ساعد هبوط أسعار النفط عالميًا في تعرض أسهم شركات توليد الكهرباء في أمريكا لأسوأ تراجع أسبوعي، منذ أكثر من ست سنوات. وهي حتى لا تقوم بحرقه. أدت زيادة تخمة النفط الخام في جميع أنحاء العالم إلى خفض أسعار النفط بنسبة 23% خلال ثلاثة أشهر، وإمدادات الغاز الطبيعي في الخارج المرتبطة بالنفط الخام رخيصة جدا بحيث إن صادرات الغاز الأمريكية لا يمكنها المنافسة. أما توقعات المتداولين بأن المزيد من وقود محطات توليد الكهرباء سوف يبقى فقط في الولاياتالمتحدة فقد أدى إلى هبوط العقود الآجلة للغاز إلى أدنى مستوى موسمي منذ 14 عامًا. وحذت حذوها أسهم شركات توليد الكهرباء، مع تراجع مؤشر "بلومبيرج إنتيليجينس" للمولدات بنسبة 12.9%، ليلمس مستوى منخفضا في الأسبوع الماضي لم يشهده منذ يوليو من عام 2012. قالت ستيسي نيميروف، محللة المرافق العامة لمؤشر بلومبيرج إنتيليجينس: "انخفضت العقود الآجلة لأسعار الطاقة مع أسعار الغاز الطبيعي وسط مخاوف حول إمدادات الغاز الصخري الزائدة جزئيا؛ لأن أسعار النفط المنخفضة قد تقلل من القدرة التنافسية للأسعار والطلب على صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة. قد يقوم المستثمرون أيضا ببيع أسهم شركات الكهرباء كجزء من استراتيجية للحد من التعرض للسلع الأساسية عموما". إن الانخفاض في أسعار الطاقة هو فقط آخر تحد يهدد صناعة تواجه أيضا طلبا فاترا، وارتفاعا في التكاليف البيئية، ومستويات عالية من الديون ومنافسة متزايدة من محطات طاقة الرياح ومحطات الطاقة الشمسية. حرق الغاز فقط يتم توليد واحد بالمائة من الكهرباء في الولاياتالمتحدة الآن من حرق النفط. استطاعت سوق الطاقة، التي كانت في الماضي تعتمد على النفط لتوليد 20% من الكهرباء، الاستغناء عن الوقود الأحفوري بعد أزمة الطاقة في السبعينيات وتعتمد الآن على الغاز لحوالي ثلث الإمدادات. في يوليو، تجاوز الوقود الفحم للمرة الثانية ليمثل أكبر حصة من توليد الكهرباء. تراجعت العقود الآجلة للغاز تسليم شهر يناير من عام 2016 بنسبة 3.4% إلى 2.918 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال أسبوعين. كما انخفضت أسعار الجملة في فترات الذروة للعام القادم بنسبة 4.5% في المجمع الغربي التابع لشركة بي جي إم إنتر كونكشِن، وهو معيار لأكبر شبكة في الولاياتالمتحدة. قد تستفيد فعليا تلك المولدات التي تمتلك مصانع ذات كفاءة تعمل بالغاز، مثل شركة كالبين، من الغاز الرخيص مقابل تلك المحطات النووية والمحطات التي تعمل بالفحم. وفي حين قد تضغط أسعار الطاقة المنخفضة على هوامش ربح شركة كالبين، يعمل التبديل إلى محطات الغاز الرخيص على زيادة مبيعات الشركة، بحسب ما قالت نيميروف. فاق أداء أسهم شركة كالبين المنافسين هذا الأسبوع، بينما لا يزال آخذا في الانخفاض بنسبة 7%. اختفاء الطلب "اختفت" العوامل التي استندت إلى توقعات بحدوث نمو في الطلب على الغاز الطبيعي مثل صادرات الغاز الطبيعي المسال والاستخدام المتزايد للوقود لتوليد الكهرباء، بحسب ما قالت إنجي ستوروزينسكي، المحللة لدى ماكواير كابيتال في نيويورك، في رسالة إلكترونية في الأسبوع الماضي. قال ستيفن فلايشمان، المحلل لدى شركة وولف للبحوث، إنه لا يرى تحولا قريبا في الأمور فيما يتعلق بشركات إنتاج الكهرباء. كما أنه قلل من شأن قطاع شركات الإنتاج المستقلة في مذكرة بحثية صدرت في العشرين من سبتمبر، مستشهدا بتوقعات عرض وطلب "متدهورة"، ومستويات مرتفعة من الديون وتزايد المخاطر طويلة الأجل بسبب مصادر الطاقة المتجددة. وقال في المذكرة: "إن أسعار الغاز المستقرة إلى حد ما دون 3 دولارات هذا العام جعلتنا مقتنعين بأن الدولارات الثلاثة هو المبلغ الجديد المكافئ لسعر 4 دولارات، على الأقل حتى ترتفع صادرات الغاز الطبيعي المسال الجديدة".