_ لقد كان هنا وهناك.. إنساناً ليس لأحد.. بل لكل أحد..! _ كان يغزو.. ولكن دون أن يبرز سيفه.. يغزو القلوب رغم أنفها..! _ سلاحه.. ابتسامة قائمة.. لمن يعرف ومن لا يعرف..! _ ودرعه الواقية.. قلب يتسع للجميع دون تطبع أو تطبيع! _ رحل عنا غازي.. غفر الله له.. فترك لنا.. كل شيء.. وأخذ معه كل شيء..! _ لقد كان «غازيا»... يجوب معارك ليس فيها إلا الحب.. والصدق.. والابتسامة.. فسبى القلوب لحظيرته..! _ رحل عنا.. إلى من هو أكرم منا _ رحل عنا.. إلى من هو أصدق منا _ رحل عنا.. إلى من هو أرحم به منا _ عرفته منذ سنوات.. فكان سبّاقاً للتواصل.. وفي فن التواصل حدث ولا حرج.. _ إعلامياً.. لا يكترث للأندية الكبيرة.. فيكفيها أهلها.. لذلك كان صوتاً لمن لا صوت له.. ومنبراً لمن لا منبر له..! _ لا يستهويه الركض خلف شهرة الكبار.. فقد كان عقله وقلبه مع تلك الأندية المغمورة التي فقدت حضورها إعلاميا.. _ لذلك كان لتلك الأندية.. رقم موحد أرقامه السرية لا يملكها إلا غازي. _ كان حرفه يتقطر دفاعاً ومناجاة وعدلاً للمغمورين.. حتى بات أشهر وأحب للجميع من إعلام الشهرة! _ لذلك.. كان غازي.. ليس لأحد بل لكل أحد..! _ لا تجد له خصماً.. ولا عدواً.. ولا حتى نظيراً.. كيف لا.. فيكفي أن تعلم عزيزي القارئ أن غازي -رحمه الله- من منسوبي نادي الفتح.. النادي النموذجي. _ وغازي أنموذج يحتذى به تخرج من تلك المدرسة. _ كان والده -حفظه الله- أحد أهم أعمدة هذا الصرح النموذجي. _ فتخرج هذا الشاب (عوضه الله بشبابه في الجنة) من جامعة الفتح النموذجية.. فكان أنموذجاً لايضاهيه أحد. _ أما شروعه في أعمال الخير.. فليس أنا من أتحدث عنها.. ولكن ثق أيها القارئ الكريم.. أن من عاش أنين أندية مغمورة ومناطق غائبة رياضياً.. ودافع عنها، فمن باب الخير للغير أولى في قاموسه. _ لا تحزن ياعم خالد.. على رحيل ابنك.. ولا تكترثي يا أماه.. فالصبر كان سلاح ابنكما.. فتمسكا به.. كما كان غازي يتمسك به. _ مكانة غازي ومحبته ليس لها حدود تاريخية أو جغرافية ..فالكل يحبه.. والكل يدعو له.. ووالله إنه ليغبط على محبة الناس .. فالناس شهود الله في أرضه. _ حرصت أن يكون مقالي عن أخي الذي لم تلده أمي عبر أثير صحيفة اليوم.. فأشكر الاستاذ عيسى الجوكم الذي أتاح لي الفرصة. _ اخترت اليوم.. لأنني قضيت فيها سنوات لا تنسى.. وكان غازي يقضي غزواته فيها. _ أخيراً أقول للجميع: أحر التعازي.. في موت غازي فاللهم تول أمره، واسكنه فسيح جناتك، وتجاوز عنه، وصبرنا وأهله، «إنا لله وإنا إليه راجعون».