مجتمعنا السعودي ثري بالإيجابيات الكثيرة والنخوة والشهامة التي تستحق الإشادة والذكر ويتميز مجتمعنا، ولله الحمد، بالكثير من المناقب التي ميزته عن غيره من المجتمعات الأخرى من ترابط بين أفراد شعبه بعضهم البعض وبينهم وبين ولاة الأمر حفظهم الله. ولكن «الزين ما يكمل» لدينا بعض السلبيات التي أصبحت تنتشر بيننا كانتشار النار في الهشيم، ومنها تصرفات بعض الشباب في الشوارع وفي الأماكن العامة من تخريب وتدخين ورمي بعض مخلفات الأكل والشرب أثناء قيادتهم سياراتهم، فتجد بعضهم عند وقوفهم أمام الإشارات الضوئية المرورية أو مرورهم بالطرقات الفرعية يرفع صوت المسجل لأعلى مدى وأغنيته المفضلة تدندن مُزعجا الناس من حوله، واكثر ما يثير غضبي وحنقي هو العنصرية المقيتة فقد تطورت في هذه الأيام بين الشباب في المدارس والجامعات والأحياء ووصلت لمرحلة لا يمكن السكوت عنها. تعصبات للقبيلة وعنصرية اللهجات والتعصب المرفوض للفرق الرياضية ووووو....! ولدينا بعض السلبيات التي تحدث من جماهير وحضور المباريات المحلية فتسمع سب اللاعبين وقذف علب المياه المعدنية على لاعبي الفريق المنافس وعلى الحكام بلا أي رادع أخلاقي أو تحمل المسؤولية!! ولتتعرف على ثقافة بعض الشباب حاول الجلوس مع مجموعة منهم وسؤاله عن مجريات الأحداث الإقليمية أو التاريخ الحديث أو العلوم الشرعية أو العلوم الطبيعية أو العادات والتقاليد السعودية المليئة بالقيم الطيبة.. سيكون الجواب «ما تعرف تغني شيلات»!! كيف يتعامل شبابنا مع الأجهزة الذكية.. ما نوعية استخدامهم للانترنت؟ وما أغلب المواقع التي يدخلونها؟ وهل توجهاتهم ثقافية أم تحتوي على كم كبير من التفاهة !!... وللأسف لفت نظري أن الغالبية من أطفالنا في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية لا يتقنون أساسيات اللغة العربية ولا إجادة الكتابة وحسن الخط، فكيف سيبنون ثقافتهم مستقبلا ومن ثم ثقافة المجتمع؟! المكتبات خاوية والشباب يتسكعون في المجمعات التجارية... ندوة ثقافية أو محاضرة علمية حضورها أقل من حضور الحفلات والدعوات الموجهة لمشاهير الفلس والدجة وأقل من حضور الشباب لمقهى عند إقامة احدى مباريات الدوري الاوروبي!! الفن السعودي المعتدل ينحصر في إنتاج مسلسلات رمضان ومسرحيات تعرض بلا نصوص مسرحية هادفة.. ولا تقدم أي قيمة ترتقي بالمجتمع!! ومن السلبيات التي لا يوجد لها علاج حتى الآن تفشي الواسطة في كل المجالات، على الرغم من لاءات النفي المدوية، خصوصا في مجال التوظيف والترقيات والتعليم والابتعاث والعلاج، إذ نرى سهولة حصول شخص على وظيفة أو منصب لمجرد أنه مدعوم أو مسنود أو على صلة بأحد الوجهاء، أو من مسؤول من قبيلته نفسها؟! سلبيات الشباب في مجتمعنا، ما سببها وكيف التخلص منها ونحن نراها في كل وقت وفي كل زمن ولم نعرف سببها ولم يستطع شبابنا التخلص منها. وبكل أسف نلقي اللوم على الأهل والأهل يقولون العيب في الشباب أنفسهم. وعندما نسأل الشباب يقولون العيب في الأهل والتربية. وعندما نجمع الاثنين معا يقولون العيب في المجتمع، فهل المجتمع شخصا يؤثر على شبابنا فيجعلهم هكذا أم ماذا؟! وفي تصوري أن العيب بداخلنا نحن كمجتمع لأن كل فرد منا هو جزء من المجتمع ويشكل المجتمع بأكمله (نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا)!! السلبيات التي ذكرتها أعلاه لا تُلغي إيجابيات شبابنا في أعمال التطوع والخير والتفوق الدراسي والعلمي والبحثي ولا تعني بأنه لا توجد ايجابيات في مجتمعنا، فالخير باق ما بقيت البشرية، والتطرق لمثل تلك السلبيات هو لمعالجتها وطرحها أمام الرأي العام وأتطلع أن يتسم هذا المجتمع الطيب بالوعي الثقافي والرقي في جميع المستويات العلمية والتربوية والمجتمعية.