أدى تراجع أسعار النفط العالمية إلى تأثيرات سلبية على قطاعات الأسواق الخليجية أبرزها "العقارات" الذي يعد بين الاكثر حساسية للمتغيرات الاقتصادية والمالية وفقا لمحللين. كما تراجعت أسعار النفط بنحو 60% منذ منتصف العام الماضي بالغا أدنى مستوى خلال 7 سنوات عند 38 دولارا للبرميل. وخسرت أسهم القطاع العقاري بالبورصات الخليجية منذ بداية هبوط أسعار النفط في منتصف يونيو الماضي. وقالت دراسة حديثة صادرة عن شركة جيه ال ال: إن انخفاض أسعار النفط أسفر عنه إعادة هيكلة مالية للاقتصاديات الهيدروكربونية في الخليج، وألقى بتداعيات متباينة على الاستثمار في القطاع العقاري على الصعيدين الإقليمي والعالمي". وجاء القطاع العقاري بالإمارات في مقدمة الخسائر بين دول الخليج منذ يونيو 2014 ، ليهبط العقاري في أبوظبي بنسبة 45.5%، خاسراً ما يقرب من 2809.43 نقطة، بالغاً 3369.7 نقطة بفعل سهم "الدار" القيادي الذي هبط بنسبة 29.8%. وتراجع المؤشر العقاري في دبي بتلك الفترة بنسبة 38.7% الى 2919.64 نقطة في ظل هبوط سهمي "أربتك" و"إعمار" بنسبة 78.8% و36.6% على التوالي. من جانبه، توقع كريج بلامب - رئيس قسم الأبحاث بشركة جيه ال ال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تؤدي التوترات الجغرافية السياسية والأمنية السائدة في منطقة الشرق الأوسط إلى ارتفاع نسبة هروب رأس المال الخاص، حيث يبحث المستثمرون الأثرياء بمنطقة الشرق الأوسط عن فرص استثمارية في أسواق عقارية خارجية أكثر أمناً واستقراراً. وتتوقع شركة "جيه ال ال" أن تظل أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة أكبر المستقبلين لرؤوس الأموال الخاصة من منطقة الشرق الأوسط، كما يزداد إقبال المستثمرين على ألمانيا باعتبارها وجهة مفضلة". وانخفضت مستويات الاستثمار العقاري بمنطقة الشرق الأوسط في عام 2015، حسب البيانات الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك. وأكدت ان سوق العقار الخليجي أخذ يستشعر قوة انهيار أسعار النفط العالمية منذ منتصف العام الماضي. وأضافت أن الغيوم التي تحوم حول الاقتصادات أخذت تنعكس اليوم على ضعف الطلب على مبيعات العقارات، بينما يؤثر المعروض المتزايد سلباً في أسعار الإيجارات في بعض المناطق.