التوسع في توظيف النساء وتوفير الفرص الإنتاجية عبر مسارات الأسر المنتجة والعمل عن بعد؛ يسهم إلى حد كبير في الحد من ارتفاع معدلات البطالة في المجمل، والأهم أن تجد هؤلاء اللاتي لديهن الرغبة والإرادة للعمل والكسب منافذ وظيفية، يستطعن من خلالها الاستفادة من طاقاتهن واكتساب الخبرات واستكشاف الواقع العملي وزيادة حصيلتهن من التجارب وتنويع القدرات والنهوض بها، وليس ذلك مسؤولية وزارة العمل وحدها، وإنما القطاع الخاص كذلك، وقبل ذلك النساء أنفسهن ممن يملكن الشهادات أو دون شهادات مع رغبة في العمل. وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تعتزم تأنيث العمل في محال بيع وتنسيق الزهور، وذلك لوجود فرص عمل في هذا القطاع تصلح لعمل المرأة، سواء في المناسبات الاجتماعية والأفراح والأحداث العامة وغيرها، ذلك يتجه بنا الى إحصائية هيئة الاحصاء التي تشير الى بلوغ معدل البطالة بين الإناث السعوديات بنهاية 2016 نحو 34.5% وهي نسبة أكبر من بطالة نظرائهن الشباب في سن العمل، ما يتطلب مزيدا من الجهد لاستيعابهن في فرص وظيفية مناسبة، وهي ليست مهمة مستحيلة أو صعبة وإنما هي عملية ابتكار وانتاج وإحلال وإبدال طالما أن السعودة تتجه الى ذلك. تضييق الفجوة الوظيفية بين السعوديات والأعمال التي يمكن أن يقمن بها من المهمات التي يجب أن تكون لها الأولوية في سياق التوظيف، فالوظائف المناسبة تتوفر بحسب الأنشطة التي تتسع في العمل عن بعد، ومنافذ البيع الخاصة بالنساء، خاصة إذا ما علمنا أن أكثر المتسوقين من النساء ويجب أن تتوفر البيئات التي يتعاملن فيها مع بعضهن بإقصاء الرجال من المعادلة السوقية والتسويقية التي تختص بالإناث في جميع مجالات التسوق التي يمكن استهدافها، وذلك يختصر كثيرا من المشوار نحو الحد من البطالة النسائية. من المهم التوسع في المسار الانتاجي بجانب الوظيفي، فهناك أعمال وأنشطة في الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تفرغ فيها كثيرا من الفتيات طاقاتهن ومواهبهن الإبداعية لتقديم معروضات قابلة للتسويق، ولعل مثال وزارة العمل الأخير بتأنيث محلات بيع وتنسيق الزهور من المجالات التي يمكن أن تؤسس فيها الفتيات مشروعات صغيرة ومتوسطة لها عائدها الانتاجي بصورة أكثر جدوى من التوظيف المباشر، وعلى هذا القياس يمكن أن تنشأ مزيد من المشروعات في قطاعات خاصة بقدرات المرأة، وذلك كفيل بتطوير المعادلة الاستثمارية واتساع نطاق المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال منظومة اقتصادية وانتاجية تزدهر مع تحقيق مزيد من الأرباح. ليس بالضرورة أن يتزاحم الجميع في مشروعات الأسر المنتجة فهناك أفكار إنتاجية كثيرة تتعدد بحسب القدرات والمواهب والفكر والتطلعات، ولكن لا بد من إثرائها بالاستشارات والدعم والرقابة حتى تكبر المشروعات وتصبح نموذجا ناجحا للمرأة.