لاحظنا جميعاً الحمْلات الشّرسة والمتتالية عبر أجهزة التواصل الاجتماعي وبعض من وسائل الإعلام الخارجية المختلفة على قلّة من السيّاح السعوديين ودول الخليج وخاصة في دولة التشييك والآن وصل لدول أخرى جراّء ما يقوم به وللأسف البعض منهم من تشويه للحدائق والكتابات المبتذلة بل وصل بالبعض منهم لرمي المخلّفات في أماكن التنزه والتي يرتادها الجميع من سكّان هذه الدولة ووصلت درجة الاحتجاج للغضب والمناداة برفض استقبالهم بل وحذّرت سفارتنا المواطنين من عدم الزيارة إلا للضرورة القصوى! السؤال الكبير: لماذا يوصلنا البعض لهذا المستوى الممقوت والمرفوض من انعدام ثقافة الحفاظ على المكان والاستهتار بالقيم والتقاليد الإسلامية ودعوة الهادي الأمين محمد صلّى الله عليه وسلم من أن (النظافة من الإيمان) وأن الحفاظ على الممتلكات إن كانت داخل الوطن أو خارجه من المواطنة الصالحة ولا يجوز بأيّ حال من الأحوال العبث بها وتدميرها بالتشويه ورمْي المخلّفات بها. البعض ينادي بأن هذا دور السفارات بالخارج! أعتقد أن المطلوب أولاً تثقيف المواطن داخلياً بمنشورات ووسائل ورسائل توجيهية تحذيرية باحترام أنظمة وقيم وممتلكات الدولة الوافد اليها وفتحت ذراعيها له وأن لا يسْتهين أبداً بتقاليدها وأماكنها ويراها جزءًا لا يتجزأ منه وأن الإساءة لها وبها مسّ بكرامته كإنسان وبدوْلته ككيان، وإلا ما ذنب المواطن الذي يذهب للعلاج أو الراحة لهذه الدولة وغيرها التي وجد فيها مقْصده ومقدار ميزانيته بأن يقوم نفر عابث بالإساءة لمواطنه وتشويه سمعة وطنه!! نعم الواجب علينا أن نبدأ من الداخل وعلى كلّ جهة أن تتحمّل مسؤوليتها وأن تعمل على نشر الوعي وثقافة الحفاظ على الأماكن السياحية والترفيهية والممتلكات بآلية صارمة ومخالفات ماديّة عالية وأن يكون هناك جهاز رقابي بيده الصلاحية الكاملة لإيقاف المستهتر والهيئة العامة للسياحة بدورها تبذل بكافة فروعها جهوداً في هذا المجال ولكن اليد الواحدة لا تصفّق. ومن منّا لم يشاهد كيف يترك الكثير من المصْطافين في أماكن السياحة بقايا مخلفّاتهم من نعمة وخير في مظْهر غير حضاري مع توفير أماكن لها بل البعض يترك بقايا نيران طبْخه في المكان ولا يراعي سلامة طبيعة الخالق ومن بعده. إنه عبث أخلاقي مرفوض دينياً وأخلاقياً. من هنا علينا أن نعترف بالمشكلة وأن لا نتهرّب من واقع معاش. كم يعْصرني الألم وأنا أشاهد على الطرق السياحية لأماكن سياحية ولغابات جميلة أكياس القمامة البلاستكية مرميةً بينها وبقايا الأرز واللحوم معلّقةً بها ورائحة الأطعمة تنبعث منها! ان ما يقوم به البعض في الدّاخل والخارج يحتاج منّا اهتماماً وعملاً دؤوبا. ولا نحمّل جهة بعينها، المسؤولية التي أراها مشتركة بين المواطن كثقافة ومواطنة وجهات حكومية معنيّة بهذا الشأن وعلينا أن ندرك ونعي أن هذا الموضوع من الأهمّية إن لم يتم التنبّه له ومخاطره داخلياً أولاً وثانياً أصبح وللأسف مشكلة خارجية وصلت تداعياتها للإساءة لدولة وكيان من بعض أبنائه الذين كانوا جزءاً من هذه الفوضى البشرية خارج الوطن وعلينا أن نحمد الله على نِعمه وهل ننْتفض ونسْتشعر بمسئولية مثل هذه التصّرفات!