يلقي استعادة المملكة المواطنات وابناءهن من لبنان، الضوء مجدداً على دور المنظمات الإرهابية في تجنيد المواطنات السعوديات في آلة الدعاية الإرهابية، والتغرير بهن ومحاولات تهريبهن إلى مواطن الصراع والحروب الأهلية وأوكار الإرهاب، تحت عناوين خداعة براقة، فالمواطنات الثلاث سيدرجن في قائمة قوائم «سيدات الإرهاب» السعوديات، وفي مقدمتهن «سيدة القاعدة» الشهيرة هيلة القصير، التي حكم عليها قاضي المحكمة الجزائية المختصة بالإرهاب في الرياض، في اكتوبر عام 2011، بالسجن 15 عاماً ومنعها من السفر مدة مماثلة. وكانت القصير تمثل جزءاً من التاريخ الأسود لمنظمة القاعدة الإرهابية، كانت ناشطة في جمع التبرعات للتنظيم تحت ستار الأعمال الخيرية، وجمعت للتنظيم حوالي مليون ريال، وتزوجت من أحد أعضاء التنظيم الإرهابي محمد الوكيل، بعد طلاقها من زوجها المتزمت الطاعن في السن عبدالكريم بن حميد الذي يعزل نفسه، في حياته تقشف قاس، ويحرم الكهرباء وركوب السيارات ويعيش في منزل طيني في القصيم. وأنجبت بنتاً أسمتها الرباب من الوكيل الذي قتل في مواجهة مع قوات الأمن عام 2004. وقالت القصير، بعد الحكم عليها، إنها نادمة على اعتناقها الفكر التكفيري، ووعدت بأنها سوف تبدأ حياة جديدة مع ابنتها. ولكن تنظيم داعش الإرهابي يستخدم اسم القصير باسلوب دعائي وأطلق على إحدى المدارس في مدينة الباب في حلب «دار أم الرباب» لتحريض المزيد من النساء السعوديات على الالتحاق بالتنظيم الإرهابي. وجرى التغرير بنساء سعوديات آخريات سافرن مع أبنائهن القصر، بلا إذن من أولياء الأمور، ومن هؤلاء وفاء الشهري الإرهابية الشهيرة التي سافرت عام 2009 تهريباً إلى اليمن للالتحاق بزوجها سعيد الشهري الذي هرب إلى اليمن ورأس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن، قبل مقتلة. وكانت قد اصطحبت معها أطفالها الثلاثة، ولا يعلم مصيرها حتى الآن. وحاولت كل من أمينة الراشد ومي الطلق التسلل إلى اليمن، قبل سنتين بصحبة أطفال قصر، بلا إذن من أولياء أمورهن، ولكن قوات الأمن اعترضت سبيلهما وألقت القبض عليهما. وكانتا تنويان التسلل إلى اليمن ثم إلى السفر إلى سوريا، للالتحاق ب داعش، مثلما فعلت ريما الجريش التي سافرت إلى داعش، قبل سنتين، عن طريق اليمن كما يبدو، وروجت في وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمة الإرهابية، وكان ابنها اليافع في انتظارها هناك، إذ تمكنت من تهريبه إلى سوريا في وقت مبكر. وراجت أنباء أنها لم تكن قد لقيت حتفها في قصف جوي من مقاتلات التحالف الدولي التي تستهدف مقرات داعش العسكرية في سورياوالعراق. وتضم قائمة السعوديات المؤيدات للمنظمات التكفيرية الإرهابية أيضاً، أروى البغدادي التي التحقت بتنظيم القاعدة عام 2010، وتسللت إلى اليمن. ومطلقة ساجر التي هربت إلى سوريا عن طريق تركيا عام 2015 برفقة 3 من أبنائها (بنت 15 عاماً وولدان 13 و11 عاماً). وكانت قد اختفت بينما كانت تؤدي العمرة، وخدعت أهلها بأنها منهكة وتود الاستراحة في الشقة، بينما هي في الواقع قد اتجهت إلى مطار الملك عبدالعزيز وسافرت. وندى القحطان «أخت جليبيب» التي التحقت بداعش عام 2013. ووفاء اليحيى التي قيل إنها هربت، مطحبة أبناءها، إلى اليمن، ثم إلى العراق لتتزوج من أبو مصعب الزرقاوي قائد القاعدة في العراق قبل مقتله عام 2006 في بعقوبة في العراق بغارة جوية أمريكية. وقيل أنها لقيت حتفها في العراق عام 2012.