اتهم وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لو دريان»، أمس الأربعاء، نظام الأسد باستخدام غاز الكلور مرارًا كسلاح في سوريا. وأكد الوزير الفرنسي، بحسب ما نقلت عنه «رويترز»، أن «كل الدلائل تشير الآن إلى استخدام غاز الكلور في سوريا في الوقت الراهن». وقال الوزير الفرنسي إن كل الميليشيات الإيرانية، بما فيها حزب الله، يجب أن تغادر سوريا. وردًا على سؤال، في حديث مع شبكة «بي. إف. إم. تي. في» وإذاعة «مونتي كارلو»، عما إذا كان يريد انسحاب القوات التركية من سوريا، قال لو دريان إنه يريد «انسحاب كل مَنْ لا ينبغي أن يكونوا موجودين في سوريا بما في ذلك الجماعات الإيرانية، ومنها حزب الله». وشدّد لو دريان على أن «تركيا وإيران تنتهكان القانون الدولي في سوريا». غارات جديدة وأمس الأربعاء، قُتِل سبعة مدنيين على الأقل، وأصيب العشرات بجروح جراء غارات لقوات نظام الأسد استهدفت منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس عن «مقتل سبعة مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح في غارات لقوات النظام على مدينة حمورية، تزامنت مع إصابة عشرين آخرين بجروح جراء غارات استهدفت مدينتي زملكا وعربين». مائة قتيل وارتفع عدد القتلى خلال اليومين الماضيين في الغوطة الشرقية إلى أكثر من مائة، حيث تتعرّض المدن والبلدات المحررة لقصف مدفعي وصاروخي عنيف جدًا، وعملت فرق الدفاع المدني على انتشال القتلى ونقل الجرحى للنقاط الطبية. وأكد ناشطون أن عدد القتلى خلال اليومين الماضيين وصل ل 104، بينهم 24 طفلا و24 امرأة، فيما كان عدد القتلى الرجال 58 رجلًا، بينما ارتفع عدد الجرحى لأكثر من 300 جريح. ووثق ناشطون مقتل 32 مدنيًا في مدينة دوما، حيث تعرضت الأحياء السكنية في المدينة خلال اليومين الماضيين لقصف بخمس غارات جوية، وتعرضت المدينة وأطرافها لقصف مدفعي وصاروخي أيضًا. وودّعت مدينة عربين 19 من أبنائها قتلوا جراء القصف الجنوني، الذي طال منازل المدنيين فيها، حيث قُصفت من قبل الطائرات ب25 غارة، وبعشرات من قذائف المدفعية وصواريخ ال «أرض - أرض» من طراز فيل وبالخراطيم المتفجرة. الضغط الدولي من ناحيته، أكد رئيس هيئة التفاوض السورية، «نصر الحريري»، أن استمرار المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي لا يمكن أن يتم دون ضغط روسي دولي على نظام الأسد، الذي يرفض الدخول في أي مفاوضات حقيقية. وعبّر الحريري، عن سعادة المعارضة بالمبادرات الدولية، التي بدأت تنطلق لتحريك العملية السياسية، رغم وجود نقاط اتفاق واختلاف فيما يخص بعض المبادرات. واعتبر الحريري أن «أحسن خيار هو جمع المبادرات، بهدف تحريك عملية مفاوضات جنيف، التي ترعاها الأممالمتحدة، إضافة إلى تطبيق القرار الأممي 2254». ويدعو هذا القرار، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع عام 2015، إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، وضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للصراع الدموي الدائر منذ عام 2011. وشدد الحريري على أهمية «دعم أي جهود تأتي في سياق تفعيل العملية السياسية، على أساس أن تكون مطابقة لبيان جنيف عام 2012، والقرار الدولي رقم 2245». ولفت الحريري إلى أن جميع الجولات في جنيف كانت مغلقة، لرفض نظام الأسد الدخول في أي مفاوضات، أو مناقشة الفترة الانتقالية، أو حتى الانتخابات، والدستور، أو ملف الإرهاب. قصف إسرائيلي على صعيد آخر، استهدفت طائرات إسرائيلية، فجر أمس الأربعاء، موقعًا لنظام الأسد في ريف دمشق بعدة صواريخ، حيث دوّت أصوات انفجارات قوية سمع صداها في معظم أحياء وسط العاصمة دمشق. وادّعى نظام الأسد أن دفاعاته الجوية تمكّنت من التصدي للصواريخ وتدمير معظمها، دون صدور أي تعليق رسمي من طرف الاحتلال الإسرائيلي على الحادثة. وذكر ناشطون أن الأهداف التي ضربتها الطائرات الإسرائيلية، هي مواقع لنظام الأسد في ضاحية جمرايا، وأكدوا أن الدفاعات الجوية للنظام لم تتمكّن من إيقاف الصواريخ وإسقاطها. وكانت إسرائيل قد استهدفت في الخامس من ديسمبر من العام الماضي «البحوث العلمية» في منطقة جمرايا بريف دمشق.