فرض قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماعه الأخير تساؤلات كثيرة بتحويل دوري الدرجة الأولى الى دوري محترفين بعد أن تم اقرار تحويل دوري زين للمحترفين الى دوري رابطة . فكما هو معلوم تحويل دوري الأولى الى دوري محترفين يعني ضرورة رفع مداخيلها المالية كما أن هناك الكثير من الانتقادات حول عدم تطبيق الاحتراف الحقيقي في الكرة السعودية حتى للفرق الممتازة والتى لم يصمت الكثير من مسؤوليها نتيجة ضعف الموارد وتأخر الحقوق المالية وغيرها فكيف سيكون الحال لفرق الدرجة الأولى. الميدان فتح هذا الملف ورصد العديد من ردود الفعل والآراء حول هذا القرار حيث استضفنا العديد من رؤساء الأندية وكذلك رئيس دوري المحترفين السعودي الحالي اضافة الى وجهة نظر اقتصادية فالى ثنايا ما قاله الضيوف حول هذه القضية . بداية أكد معالي الأستاذ فيصل الشهيل رئيس نادي النهضة أن قرار تحويل دوري الدرجة الأولى الى دوري محترفين خطوة للأمام ولكن المهم لضمان هذه الخطوة والقرار هو توفير الامكانيات التى يمكن أن تقدم للأندية لاعانتها على تحقيق هذا الهدف. وبين الشهيل أن المشكلة تكمن في ضعف الموارد المالية للأندية وصعوبة تنفيذ الالتزامات في ظل وجود عجز مادي وعدم توفير المبالغ المالية والدفع للأندية المستحقات في الوقت المناسب خصوصا فيما يتعلق بمبالغ الرعاة والنقل التلفزيوني وغيرها من المداخيل المفترضة. وشدد على ضرورة تحديد ميزانية مقنعة وكافية لاندية دوري الدرجة الأولى على اعتبار أن التكاليف ستكون باهظة في حال تطبيق هذا القرار بتحويل الدوري الى محترفين ولا يكون هذا القرار مشكلة كبيرة لضعف الموارد المالية ليس لفرق دوري الدرجة الأولى بل حتى للأندية الممتازة ومنها من لديها رعاة وشركاء استراتيجيون. ورأى فوزي الباشا رئيس نادي الخليج أن قرار تحويل دوري الدرجة الأولى لكرة القدم الى دوري المحترفين بدءا من الموسم القادم يحتمل الكثير من السلبيات والايجابيات خاصة وأن تطبيق القرار بشكل سريع بداية من الموسم القادم قد يضع الأندية في مأزق جراء عدم الجاهزية الممكنة من قبل الأندية للانسجام مع القرار، وقال ان تطبيق القرار يتطلب امكانات مادية كبيرة تتوافر في الأندية والسؤال هل يمكن توفير هذه الامكانات سريعا وقبل انطلاقة الموسم القادم من أجل تحويل دوري الأولى الى دوري محترفين وتطبيق القرار بالشكل الصحيح؟ ان القرار في مجمله جميل ومناسب لدوري قوي كدوري الأولى ولكن اذا لم تكن رابطة المحترفين مهيأة للتطبيق بداية من الموسم القادم فأتمنى تأجيل التطبيق بداية من الموسم بعد القادم. وأضاف : الكثير من الأندية تعاني من قلة الموارد المالية لتسيير أمورها في دوري زين وقد ينعكس ذلك علينا متى ما تم تطبيقه في الموسم القادم (هذا بالطبع اذا كان الخليج سيبقى في دوري الأولى ولم يصعد الى الممتاز الذي هو في الأصل دوري للمحترفين)، وتمنى أن تتم مراجعة أمر قدرة الاتحاد على تطبيق دوري محترفي الأولى من الموسم القادم وبشكل صحيح حتى لا نندم على تطبيقه وبالتالي يكون الفشل هو النتيجة التى سيتم جنيها خلال السنوات القليلة القادمة. أما رئيس الباطن ناصر الهويدي فاعتبر أن تأسيس الرابطة سيكون له أثر ايجابي كبير وفوائد عديدة وسيرفع من مداخيل الأندية وسيكون هناك صوت مسموع للأندية متوقعا دخول رعاة جدد من أجل رعاية دوري الأولى . وعبر رئيس نادي الشعلة فهد الطفيل عن تأييده لقرار تحويل دوري الدرجة الأولى الى دوري محترفين لكنه شدد على ضرورة توفير العامل المادي من أجل إنجاح هذه الخطوة التى تعتبر بلا شك خطوة للأمام في حال نفذت بالشكل الصحيح. وقال الطفيل (كلما قابلت رؤساء ومسؤولين في دوري الدرجة الأولى ذكروا لي أنهم يعانون من ديون إثر قيامهم بطلب قروض من عدة جهات من أجل تسيير أمور أنديتهم وهم في الأصل متطوعون وأتمنى ألا يكون تحويل دوري الأولى الى دوري محترفين ورفع التكاليف المالية سببا في قيام رؤساء الأندية برهن منازلهم من أجل توفير المادة وصرفها على أنديتهم. وشدد على ضرورة أن يكون هناك وضوح فيما يتعلق بكيفية توفير المبالغ المالية التى تسمح بتطبيق الاحتراف بشكل حقيقي وليس صوريا أو أن يكون فقط لإثقال كاهل الأندية والتى تعاني أصلا من الوضع الحالي لعدم وجود رعاة وقلة الداعمين وكذلك ضعف الدعم الذي يصلهم من قبل اتحاد القدم. ورفض رئيس نادي الحزم يوسف الخليف الحديث باسهاب عن هذا الموضوع قائلا (لا يمكن الحديث عن قرار تحويل دوري الدرجة الأولى قبل الجلوس مع المكلفين في تنفيذ هذا القرار من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم على اعتبار أن هذا القرار يأتي في ظل وجود غموض كبير في آلية تنفيذه خصوصا أن فرق الدوري الممتاز والذي يطلق عليه دوري محترفين تعاني ماليا بشكل علني مما يعني عدم منحها حقوقها المالية في موعدها مما يسبب لها العديد من المشاكل فكيف سيكون الحال في حال تطبيق دوري المحترفين على دوري الأولى بنسخة مكررة من الدوري الممتاز). وشدد الخليف على أن القرار يجب أن يوضح ويزال عنه الغموض وفي مقدمة المشاكل التى يجب ايجاد الحلول لها المخصصات المالية وآلية دفعها للأندية دون أي تأخير إذا ما أردنا النجاح لمثل هذه الخطوة والتى تعتبر دفعة للأمام ولا يكون تطبيقه سريعا سببا في زيادة معاناة الأندية بدلا من تطورها. واعتبر رئيس نادي الجيل عبدالعزيز المريسل ان قرار تحويل دوري الدرجة الأولى الى دوري محترفين مسعى يستحق الاشادة ولكن المهم أن يطبق بعد أن توفر أرضية صلبة وقوية لتطبيقه ولا يكون حاله كحال الكثير من القرارات التى لا تتعدى أهميتها الحبر على الورق حيث لا تتوافر الأرضية الصلبة لتطبق على أرض الواقع. وأضاف المريسل (لا أحد يشك في الطموحات الكبيرة والجهد الذي يبذله الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل رقي الكرة السعودية لكن المشكلة في الكرة السعودية هي عدم قيام وزارة المالية بصرف الاعتمادات التى تم اقرارها مما جعل الأندية تعاني من فقر مدقع جدا وبالكاد توفر أبسط المتطلبات في ظل هذا الوضع الراهن حتى الشركة الراعية لدوري الدرجة الأولى والمقرر أن تدفع 150 الف ريال سنويا للأندية لم تدفع منذ الموسم الماضي سوى 90 الف ريال فقط وحقوق النقل التلفزيوني لم تصرف وغيرها من الأمور والتى عطلت الأندية وجعلتها تعيش في وضع مأساوي جدا وخصوصا نحن في نادي الجيل وكذلك الاخوان في نادي الصقور نفتقد الدعم ولذا يجب النظر أولا الى موضوع الجانب المادي) . وبين انهم رفعوا خطابا للرئيس العام من أجل انشاء رابطة لدوري الدرجة الأولى والتعاقد مع شركات من قطاعات سكنية وتوفير الأدوات اللازمة من ملابس وغيرها على اعتبار أن هناك اسعارا خاصة ستمنح في حال كان العدد كبيرا من قبل الأندية التى في الرابطة مما سيوفر علينا الكثير من الناحية المالية . أما المدرب الوطني خليل المصري والذي يعد من أكثر المدربين الوطنيين خبرة في دوري الأولى فقال : تطبيق الاحتراف قد يقتصر على تنظيم الملابس وحقيقة احترافنا (أعرج) حتى في الفرق الممتازة فكيف يتوقع له في دوري الأولى والذي يطبق فيه أيضا الاحتراف متوقعا ألا يرتفع مستوى دوري الأولى الا بعد اقرار عودة اللاعبين الأجانب ولكن من الصعوبة من الناحية المالية أن تستقدم الأندية لاعبين أجانب مميزين بأسعار زهيدة كما حصل مع الطائي تحديدا في العديد من المواسم الماضية قبل ايقاف استقطاب الأجانب للأولى حيث قدم الطائي لاعبين كانوا مطمعا لأندية كبيرة وبعضهم انتقل فعلا. بدوره أكد رئيس نادي الطائي خالد الباتع ان قرار تحويل دوري الدرجة الأولى الى دوري محترفين أمر ايجابي كفكرة لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة : هل تمت دراسة الأمور المالية قبل اتخاذ مثل هذا القرار وهل تمت دراسة وضع الأندية خصوصا أن ضعف المداخيل ان لم يكن انعدامها في دوري الأولى لا يسمح بتسيير أمورها سوى من خلال البحث عن داعمين تصل أحيانا الى حد (الشحاذة) وهذا أمر لا يمكن اخفاؤه . وأشار الى ان تحويل دوري الأولى الى محترفين يحتاج على الأقل لرفع ميزانيتها التى تصل اليها الى ما لا يقل عن خمسة ملايين ريال وليس 350 الفا كما هو موجود حاليا ولا تدفع بانتظام واذا كانت دراسة وافية لحل هذه الاشكاليات فما المانع من تحويل دوري الأولى الى دوري محترفين ولكن أعيد وأكرر يجب حل الأمور المالية قبل الحديث عن تطبيق مثل هذه القرارات فالكلام سهل ولكن التنفيذ صعب . وأوضح أنهم طالبوا قبل أشهر بتكوين رابطة لفرق دوري الدرجة الأولى ولكن مطالبهم لم تجد أذنا صاغية والاهتمام اللازم مؤكدا أن الاندية تعاني بشدة. وتمنى أن يكون فريقه في دوري زين الموسم القادم خصوصا أنه منافس قوي على الصعود للممتاز على أمل أن تحل أيضا أمور فرق الدوري الممتاز على اعتبار أن فريقه ينافس بقوة على العودة لدوري الكبار. ويرى المهندس فراس التركي رئيس الاستثمار السابق بنادي الاتحاد أنه ليس من المهم تغيير المسمى بل المهم القرارات المتخذة وكيفية ادارة العمل وتوزيع المداخيل . وبالنسبة لدوري الأولى فتحويله لرابطة سيؤسس على عمل قاعدة لعمل احترافي حتى أن دوري الأولى سينال نصيبه من مداخيل الرابطة وسيبدأ طريق الخصخصة بغض النظر للامكانيات والبنى التحتية التى يرى الكثيرون أنها متواضعة. وأخيرا يؤكد محمد النويصر رئيس رابطة أندية الدرجة الممتازة أن تحويل دوري هو نتاج خطط تطويرية سيكون لها دور فعال في تطوير الكرة السعودية. وأضاف عن موضوع التنظيم لدوري المحترفين لفرق دوري الأولى قائلا (كما أعلن الأمير نواف بن فيصل أنه قبل نهاية الموسم ستعلن الهيكلة التنظيمية, والتجربة السابقة التي خضناها في هيئة دوري المحترفين ستمنحنا السرعة في التنفيذ وبشكل إيجابي مفيد لنا مشيرا الى أن هناك العديد من التجارب الايجابية التى نجحت في دوري زين ستنفذ في دوري الأولى خصوصا فيما يتعلق بفتح آفاق استثمارية وبيع منتجات وغيرها من المشاريع الاستثمارية التى حققت نجاحا في دوري المحترفين السعودي.
