح مثالي جدا، ولكن ما هو معروف بأن كل مخرج مسرحي يجب أن يلم بمفاهيم السينوغرافيا وكذلك معرفته لما يفترض أن تلعبه الموسيقى في العمل ومن ثم فهذا لا يستدعي وجود متخصصين منفصلين لكل مهارة. الإعلامي علي سعيد رأى عدم تقييد الفنان بنص ذي جنسية معينة بل ترك الحرية للمخرج في اختيار النص الذي يراه طالما ان هذا النص يحمل قيمة فكرية وثقافية ويعالج قضية إنسانية. واتفق أغلب الحضور مع هذا الطرح مع بضع ملاحظات حول قلة النصوص السعودية كما ونوعا، وعدم وجود علاقة بين المسرحيين والقاصين للاستفادة من بعض النصوص القصصية عبر إعدادها للمسرح. وعن معاناة الجمعية من عدم وجود دعم مادي من قبل القطاع الخاص وغيره اقترح البعض إعطاء هذه المهمة لإحدى شركات الدعاية والإعلام المتخصصة. فيما تعددت المداخلات من الممثلين والمخرجين والإعلاميين حول إمكانية تطوير الفرق المسرحية من مشاركة وبروفات بالإضافة إلى مناقشة هل النص المسرحي يقيّد المخرج سواء كان نصا محليا أم عالميا.